[2] صراحة مُرّة حول “سلام فرمانده”.. تقديس النظام السياسي

حبيب محمود

معضلة المتجادلين حول “سلام فرمانده”؛ هو ضعف فهم تشابك الديني والسياسي في “الأنشودة”. وإلا فإن “الأنشودة” ليست “المهدي المنتظر”. والسيد علي خامنئي ـ قائد الثورة ـ ليس محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بين محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عليهم السلام.

الأنشودة ـ الأصل ـ صُمّمت بمعايير التربية على أفكار الثورة. وهذا توصيف حال، لا ينطوي على مديح ولا هجاء. وهذا ما تفعله الحكومات “السياسية”، لتثبيت دعائمها في الأجيال، وترسيخ مفاهيمها في الناشئة. ومن أجل ذلك توظف منصات الفن ومنابر الإعلام، والهدف النهائي إعداد أجيال “موالية” لـ “القائد”.

وليس هناك أطوَع من الفنّ في مزج “الأشياء”، وتوليف الحقائق والخيالات، للتأثير في الناس، ونقل الذهنية العامية من مستوى “التصوّر” إلى مستوى “التصديق”.

تقول الأنشودة باللغة الفارسية:

“تعال.. قسماً بروحي.. أنا ناصرك.. أنا محبّك”؛

وهذا خطاب موجّه إلى المهدي المنتظر، عليه السلام. ولكن الذكاء الفني ـ بكل مؤثراته الصوتية والبصرية ـ سرعان ما ينعطف في الأداء إلى اقترانٍ ذات المهدي بذات القائد السياسي، لتكمل الأنشودة باللغة الفارسية أيضاً

“كعلي بن مهزيار وذائب في عشقك.. تحية لك أيها القائد.. قد لبّى الأشبال.. نداء سيد علي القائد”..!

من الناحية الفنية؛ هذه انتقالة من “المهدي المنتظر” إلى “قائد الثورة” مباشرةً، وبلا فاصل. وتحت هذا الخَدَر المشبوب بعشق الإمام المهدي؛ يكاد يقول المتلقي “قبلت” ـ وبلا فاصل أيضاً ـ وبصراحة

“أعاهدك أن أبقى.. وفياً لهذا النظام”..!

هنا؛ يتلبس “النظام” السياسي بقدسية “المهدي المنتظر”، أو يتلبس الإحساس بـ “المهدي المنتظر” بـ “النظام” السياسي، برموزه “نداء سيد علي القائد“، وفوق ذلك تقول الأنشودة

“كما أتمنّى أن تراني كالحاج سليماني”..!

هذا ما تقوله الأنشودة في نسختها الفارسية الأصلية. لم نأتِ بكلامٍ من خارجها. لم يتجنَّ أحدٌ عليها. إنها خطاب سياسي مخلوط بالدين.. سلام فرمانده:

“تحية لك أيها القائد.. قد لبّى الأشبال.. نداء سيد علي القائد”.

إنهم إيرانيون معتزُّون بهويتهم الفارسية، موالون لقيادتهم السياسية، وضعوا قائد الثورة معادلاً موضوعياً للإمام المهدي المنتظر، ومرّروا عقيدتهم السياسية.

وعلى هذا؛ لا غرابة في “تأيرن” عرب شيعةٍ، وتعصُّبهم لأنشودة تخصّ قوميةً أخرى، ووطناً آخر، وسياسة أخرى. هم ـ في الأصل ـ ممسوخو الهوية، مستلبون استلاباً، مستسلمون لطقوس مستوردة استيراداً ساذجاً. وأمثال هؤلاء يضعون “الأنشودة” في مقام “المهدي المنتظر”؛ حتى إذا ما تحدث عنها أحدٌ برأي مختلف؛ استنبحوا عليه؛ وكأنه طعن ـ والعياذ بالله ـ في عقيدة الإمام المهدي، عليه السلام.

