يوم مشهود للدفاع المدني في القطيف

حبيب محمود

من تابع ما كان عليه رجال الدفاع المدني في القطيف، منذ عصر أمس، حتى ظهر اليوم؛ لا يملك إلا أن يشدّ على أياديهم، إجلالاً لكلّ لحظة أمضوها في التعامل مع حادثة الانهيار التي وقعت في سقف مبنى مهجور.

المخاطرة عالية، ووسطها مسؤولية تجاه إنسانٍ لا يعرف أحدٌ كيف دخل المبنى المهجور.

تعاملٌ حذر مع مبنى قد تسقط أجزاء أخرى منه. وفي الوقت نفسه؛ هناك حسٌّ إنسانيٌّ عميق تجاه عاملٍ قد يكون موجوداً، وقد لا يكون. وكلُّ هذه المرابطة والتمركز الذي استطال الليل كله وشطراً من النهار، من أجلِ إنسانٍ له روحٌ، وأهلٌ، وربما أبناء.

كلُّ لحظةٍ مرّت في عملهم المتواصل؛ هي تضحيةٌ كبيرةٌ، وجهدٌ عظيم، ونُبلٌ يُحسب لكلّ من يعمل في هذا القطاع الذي “يدافع” عن الناس “مدنياً”، ويبادر إلى مساعدتهم في الحوادث والكوارث والأزمات.

كانت الوجوه مرهقة، ولكن شدة البأس حاضرة، في مكان تجمّع فيه الضبّاط والأفراد، ليس من أجل مساعدة إنسان غريبٍ فحسب، بل ـ أيضاً ـ من أجل حماية الناس من الخطر المحتمل.

ما يبذله رجال الدفاع المدني، في بلادنا، يكاد يُخجلنا في كلّ حادثٍ يقع ويتعاملون معه. حوادث تقع يومياً، ومواجهاتٌ تصل فيها المخاطرة إلى حافة الموت أحياناً، ومع ذلك يُقدمون على أهوالٍ، للإنقاذ والمساعدة، والتقليل من حجم الخسائر والأضرار.

لو كان الأمر بيدي؛ لكتبتُ قصة ما كان عليه أبناؤنا وإخواننا في الدفاع المدني بمحافظة القطيف، في هذه القصة الإنسانية بالذات، ولأخذتُ من ملامح وجوههم، وبزّاتهم التي حملتها أجسادهم، ما يُعينني على التعبير عن حقيقة ما يقدّمه هؤلاء الأبطال من تضحيات وتفانٍ وإنكار للذات.

فشكراً لهم فرداً فرداً، وشكراً لزملائهم في القطاعات الأخرى الذين بذلوا أقصى ما يستطيعون من أجل التعامل مع الواقعة. لقد قدّموا يوماً مشهوداً.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×