عسل المنغروف القطيفي.. موسم جديد في مرحلة الإنتاج النحّالون تحت دعم "الزراعة" وينتظرون دور الجمعية

تاروت: صُبرة

ما زالت القطيف في البداية، لكنّ الإشارات مبشّرة، وتجارب النحّالين تقول الكثير. تجارب في إنتاج عسل السدر، وعسل الشمّام، وقد آتى أُكله بما يصل إلى نصف من واحد في المئة من إجمالي إنتاج المملكة من العسل. إنهاا بداية فقط. وفي العام الماضي؛ دخل النحّالون في تجربة جديدة؛ هي إنتاج المنغروف من المساحات الخضراء المتبقية في جزيرة تاروت وسيهات، ثم دخلت صفوى على خط إنتاج هذا النوع من العسل.

وعصر أمس؛ دعا مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة في القطيف؛ صحافيين إلى الاطلاع على نموذج من تجربة عسل المنغروف في تاروت، في نهاية موسم الإزهار، على حدّ تعبير المهندس عميد أبو المكارم.  وبداية موسم القطيف، على حدّ تعبير المهندس منصور المغاسلة.

وتحت عريشٍ من الخوص؛ وسط منطقة زراعية قريبة من المنغروف؛ اصطفّت صناديق النحل التي بدأ نحلها في تكوين الخلايا العسلية، تمهيداً لموسمٍ جديد ثانٍ. والموقع هو جزء من مبادرة تضم أكثر من 1200 خلية نحل في تاروت وسيهات، حسب تصريحات فرع فوزارة البيئة والمياه والزراعة في المنطقة الشرقية قبل أيام. الـ 1200 خلية يتقاسمها 21 نحّالاً، حسب قول المهندس المغاسلة لـ “صُبرة”.

وبما أنها بداية؛ فإن المبادرة التي أسّسها مكتب الوزارة في القطيف، العام الماضي، تحمل طموحاً مستقبلياً؛ لا يقلّ عن تحقيق الاكتفاء الذاتي من العسل في المحافظة.. والكلام للمهندس المغاسلة الذي أضاف أيضاً أن “المكتب سعى إلى إيجاد مراعٍ في فصل الصيف، حيث تنعدم مراعي النحل، وقد تحقق جزءٌ مهم من الهدف، والأهم هو ضمان إنتاج عسل ذي جودة عالية”. 

تجربة ثانية

النحال علي العلي؛ قال إنه يجرّب خلايا المنغروف للمرة الثانية. وهو يملك 80 خلية، منها عسل سدر، وعسل شمّام. لكن منها 49 خلية في المنغروف. وعن العام الماضي؛ قال إنه جرّب بـ 18 خلية فقط، لكنّ إنتاجها كان وفيراً، على حدّ قوله، مشيراً إلى هذا النوع من العسل ذو جودة عالية، وتبلوره دليل على كونه عسلاً خالصاً تماماً.

وعن تقييم التجربة حتى الآن قال العلي “حتى الآن لا نستطيع أن نحكم على التجربة الثانية، ولكنها حتى اللحظة ممتازة”.

ويرى العلي أن لمكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة دوراً مهماً في الدعم والإرشاد والمساندة وتسهيل الإجراءات مع الجهات الحكومية الأخرى. ويأمل النحالون ـ كما يقول العلي ـ في مزيد من المساندة، خاصة أن الخلايا تُوضع في أماكن مفتوحة، وقد تتعرض للسرقة والتخريب، كما حدث في العام الماضي.

خلايا منغروف

زميله عبدالكريم الهلال؛ أجاب عن سؤال لـ “صُبرة” عن الخسائر التي مُني بها بعض النحّالين؛ موضحاً “الخسارة كانت بسبب وضع خلايا النحل في أماكن خاطئة وبطريقة عشوائية، وكان الجو حاراً، ولكن تنظيم هذا العام. وأضاف “هذه السنة أفادنا كثيراً تعاون الوزارة”.

الهلال لديه 48 خلية في المنغروف، وهذه هي التجربة الأولى له، وفي العام الماضي كان إنتاجه جيداً، ولكن هذا العام انتاجي أفضل هنا.

نحّال آخر في الموقع؛ هو علي الخويلدي، وقد قال إن لديه 49 خلية، وهذه هي التجربة الأولى له في المنغروف. وفي العام الماضي لم يكن مشاركاً.. وقال “ولكنهم حفزوني للمشاركة هذا العام بالتعاون مع وزارة الزراعة، وإن شاء الله نشوف انتاج جيد هذه السنة”.

أما جواد الخويلدي الذي بدا مبتسماً ومتفائلاً؛ فلديه 35 خلية في المنغروف، وهي التجربة الأولى له في هذا المكان.

جمعية النحالين

عمل النحّالين ليس سهلاً، ومن كانوا في جزيرة تاروت أمس أكدوا لـ “صُبرة” الدعم والتشجيع الذين يتلقونه من مكتب الوزارة في القطيف. إلى جانب ذلك؛ هناك جمعية نحّالين تأسست في القطيف، العام الماضي، وما زالت تحت الإنشاء. وقال علي العلي “دور الجمعية التعاونية حتى الآن لم يتبين لنا أي شيء واضح، نحن لسنا أعضاء فيها”.

والتقطت الحديث زميله عبدالكريم الهلال قائلاً “للأسف لا نعلم من هم أعضائها حتى.. لا إعلام حولها وعنها”. ومجدداً قال زميله العلي “ما عرفناه من الإعلام هو أن هنالك جمعية تكونت ويديرها رئيس ونائب رئيس فقط، أما الظهور على الساحة ووجود جمعية مكونة فعلية لا لم نشهد ذلك.. وقد سألنا عنها، وكان الجواب أنها لازالت في طور التجهيز”.

وأضاف زميله الهلال ” نتمنى أن يطرحوا إعلاماً عن الجمعية، وأن يجمعوا النحالين في اجتماعات إن كانوا يرحبون بذلك”.

المهندس منصور المغاسلة، من مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة في القطيف؛ قال عن الجمعية “الجمعية حتى الآن أُقرت، ولكنها لم تفتتح، وقد تواصلت مع الجمعية لأكثر من مرة لمعرفة الخدمات التي يمكن تقديمها للنحالين، فأخبروني أنها لم تفتتح حتى الآن”.

وأضاف “نحتاج للجمعية، وهذا هو دورها، فهي ستعمل على دعم النحالين في الكثير من الأمور، منها توفير المستلزمات، مثل توفير الصناديق والملابس والمعدات والأدوية بأسعار رمزية، وإن شاء الله بعد الافتتاح تقوم الجمعية بهذا الدور”.

وأشار إلى عريش الخلال وقال “”مثل هذا النحال لديه مجموعة من النحل على شكل الأقراص، ولا يوجد لديه “مفرز”، وعندما توفر الجمعية مفرزا ً كبيراً سيكون من السهل التعاون معهم حيث يقدم لهم الأقراص وهم بدورهم يقومون بفرزه وتسليمه له على هيئة سائل”.

شاهد الفيديو

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×