هذا هو التشابك الذي أشارت إليه مقدمة هذه الحلقة. وهو تشابك متسلسل على نحو يكون فيه الأمر كالتالي: سلام فرمانده = السيد خامنئي = الإمام المهدي = التشيع = الإسلام = التوحيد. فكيف يفهم من يعاني كلّ هذا التشابك ما يُقال حول أنشودة سياسية..؟

اقرأ أيضاً

صراحة مُرّة حول “سلام فرماندة”…!

‫15 تعليقات

  1. هناك فريقان فريق يؤمن بما قاله النبي ويتبعون قوله قولا وفعلا وعملا وتطبيقا، يضحون، يصبرون، يقدمون، يحولون كل ما يسيئ لهم ولمعتقداتهم قربة إلى الله سبحانه وتعالى،، كل هذه التضحيات محلها القربى المطلقة بمعنى آخر عملهم الدنيوي مربوط ومرهون بآخرتهم، وفريق آخر شغله تعكير، تشويش، تخطيئ، يلوون كلام النبي ويضعفونه لماذا لان إيمانهم لا تتلائم وشخصية المهدي ومهما اخفوا ذلك فحقيقتهم المغلفة بسياجات درجوا عليها، وأقول هم لا يريدون ولا يحبون من أشار لهم النبي وإن أدعوا ذلك تظهر في فلتاتهم من غير أن يحسوا ولكن لو قيل في شخصية من عندهم لملأوا الدنيا ضجيجا وصريخا وهذا لن يكون لان الجعل الإلهي ليس على كيفي ولا على كيفك، هو جعل من الله فتعكيرك صفوه وهدشه وتوهينه يتوجب عليك مراجعة حسابك مع الله والنبي، لن يفيدك علان وفلتان مهما تزيأ ومهما تشيخ، فالتشيخ لشخصيات جاءت بعد قرنيين من زمان موت النبي لا تفيدك بشيئ مهما اجتهدت ومهما بلغت، فالامتداد الحقيقي للنبي معروف ومكتوب في شرايع الديانات ومحاولة طمسها إنما هو طمس لك، فلا تحاول او تفكر بالمساس لإرادة الله لتكون من الناجين، وهل يبحث المرء إلا عن النجاة، فمن هم سبل النجاة غير خط النبي وأهله، والذين لا تقبل صلاتك إلا بهم لا بغيرهم.. نصيحة لمن أراد النصيحة والكل ملق ربه..

  2. اقحام التبعية السياسية في النشيدة يجعلها تكون موجهة في خط ومنهج محدد وكأن هذا الخط والتوجه السياسي المقحم في النشيدة هو فقط لا غيره خط الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.

    هذا الخط السياسي الذي تم اقحامه في النشيدة في النسخة الايرانية والنسخة اللبنانية مهما بلغ عدد محبيه يبقى منهج سياسي خاصع للصواب والخطأ وليس قرآن منزل، وليس كل المسلمين ولا كل ابناء المذهب الاسلامي الشيعي هم يتبعون هذا الخط ولا كلهم تحت عبائته وعباءة قيادته، بل توجد اختلافات وخلافات صريحة على مستوى نخب الشيعة مع هذا الخط ، وهذه حقيقة يجب ان يدركها ويعلمها ويعمل بمقتضاها الشيعة المقلدون لمرجعية هذا الخط السياسي، نعم نحن مسلمون شيعة نصدح بذلك في كل مكان وهذه عقيدتنا قبل ان يصل التشيع لبلاد فارس ، وتشيعنا وتمسكنا بعقيدتنا لا علاقة لها بايران ومنهج ايران وقيادتها ، وليس لأحد حق ان يأتي ويفرض رؤيته الفكرية في موضوع المهدي عجل الله فرجه التي تمثل مدرسته المرجعية على كل ابناء الطائفة الشيعية.

    تبقى النشيدة عمل ابداعي عابر للقارات
    بسبب ارتباطها باسم المهدي عجل الله فرجه
    وتبقى النسخة البحرانية في وجهة نظري الافضل لعدم اقحام التبعية السياسية فيها وجعلها مخصصة في المهدي.

