جمرة سيجارة مدمن ترسم دائرة في ظهر طفل يستغيث..! المرشدة آل خليفة تسرد القصة: الأمّ مقيدة والأبواب مغلقة

القطيف: صُبرة

الصورة البارزة في هذا التقرير صنعناها باستخدام ورقة بيضاء، وليست صورة حقيقية. لجأنا إلى هذا الأسلوب ليكون حديث المرشدة الأسرية زهراء آل خليفة واضحاً أكثر.

والنقاط التي تكوّنت منها دائرة على ورقة بيضاء، تُشبه ـ تماماً ـ نقاط دائرة رسمها رجلٌ مدمن على ظهر طفله.. مستخدماً جمرة السيجارة.. كلُّ نقطة في الدائرة كبرت أو صغرت تبعاً للحظة وضعها على ظهر الصغير المسكين.. وصراخه وألمه.. وعمى الأب الذي أعمته المخدرات.. وغيّبته حتى عن الشعور بألم فلذة كبده..!

ويا للألم.. ويا للخزي..!

هذا المشهد هو أكثر المشاهد المؤلمة التي شاهدتها آل خليفة، في بعض ضحايا المدمنين. آل خليفة مرشدة أسرية في جمعية سيهات الاجتماعية. وقد أدلت بحديثٍ بثه إعلام الجمعية عن ضحايا المخدرات الذين تأذّوا من مدمنين داخل الأسرة.

قصص الواقع

ولم تجد آل خليفة أفضل من سرد القصص المأساوية بجميع تفاصيلها، للتوعية بأضرار المخدرات وأثرها المدمر في مستقبل الأسرة، ولتأكيد أهمية الاستشارات الأسرية، بحثاً عن حلول لمثل هذه الحالات.

ومن بين القصص التي استرجعتها زهراء، قصة زوجة مُعنفة، جاءت إليها، حاملة  في يديها خصلات شعرها المنزوع، وأسنانها المكسورة، التي فقدتها أثناء تعرضها للعنف من زوجها.

وأتبعت “من أكثر القصص ألماً أيضاً أن ترى طفلاً محروقاً بسيجارة الأب المدمن”. وقالت “كان الأب يطفئ السيجارة في ظهر ابنه، إلى أن تركت النار علامة كبيرة، تشبه القلادة، حدث هذا دون وعي الأب لما يفعل، وفي  غياب تام للعقل، بينما الأم مقيدة، والأبواب مغلقة”.

الأيام العصيبة

وأضافت “أنت واعي” حملة جميلة ومفيدة للمجتمع في هذه الأيام العصيبة التي نعيش فيها، حيث انتشرت الكثير من أنواع المخدرات، ودخلت البيوت من حيث لا نعلم”.

وحثت آل خليفة المجتمع على أن يكون واعياً من خلال المشاركة في الحملات والأيام العالمية التي تتحدث عن بعض المخاطر التي تحيط وتفتك بالمجتمعات”.

وبينت أن حالة واحدة وصلتها قبل عام لرجل اعترف بأنه مدمن، وطلب العلاج، وتم تحويله إلى الجهة المعنية من أجل اتخاد الإجراءات اللازمة، حتى يتحول إلى مراكز مكافحة الإدمان”.

وأوضحت آل خليفة أن الاستشارات التي تصلها، تكشف لها طبيعة الحالات، إذا كانت إدماناً أو غيرها. وقالت “حين تكون المشكلة زوجية، وفيها أساليب عنف مستخدمة تجاه المرأة، مثل العنف اللفظي أو الجسدي، أو الحرمان من أشياء أخرى، فيكون الأدمان سببها”.

عامل مشترك

وأكملت المرشدة الأسرية بقولها إن “العامل المشترك في الاستشارات الواردة من جميع الفئات العمرية، أنها تطلب المساعدة”، مشيرة إلى أن “الإدمان لا يقتصر على المخدرات بجميع أنوعها، وإنما هناك إدمان الإنترنت، أو الأجهزة الإلكترونية”.

وقالت “أتلقى طلبات الحصول على الاستشارات من جميع الفئات والأعمار؛ من الزوجة، ومن الزوج، ومن الوالدين وغيرهم”.

مجتمع واعٍ

واعتبرت زهراء لجوء الناس إلى الاستشارات دليلاً على أنهم يعيشون في مجتمع واعٍ، يريد أن يتخلص من المطبات والعقبات غير المرغوبة، التي تقود إلى عواقب غير محمودة”. واستدركت “نعم المشكلات تدعو إلى القلق، والإدمان كله يدعو إلى القلق، وما حملة “أنت واع” إلا دليل على أن المجتمع بدأ يعي أكثر، وبما أن الوعي موجود من وجهة نظري فلا داعي للقلق.

ثم تساءلت “لماذا لا داعي للقلق؟، لأن الوعي بداية الطريق، ولأن هناك يداً ممدودة، وهناك جهة أمان تسند وتعالج.

وأبدت زهراء أمنيتها بأن يصبح المجتمع متعاوناً في مثل هذه الحملات، ونشر الوعي أكثر في الأسرة داخلها وخارجها، فضلاً عن التعاون مع الجهات الرسمية في محاربة الظواهر السلبية”.

واختتمت بقولها “جميع أفراد المجتمع مسؤولون عن محاربة الظواهر التي قد تفتك بهم، أيا كان نوعها، ولذلك من المهم الوقوف جنباً إلى جنب مع الحملات التوعوية من أجل مجتمع آمن خالِ من المخدرات”.

اقرأ أيضاً

في القطيف.. مدمنات بدأن بـ “سهرات أُنس” وانتهين “مُروّجات”

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×