في القطيف.. نقوش القرآن صامدة منذ 200 سنة في باب بيت الزاير نُقل من فريق "السدرة" واحتفظ به الورثة في منزلهم الحديث

نذير بن خالد الزاير

في مدننا أبواب قديمة كانت إلى حين تطالع عيون معاصيرها، صنعها منذ أمد بعيد، نجّارون حرفيون امتهنوا النجارة بمهارة عالية، من مواد ووسائل تقليدية كانت في متناول اليد، لتؤدي دورها في دواخل المباني التي يشيدها الإنسان، حوّلته في نهاية المطاف إلى عمل فني بارع يختزل ذاكرة مرحلة ويؤرخ لها و لمعتقدات و مفاهيم و عادات ذويها.

لذا فإن الأبواب الخشبية القديمة، جمال يروي تاريخ معماري عريق، وكانت الزخارف الفنية والنقوش فيها وطريقة تصميمها من قبل النجارين القدامى في الزمن الماضي، تعطي عناصر جمالية و بصمة فنية احترافية مميزة للبيوتات القديمة للأسر في أي بلد عاشوا، لكونها تدل ليس على الذائقة الفنية لذويها بل تعرفك بمستوى ثقافتهم ومعارفهم وعقيدتهم الإسلامية.

يدل على ذلك نقوش الآيات القرآنية، أو اسم من أسماء الله الحسنى،  أو اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بالإضافة إلى أن كل هذا الإبداع  من  الجمال يرتقي بحياة الإنسان و يميزه في مجتمعه، لتحقُق المتعة  الفنية والنفسية.

ويتحقق هذا التناغم في انسجام هذه  الزخرفة والنقوش مع باقي العناصر الجمالية التي تشكل أي باب تقليدي، يعطي مؤشراً إلى علو مستوى  الذوق الفني لدى ساكنيه، وينقله  الى أيدي الأجيال القادمة على هيئة موروث فني يعرفهم بشيء من التراث المادي لأجدادهم و بلادهم.

الباب من الواجهة الغربية بفريق السدرة في القلعة قبل نقله، والصورة قديمة وَ المصور : غير معروف، من إرشيف الأستاذ بدر بن أحمد الزاير

ومن بينها ما تحت أيدينا في يومنا الحاضر: باب خشبي من الطراز الأثري القديم، عائد مُلكه حالياً إلى ورثة المرحوم الحاج: عبدالمجيد بن الحاج محمد الزاير. وهو موجود حتى اليوم بحوزة أبنائه، وقد حافظوا عليه جيلاً بعد جيل.

ومن خلال معاينتي له في منزل أبنائه في حي البحر بالقطيف في 13 / 9 / 1440هـ، والتقاط عدد من الصور لواجهته الأمامية و الخلفية، وجدتُ أن من خصائصه:

  • زخارف فنية،
  • نقوش آيات من القرآن الكريم من سورة الفتح في قسميه الأيمن والأيسر،
  • و أيضاً من سورة الحجر آية {ادخلوها بسلامٍ آمنين}
  • وفوقها {يا الله}
  • وتحتها {يا محمد}.

عمره الزمني: أكثر من قرنين، حسب إفادة مالكيه.

مثل هذا الأثر هو مما يدعو زملاءنا الباحثين والمتخصّصين من ذوي العلاقة للاستفادة من تصميمه كأحد النماذج الجمالية لأبواب البيوت في القطيف قديماً، واضافته ضمن العينات التي يمكن دراسة هندسة تصميمها بصورة أوسع.

صورة  حديثة للواجهة الخلفية من الباب

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×