  3. تحليل ساذج ينم عن حقد طائفي اعتاد الشيعة العرب عليه من مئات السنين ضعف عقيدة المقابل التي تستند في شرعيتها و تشريعها الديني الى الاتجاه السياسي المتمثل بالحاكم لا يستطيع الكاتب ان يتصور ان عقيدة الامام المهدي هي واحدة للمسلمين ممتدة الى رسول الله صلى الله عليه واله بلا انقطاع ولا تفرق بين قومية واخرى كلكم سواسية كأسنان المشط لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى التي يتنافس عليها المتنافسون هذه الحقيقة التي لا يمكنك يا حبيب ان تتصورها لان موروثك التأريخي ينصب على تقديس الحاكم فتعتبر هذا التقديس طاعة لله انت معذور فالاناء ينضح بما فيه. كان الاجدر بالكاتب ان يسأل ما السر وراء هذا الانتشار (الترجمة الى اكثر من لغة وقراءته في اكثر من دولة) ؟ ما السر وراء عواطف اطفال بنفس الشدة والمستوى رغم اختلاف البلدان ربما البعض منهم لا يعرف الخامنائي ولم يسمع بسليماني ؟ سيجد الجواب حتما انه الامام المهدي عليه السلام الذي يحاربه الشواذ و النواصب

  4. ملقوف أغبر
    يتدخل بحقد في كل ما يخص الشيعة
    ولا ينتقد غيرهم
    لم ينتقد الراقصين والراقصات ولا البوذيين ولا المثليين
    فقط ينتقد محبي أهل البيت

  5. النشيدة عمل فني ابداعي راعي وسر تعلق الناس واكتساحها العالم وعمل نسخ محاكاة منها تركية و روسية وهندية وباكستانية وافغانية وآذارية وعراقية ولبنانية وبحرانية وانجليزية ، كل السر في هذا الاكتساح هو لتعلقها باسم الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف والذي بشر به النبي صلى الله عليه واله وذلك باجماع كل المسلمين.

    النسخة البحرانية هي الافضل في وجهة نظري لانها متجردة من التبعية السياسية ، الايرانيون نعم اقحموا تبعيتهم السياسية في النشيدة، واللبنانيون الشيعة ايضا اقحموا تبعيتهم السياسية في النشيدة وانا شخصيا لا احبذ هذا .

  6. متأيرن بإيران رغم انوفكم

    أيها الجهلة متى كان علي عليه السلام يفرق بين الدين والسياسه
    حقدكم على إيران الاسلام الأصيل لن يغير بوصلة التقدم إلى الأمام وفي لحظة ما ،ستكون خطوات التقدم سريعه بحيث لا يسعكم فيها ان تتنفسوا حقتكم في اي وسيله ، نعم الإمام القائد الخامنئي هو حبل الوصال مع الإمام المنتظر عليه السلام ، وكل قادتنا هم غصون قيادة الإمام المتنظر المهدي عليه السلام ، أيها الخليجيهود ،تعلمون في قرارة أنفسكم انها مرحلتكم الاخيره وقد بدأت ،، ونحن بإذن الله تعالى قادمون مع قادتنا ومهدينا لنبيدكم عن بكرة كبيركم الذي زرعكم ادوات فتنه في بلاد المسلمين والبسكم عباءة الاسلام لتشويه الاسلام .ولذلك سلام يامهدي وسلام فرمانده يتحدون لنقضي على مكركم وظلمكم ونهبكم ،،

  7. ستتعب في كل تحليلاتك المضنية، ولا يغرك تفاعل الناس مع ماتكتب لان تعليقاتهم نابعة بصدق بأن ماتحاول ان ترمي اليه وجهدك المضني بتفسيرك الهزلي للمسالة ليس له واقع الا في مخيلتك
    الإمام المهدي هو صوت العالم، وكن على ثقة مهما حاولتم من أخذ المسألة الى جانب اخر غير جانب ارتباط النشئ بالامام المهدي فقط، ان شاء الله سيخيب مسعاكم

