أميمة… هل رحلت حقاً؟!
رجاء الحواج
رحلتِ.. و ما هذة الرحلة العجيبة التي حزمت لها امتعتك، وذهبت إلى قدرك المحتوم مسرعةً ملبيةً نداء من بيده الموت والحياة، الموت الذي قهر به عباده؟!!
واصطحبت الأخوة الأعزاء ليشهدوا هذا الحدث الأليم..
فليلهمهم اللهُ الصبر الجميل..
وما هذه الصدفة الغريبة والتوقيت الأغرب الذي رحلت فيه؟
فهل لبيت نداء الوالدة الحنون، فرحلت في يوم ذكرى وفاتها.. أم اشتاق الحبيبُ إلى حبيبه؟
هل رحلت بلا عودة غير آبهة بما سيكون عليه حال من وراءَك من الأهل والصديقات والزميلات الذين تركتهم في حال ليس بحال؟ فلا هم استوعبوا ما جرى ولا هم توقفوا عن البكاء لفقدك على الرغم من عدم التصديق لما حدث..
أميمة.. لطالما جذبتنا إليكِ و لأحاديثك الحلوة المليئة حنانًا وطيبة وأُنساً والتي تعكس مدى تواضعك..
إلى جانب ثقافتك المتنوعة ومعرفتك وخبرتك بتجارب الحياة، فلم نتردد في السؤال والمشورة ولم تبخلي بالجواب..
أختنا (أميمة)..
نعم اختنا.
فعشرتنا دامت لأكثر من ثلاثين عاماُ، تقاسمتا فيها الفرح والحزن، الحلو والمر، الراحة والتعب، كنا نحاول خلالها أن يكون لنا فيها بعض اللحظات الجميلة والسعيدة..
نعم هذه السنوات طبعت علاقتنا بطابع الأخوة المبنية على الألفة والمحبة في الله.
أختنا الحبيبة.. أردت أن نجتمع (أخواتك معلمات وإداريات الثانوية الثالثة)، وها نحن اجتمعنا، ولكن حضر الجمييييييع ولم تحضري..
فهل أخلفت وعدك و لست
ممن يخلف الوعد وذهبت بلا عودة؟!
فأين أنت يا غاليتنا؟
هل اجتمعت هناك بالأحبة ونسيت الصحبة؟
غبت عنا فباتت دنيانا موحشة بلا حياة، و أجسامنا ميتة بلا أرواح..
فلعل الله يكتب لنا لقاء.. ونكمل صحبتنا هناك..
حبيبتنا.. حشرك الله مع من أحببت وواليت محمد وآله الأبرار الأطهار صلواته وسلامه عليهم أجمعين..