في “حبّاكة” القطيف.. آخر ما تبقى من سلالة “البريسمي” صنف نخيل نادر ينضج في أول الموسم
القطيف: صُبرة، خاص
إلى الجنوب من المقابر المعروفة بـ “الحبّاكة/ الخبّاقة”؛ يقع حيٌّ ريفيٌّ قديم اسمه “الحبّاكة”، وهو مجاور لحي “الخرّارة”، وفي الحيّ نخلٌ يحمل اسم “الحبّاكة”، يملكه متقاعد من شركة أرامكو السعودية؛ هو السيد عمران الرمضان . وفي هذا النخل تقع نخلة من صنف نادرٍ جداً، هو “البريسْمي”.
هذا الاسم يعرفه فلاحو القطيف، لكنّهم لم يعودوا يرونه، ولم تعثر جماعة توثيق نخيل القطيف إلا على نخلة واحدة من هذا الصنف، هي النخلة الموجودة في نخل “الحبّاكة”. وقال السيد الرمضان عنها إنها موجودة في النخل منذ قرابة 80 سنة، لكن العجيب هو أن ارتفاعها ليس طويلاً، على النحو الذي نراه في أصناف معمّرة أخرى، مثل الطول الذي يُعرف به صنف “الخلاص” و “البكيرات” و “الخنيزي”. فهذه الأصناف حين تعمّر؛ فإن ارتفاعها يصل إلى 25 متراً.
إلا أن ما هو معروف هو أن طول النخلة مرتبط بشخصيتها وخصائصها الفسيولوجية. وصنف “الماجي ـ على سبيل المثال ـ يطول أكثر من غيره وفي مدة قصيرة.
والسيد الرمضان قال إن نخلة “البريسمي” الموجودة في نخله “الحبّاكة”؛ قديمة جداً، ومشهد جذعها الناحل المتآكل؛ يكاد يُشير إلى حالة التعمير القديم في الشجرة القصيرة نسبياً. ويأمل السيد في عملية إكثار نسيجي لهذا الصنف النادر جداً، في القطيف.
من نخيل البحرين
عالم النخيل العراقي عبدالجبار البكر سبق أن عدّ “البريسمي” من نخيل البحرين، وما بين البحرين والقطيف مشتركات زراعية تكاد لا تُحصى. ومن الأصناف المشتركة صنف “الماجي” الذي يسمّيه سكان البحرين “مواجي”، وكذلك “البكيرات” و “الغُرّه”، و “الخلاص”، و “الخنيزي”، والخواجي “الخواجة”، والحلّاو الأحمر المعروف في البحرين بـ “حلاّو تاروت”.
وهناك صنف مهم جداً؛ هو “المرزبان”، الذي كان سلعة استراتيجية في البحرين، وهو موجودٌ في القطيف أيضاً. على أن مشتركات البحرين والقطيف، في أصناف النخيل، فيها من الوضوح ما يدلّل على وحدة زراعية كانت قائمة، وكثير منها ما زال قائماً.
و “البريسمي” جزءٌ من ذلك، فيما يبدو، ولعلّ النخلة الموجودة في “الحبّاكة”؛ هي مما تبقّى من الصنف، وربما آخر ما تبقى. إذ لم يسبق لجماعة توثيق نخيل القطيف أن وجدها، منذ بداية اهتمامه بالبحث والتوثيق في موسم 2017م.
الصنف
- ينضج في بداية الموسم، حسب معطيات هذا العام.
- ثمرتها بيضوية، تجمع بين شكليْ “الصَّبُوْ” و “الحلّاو الأبيض”. وكلا الصنفين من رطب آخر الموسم.
- لون الثمرة أشهل، شبيه بـ “الحلّاو الأبيض”.
- طعمها سكري قابض (بارد). وقوامها أقرب إلى قوام “الصَّبْو”.
- النخلة المعثور عليها نحيفة، مثل نحافة صنف “الهلالي”، لكن لا يمكن الاعتماد على نموذج واحد من الصنف.
- سعفها قليل، ومتباعد نسبياً، وخُضرته فاتحة.
الصور لـ: أثير السادة، فتحي عاشور