  8. تذكروا ابو جبارة الرادود الاحسائي الذي حاول انتاج كليب عن الاربعين في الاحساء فكان مصيره تسعة اشهر بدون شمس
    طبعا المحمود لم ينطق وقتها بشيئ

  9. ما فهمنا من ويش منزعج المحمود
    من الوفاء للامام ام من الوفاء للمرجع ام من ذكر قائد قضى حياته في خدمة التشيع ودافع عن مراقد الائمة حتى اذا قضى نحبه ارسل مراجع النجف ابنائهم لتشييعه واصدر اكبر مرجع بالنجف بيان نعيه
    من اي شيء ينزعج
    ولماذا لا ينزعج من الغزو الغنائي الغربي للمجتمع الشيعي القطيفي بل وطالما راينا حبيبي يمجد في حفلات الغناء المختلطة ويقول اننا كنا هكذا قبل عشرات السنين
    اذا كنت خائف على الهوية العربية فمن عرب الانشودة هم اكثر حرصا ودافعوا بدمهم عن هذه الهوية وليس من وراء الكيبورد
    كما انك تشاهد من يدعون العروبة يقتلون العرب بقصف طائراتهم
    ولم تنتقد يوما ذلك

  10. فكرة السلام على الامام المهدي وربط الاطفال بهذا هي فكرة رائعة ولا ريب … والنسخ العربية منها التي تحولت الى انتاج محلي تتجاوز ما لفت اليه الكاتب من تصميمها للداخل الايراين وظروفه ، والان اصبحت الانشودة ليست سلام فرمنده بل سلام يا مهدي … وتحولت الى محاكات كل بئية في وطنها والقاسم المشترك هو سلام يامهدي وربط الطفولة بهذا .
    لا بد من مواجهة موجات التغريب وفساده بموجات لها علاقة برسالة الاسلام والا ضاع الجيل القادم .

  11. فعلا الكاتب والصحيفة مصرين على خلط الاوراق ودس السموم
    اذا
    الصحيفة ومن فيها ( دليت ) واسف يا جوالي العزيز لتحميل هذا التطبيق

  12. يصر الكاتب على عادته على خلط الأوراق، فليس كل من أعجب بالأنشودة – حتى بنسختها الفارسية-هو موال للسيد الخامنئي، وهذا أمر واضح يدركه كل من عايش الحدث، ولكن تماشيا مع هذا الخلط:
    خلاص ولا يهمك، نشغل اغاني هيئة الترفيه وتصير هويتنا اصلية مو ممسوخة، كل شي ولا ذكر مراجعنا.. أو قم بإنشاء نشيدة تذكر فيها الإمام المهدي مع من تريد من الحكام في البلاد العربية..
    نعم، لا نخجل، ونقول بصوت مرتفع: طاعة المراجع مِن طاعة الامام، ومَن لا يطيعهم لم يطعه عليه السلام.
    المشكلة عند أمثال الكاتب لا تنحصر في المرجعية وأنها عابرة للحدود، ففكرة المهدوية أيضا عابرة للحدود!
    ومهما حاولوا نفي كون الدين عابرا للحدود، وقاموا بالتبريرات الفجة لأفكار المرجعية المحلية والمذهب الوطني – وكأن المذهب شركة ألبان-، فإن فكرة المهدوية تبقى تشكل لهم عقبة يستحيل تجاوزها، ولذا يغتاظون من أي شيء يذكر الناس ب(يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا).
    ولذا، فبعض من يصر على الدفاع عن الأنشودة لا يدافع عنها لأنها أنشودة، أو لأن فيها السيد الخامنئي، بل يواجه في الحقيقة من تزعجهم فكرة المهدوية، ويرونها سدا منيعا مزعجا أمام رغباتهم وأمانيهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×