قوارب قطيفية وأحسائية “تُبحر” في جامعات الجزيرة البريطانية 11 تشكيلياً يرسمون علاقة البلدين في 15 قارباً.. وسفارة المملكة تتبنّاهم

2 سبتمبر، 2018آخر تحديث: 4 يناير، 2020

سيهات: شذى المرزوق

بعد 5 أيام من العرض في فعّالية “رؤيتي مستقبلي 2018” التي نظمتها الملحقية الثقافية في لندن؛ حصلت أعمال تشكيلية سعودية على ترشيح العرض في بعض الجامعات البريطانية. الفعّالية رعاها سفير خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، وشارك فيها 11 تشكيلياً سعودياً، وتمثّلت في إعداد رسوم على قوارب صغيرة، لتُشارك في “يوم المهنة العالمي”.

القوارب كانت نتاج ورشة امتدت ٥ أيام في القطيف، وانتهت إلى ١٥ قاربًا، قبل شحنها إلى المملكة المتحدة، للمشاركة في يوم المهنة العالمي. و ما لبث بعدها أن تنافست الجامعات البريطانية لاقتناء القوارب. وما زال اهداء وتوزيع القوارب جاريا، بمتابعة من منسقة المعارض الفنية عزيزة القرني.

ومن جهتها؛ ذكرت التشكيلية مهدية آل طالب لـ “صبرة” أن قاربها اختير ليتم إهداؤه إلى جامعة الملكة اليزابيث في لندن. وقالت إن هذا العمل ـ تقصد إعداد القوارب ـ مجهود جماعي تكاتفت فيه أيدي أبناء المنطقة لإبراز الفن التشكيلي السعودي”.

وأضافت “مع اختلاف عدد المشاركات فهنالك من قدم قارباً وهنالك من شارك بأكثر، إلا أن الرؤية والهدف واحد وهي نقل المشهد الفني التشكيلي على مجسمات السفن التراثية كطرح مبتكر جديد”.

بينما قالت التشكيلية ليلى نصر الله إنها شاركت بقارب واحد، ووصف التجربة بأنها “أخرجتنا من دائرة الروتين”، وأوضحت أن “آلية الرسم على القوارب غير مقيدة بفن تشكيلي معين بل لكل مشارك لمسته الخاصة في عمله على القارب الذي يعمل عليه”.

التشكيلي حافظ الرضي، من الأحساء، شارك بقاربين، وأشاد بالمشاركة وما أضافته لرصيده الفني.. وقال “أكسبتني الكثير من الخبرة والتعرف على إبداعات الأخوة الفنانين عن قرب مما أثرى معلوماتي وأعطاني أفكاراً جديدة في إخراج العمل الفني”.

وعن ما يميز العمل ذكر التشكيلي سعيد الجيراني أن الورشة متنوعة الأفكار و الاساليب الفنية ما بين الواقعية و التجريد واستطرد “كان لي شرف المشاركة بقاربين اثنين حمل كل قارب مجموعة من الرموز الوطنية و تم ربطها بين البلدين بأسلوب حداثي جديد”.

وعما إذا كانت هنالك أسماء لجامعات معينة مطروحة لعرض الاعمال التشكيلية قال “سيتم تحديد مجموعة من الجامعات لتوزيع القوارب عليها و تكون ضمن معروضاتها كذلك سيكون هناك نصيب للسفارة و الملحقية الثقافية السعودية بلندن”.

وهذا ما أكده حسن أبو حسين تشكيلي الذي مشارك بقارب واحد. وأضاف “أن تكون بصمة فنان في قارب يبحر في عالم لندن ويعرض في جامعاتها هو بحد ذاته مشاركة جميلة”. فيما شارك عبدالعظيم شلي بقارب واحد أيضاً.

———-

من القطيف.. إلى لندن

عبدالعظيم شيلي

مشروع الرسم والتلوين على القوارب الخشبية، هو مشروع فني لأول مرة يطرح على الساحة التشكيلية السعودية، ولم يكن الأول عربياً، وإنما سبق طرحه في جمهورية مصر وسلطنة عمان.

وهذا المشروع اختص به بعض فنانو المنطقة الشرقية، منذ مدة وجيزة، وقد تولد نتيجة استجابة بعض فناني المنطقة، وأغلبهم من القطيف لتلبية دعوات الأستاذة عزيزة القرني، للمساهمة في المهرجانات والرسم على الجداريات، لتجميل الواجهات البحرية والميادين بالإضافة للمشاركة في مهرجان الفن المعاصر بالجبيل.

هذه الفعاليات كونت عند الاستاذة عزيزة فريق عمل من الفنانين والفنانات تعتمد عليه في مناسبات فنية ووطنية. فدعتهم مؤخرا للرسم والتلوين على مشروع القوارب الخشبية التي تعاملت معه أغلب المجموعة في مهرجان الساحل الشرقي، قبل عدة أشهر.

وبالفعل اقيمت الورشة على صالة روضة اللجنة الأهلية بالقطيف، لمدة 6 أيام، وأسفرت عن انجاز 15 قارباً، نفذها 11 فناناً وفنانة أغلبهم من ابناء القطيف.

والهدف الواضح والمعلن هو أن تعرض هذه الأعمال في العاصمة لندن، ضمن احتفالية يوم “المهنة العالمي”، الذي افتتح يوم السبت 31 أغسطس، في رحاب احدى الجامعات البريطانية العريقة، وكل نماذج القوارب تعبر عن عمق الصداقة التاريخية المتينة التي تربط البلدين.

وقد أبدع المشاركون في إنجاز قواربهم ضمن توليفة فنية قوامها إبراز المعالم الشهيرة والشخصيات المؤثرة في البلدين. وبالفعل أخرج كل منهم ما في جعبته وأسلوبه الخاص من تقنيات في تلوين القوارب بألوان جاذبة وحيوية، حازت إعجاب المسؤولين والحاضرين وتركت في نفوسهم انطباعات حسنة.

أم بالنسبة لمشاركتي؛ فهي تعد المرة الأولى التي أتعامل مع أسطح كهذه، مثل السطح المقوس الذي يمثله القارب. اجتهدت مثل بقية زملائي في اعطاء العمل قيمة فنية ومعنوية تمثل عمق الصداقة والمحبة بين البلدين، والعمل بحد ذاته نتاج تجربة ورشة، ضمت أغلب الفنانين الرجال، أما الفنانات فقد نفذن أعمالهن في مراسمهم الخاصة.

مشروع الرسم على القوارب تجربة ثرية، لها اصدائها الواسعة، محلياً ودولياً.