يوم حزين في الإعلام السعودي.. غالب كامل.. وداعاً الوجه التلفزيون أسلم روحه.. ونعاه زملاء المهنة وصُنّاع الرأي

القطيف: صُبرة

لسنوات طويلة، ستبقى السيرة الذاتية للإعلامي السعودي غالب كامل عالقة في أذهان أجيال كثيرة، ليس لسبب سوى أنه أحد روّاد جيل المؤسسين الأوائل للتلفزيون السعودي.

ومع وفاة أكثرية المؤسسين، تحول غالب إلى شاهد على العصر، يسترجع الذكريات، ويوثق الأحداث التي صاحبت البدايات الأولى لتأسيس الإذاعة والتلفزيون. ولكنه بعد اليوم، لن يكون بمقدوره أن يحكي المزيد، أو يسترجع الذكريات.. اليوم يحمل غالب لقب “المرحوم”، بعد أن غيبه الموت بعد معاناة طويلة مع المرض. 

خبر الوفاة

خبر الوفاة أعلنه ابنه رائد، الذي نعاه في حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “توتير”، بادئاً بالآية القرآنية “بسم الله الرحمن الرحيم ““يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي”.

وأضاف رائد “بعيون دامعة وقلوب خاشعة راضية بقضاء الله وقدره انتقل إلى رحمة الرحمن الرحيم العزيز الكريم والدي غالب كامل”.

وما إن أعلن رائد عن وفاة والده، حتى وتسابق الإعلاميون على رثائه والترحم عليه، وذكر محاسنه وجهوده في التأسيس للإذاعة والتلفزيون السعوديين.

وعصر اليوم؛ نعته هيئة الإذاعة والتلفزيون في تغريدة، ووصفته بـ “القدير وأحد مؤسسي الإذاعة والتلفزيون السعودي”، وأشارت إلى ما قدمه “بعد مسيرة حافلة بالعطاء، حيث عُرف بفصاحته وتميز إلقائه وقدرته على إدارة الحوارات”.
فيما غرّد رفيق دربه الإعلامي سبأ باهبري، قائلاً “تلقيت قبل قليل خبر وفاة الزميل والصديق وأحد فرسان الشاشة والميكروفون في العصر الذهبي غالب كامل بعد صراع مع المرض جعل الله آلامه تطهيرا ورفعة في درجاته أسأل الله له الرحمة والمغفرة والجنة ولأسرته صادق العزاء ولمحبيه ومعجبيه الصبر الجميل٠٠الصورة من آخر لقاء به في منزلي في الرياض”.

المرحوم غالب كامل مع سبأ باهبري

وحمل وسم #غالب_كامل سيلاً من التغريدات الناعية والراثية للإعلامي البارز الذي شغل وجهه الشاشة الفضية لسنواتٍ طويلة في التلفزيون السعودي، ونشر كثيرٌ من الإعلاميين صورهم التي كان فيها غالب كامل، تقديراً لمكانته، واعتزازه بالتواصل معه.

الفنان فايز المالكي والراحل غالب كامل

قوة الفصاحة

درس غالب كامل في مصر، والتحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة الإسكندرية عام 1969، وعرف بفصاحته وقوة لغته العربية وحبه للشعر والسجع، وقدرته الفائقة على إدارة الحوارات. وربطته علاقة صداقة قوية مع عدد من نجوم الإعلام الراحلين.

التحق بالإذاعة السعودية عام 1964 ثم التحق بالتليفزيون في العام التالي 1965، وعمل في المجال الإعلامي لمدة 40 عاماً كاملة، وأحيل إلى التقاعد عام 2000.

قدم غالب كامل على مدار مشواره الإعلامي، الكثير من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، من أبرزها “أبشر وحرف ونغم وسلامات”، وهو برنامج إنساني، قدمه من داخل المستشفيات، “رفقة المرضى”، و”سهرة من منزل” و”لقاء مع فنان” و “من الشاشة إلى الميكرفون” و”الصفر الدولي”، من أهم برامج الفقيد التليفزيونية “أين الخطأ” و”من أنا ولمن الكأس” و”لقاء على الهواء”.

القناة الأولى

وعاصر الراحل مؤسسي الإذاعة والتلفزيون، أمثال المذيع ماجد الشبل، عبدالرحمن يغمور، سليمان العيسى، حسين النجار، مطلق الذيابي، يحيى كتوعة، وعباس غزاوي الذين رحل معظمهم عن عالمنا، فحمل غالب لقب “صديق الراحلين”.

وقبيل وفاته، كانت الحالة الصحية لغالب كامل تشغل بال محبيه، خاصة بعد الوعكة الأخيرة التي ألزمته فراش المستشفى قبل أيام، ونُقل على إثرها من الأردن إلى المملكة لاستكمال رحلة علاجه.

أزمة الصدر

وعن أزمته الصحية، قال نجله رائد في تصريحات صحافية “والدي يعاني بسبب أزمة قديمة في الصدر يراجع معها المستشفيات حتى استقرت حالته، لكن عانى أخيراً، فزادت حالته تدهوراً وأُدخل العناية المركزة”. ونقل غالب من الأردن إلى المملكة خلال الأيام الماضية، لاستكمال علاجه. واليوم يضع غالب نهاية لمعاناته، وبوفاته.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×