هل أتاك حديث الوطن؟
علي صالح الفهيد
في ليلة الثالث والعشرين من سبتمبر 2022 كنت في سبات عميق بين زفير وشهيق، وأنا في عيون وجنان، وحولي حور عين وولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين. استيقظت من أحلامي الوردية بسؤال ملهم غريب في معناه عجيب: هل أتاك حديث الوطن؟ فأجبتهم بضرس قاطع: وطني المملكة العربية السعودية، وما أدراك ما وطني السعودية!
الألف انتماء وألفة شعبه، واللام لُحمة وطنية تجمعنا، والسين سعد وسعادة نتفيأ ظلالهما، والعين عهد منا بالمحافظة عليه، والواو ولاؤنا له ولقيادته الرشيدة، والدال دفاعنا عنه بالروح والمال والأهل والولد، والياء يُمن وبركة فيه، والتاء تاريخه العريق.
وطني دعوة إبراهيم عليه السلام:” رب اجعل هذا بلداً آمنا وارزق أهله من الثمرات”. وهو كما عبر عنه الشاعر أحمد بن عبد الله اللويم في قصيدته دعوة إبراهيم:
يا نبض دعوة إبراهيم في السور
لا زلت بالأمن مشهوداً وبالثمر
وبالقلوب هوت من كل ناحية
إليك بالحب في حج ومعتمر
وطني الخضرة والنماء. وطني السيف والقوة بأعدوا لهم ما استطعتم من قوة. وطني منبع الإسلام دين كل الأنام.
وطني الأمن والأمان لنا ولمن شردتهم أيدي الظلم والبغي والعدوان من إخواننا العرب المستضعفين.
وطني مهبط الوحي، ميلاد النبي، خطوات الصحابة والتابعين والأئمة الميامين رضي الله عنهم.
أرض حوت خير الأنام وصحبه
فالمجد تحت ترابها مكنوز
وطني حلم الطفولة، هاجس الشباب، آمال وأمنيات النساء، ذكريات الشيخوخة، مقبرة الغزاة والطامعين، والمفتدى بكل غالٍ ورخيص.
وطني موضع نزول القرآن الكريم على قلب صاحب الخلق العظيم كما قال الشاعر الدكتور يوسف حسن العارف:
اقرأ وهوداً وأنفالاً ومائدةً
والرعدَ والنملَ حتى سورة التين
تنزَّلت آيُها هدياً ومرحمةً
على رباك فمن- بالله- يؤذيني
وطني ليس أحلاماً ورديةً ولا أحلام يقظة، وليس ربيعاً عربياً بل ربيعاً سعودياً بعطاءات وإنجازات.
وطني رؤية 2030 وأرامكو وسابك.
وطني هو الإنسان، هو نحن الذي نحميه ونعيش على ترابه متحدين بعد أن كنا في فرقة وشتات، عاملين فيه وله، ولربه راكعين ساجدين.
وطني ما مثله بها الدنيا بلد، وهمة حتى القمة، وجبل طويق، وفوق هام السحب، ومحرر الكويت من غدر الجار الخؤون.
عفواً وطني:
ليس عندي ما أقول
سوى ما في الخاطر يجول
إنه وطن المؤسس عبد العزيز الملك السلطان، وابنه الملك سلمان، وحفيده ولي العهد محمد الأمين.
لا فض فوك يا شاعرنا الدكتور سالم بن محمد المالك حين قلت في قصيدتك” في رحاب قمة العشرين” التي عقدت في وطني:
بالأمس بدوٌ نجوب البيد مُهلِكةً
وكم شقينا من الآلام والأرق
واليوم نحن على العشرين قادتهم
شمسٌ كواكبها فاءت لمفترق
هذي السعودية الشماء لي وطن
أنا المباهي بها مسكٌ من الودق
والآن يا وطني أصبحت قبلتهم
تاهت بصائرهم في غُمر مختلق