الرياض وأثينا تتفقان على تعزيز الاقتصاد ومكافحة الجريمة ولي العهد يتجه إلى باريس..

القطيف: صُبرة

بعد تعزيز العلاقات، والوصول بها إلى أبعد نقطة من التعاون، غادر الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، اليوم (الأربعاء)، اليونان، متوجهاً إلى فرنسا، في جولة خارجية، تستهدف ترسيخ العلاقات الخارجية مع الدول الصديقة والشقيقة. وكان في مقدمة مودعيه لدى مغادرته مطار أثينا الدولي، نائب رئيس الوزراء اليوناني السيد بيكرامينوس، وعدد من المسؤولين.

وأقل ما تُوصف به الزيارة إلى اليونان، أنها ناجحة، وحققت الأهداف الكاملة منها، بعدما شهدت توافقاً في وجهات النظر بين قيادة البلدين، فضلاً عن توقيع اتفاقات اقتصادية وعسكرية  واستثمارية، سيكون لها تأثيرها المباشر على رفاهية الشعبين الصديقين.

العلاقات الثنائية

وكان رئيس الوزراء اليوناني، قد رحب بولي العهد لحظة وصوله إلى مقر الحكومة بالعاصمة أثينا، وأجرى مراسم استقبال رسمية له، وقال إن الزيارة تعد فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية، وسنبحث تطوير التعاون والشراكة مع الرياض.

وكان ولي العهد شرّف حفل العشاء الذي أقامه دولة السيد كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان، في متحف الاكروبوليس في العاصمة اليونانية أثينا أمس. وشهد ولي العهد ودولة رئيس الوزراء اليوناني توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين للتعاون في المجال الثقافي.

وتجول سموه برفقة رئيس الوزراء اليوناني في المتحف مطلعاً على ما يضمه من آثار تاريخية وقطع أثرية.

 

عسكري واقتصادي

وخلال الزيارة، وقعت الدولتان مذكرات تعاون عسكرية واقتصادية وأمنية، وذلك بحضور الأمير محمد بن سلمان ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس. ومن أبرز مذكرات التعاون التي تم توقيعها اتفاقية تعاون في المجال العسكري بين البلدين، فضلا عن أخرى لمحاربة الجريمة.

كما شملت مجالات التعاون أيضاً المجال الاقتصادي، من خلال التوقيع على اتفاقية لحماية وتشجيع الاستثمار. وتضمنت التوقيعات إدراج اتفاقيةٍ للتفاهم والتعاون في المجال الصحي، بالإضافة لمذكرة تفاهم في مجال التعاون العلمي والتقني.

وعقد ولي العهد اجتماعاً ثنائياً، مع رئيس الوزراء اليوناني، في قصر مكسيموس بأثينا.

كابل البيانات

وخلال الزيارة، جرى الإعلان عن شراكة إستراتيجية بين القطاع الخاص في البلدين لبناء مشروع كابل للبيانات يربط الشرق بالغرب، الأمر الذي سيضمنُ سلاسة الإمداد الرقمي للبيانات على مستوى العالم في الوقت الذي يشهدُ فيه العالمُ نموّاً لحركة البيانات بنسبة تجاوزت 30%.

وتأتي هذا الشراكةُ من خلال قيادة شركة الاتصالات السعودية (STC) مشروعَ (EMC) بالشراكة مع شركة الاتصالات اليونانية وشركة الطاقة العامة في اليونان وشركة الاتصالات القبرصية، ما سيسهمُ في تعزيز مكانة المملكة بوصفها مركزاً رقمياً إقليمياً يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبوصف اليونان بوابة البيانات الشرقية للاتحاد الأوروبي.

ويهدفُ المشروعُ إلى وضع الدولتين كمحطة رقمية شرقية لأوروبا للوصول لمنطقة الشرق الأوسط، وقارتي أفريقيا وآسيا، كما يأتي الكيبلُ البحريُّ (EMC) كجزء من خطة التحوُّل الرقمي الإستراتيجي لجمهورية اليونان، ويعدُّ جزءًا من طموحات المملكة لترسيخ مكانتها كمركزٍ رقمي على المستويين الإقليمي والعالمي من خلال الاستفادة من بنيتها الرقمية المتقدمة، وما تمتلكه من كوادر ومؤسسات متطورة، إلى جانب موقعها الجغرافي الذي يتيحُ لها أن تصبحَ مركزاً رقمياً عالمياً عبر الربط بين الشرق والغرب، وسيسهمُ المشروعُ كذلك في حال اكتماله في تسريع نمو الاقتصاد الرقمي العالمي الذي يُقدَّرُ أن يصلَ إلى 15 تريليون دولار، إضافة إلى دعم الصناعات الجديدة والأسواق الجديدة القائمة على نماذج الأعمال المبتكرة.

التبادل التجاري

يذكر أن البلدين أسسا عبر اللجنة السعودية اليونانية المشتركة مجلس الأعمال السعودي اليوناني في العام 2021، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة ورؤية المملكة 2030 للارتقاء بحجم التبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية واليونان خلال السنوات الست الماضية (2016 – 2021) 34 ملیار ریال (9 مليارات دولار) وتجاوز حجم الصادرات السعودية غير النفطية إلى اليونان خلال العام الماضي (2021) حاجز 660 مليون ريال (176 مليون دولار).

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×