وسط العوامية.. الريشة تقول كلمتها في المخدرات 4 تشكيليين يرتجلون الرسم وسط الجمهور
العوامية: صُبرة
4 تشكيليين اصطفوا في المجمع الثقافي من مشروع “الرامس” في وسط العوامية ليرتجلوا الرسم ارتجالاً بحضور الناس. وأساس فكرة الرسم المرتجل هي تسجيل مواقف من آفة المخدّرات. هذا يعني أن الفن يُريد أن يقول كلمته في محفل مفتوح، نظّمته مديرية مكافحة المخدرات في المنطقة الشرقية، وهي الفعالية التي افتتحها محافظ القطيف إبراهيم آل خريف، مساء البارحة.
محمد المصلي، التشكيلي القديم، رئيس فرع جمعية التشكيليين السعوديين في المنطقة الشرقية، وتشكيلي سوري اسمه عبداللطيف الكرماني، وتشكيلية سعودية شابة اسمها سعدية الحمود، وتشكيلية سعودية أخرى اسمها فاطمة آل مسلم. وما يجمع الأربعة هو سقف الفعالية؛ وفكرة الرسم المرتجل.. ضدّ المخدرات.
تركيز
آل مسلم المرأة الهادئة، المشغولة بريشتها ومساحة البياض؛ فرّغت هدوءها من أجل بناء لوحة لم تكتمل بعد وقت مرور “صُبرة” من جانبها. كان المقر الثقافي مكتظاً بزوار الأركان في المقر الثقافي، وهي ساهمة في لوحتها.
وجه ذو وجهين
زميلتها الحمود لها تفاعل مع الجمهور، تشرح لهم، تتحدث إلى الصحافيين وزوّار الفعالية، تتحاور، وتكشف عما تريد قوله عبر لوحتين زيتيتين، إحداهما رومانسية النزعة، ذات إيحاء بحب الحياة، والتحليق بأجنحة من بياض، مستغلة مساحة من الكتلة والفراغ للتعبير بوجه “بورتريه” أنثوي ملائكي.
اللوحة الثانية فيها قسوة، بجمعها مفارقة الموت والحياة في بورتريه آخر. إنه وجه منقسم على ذات مشطورة بالمفارقة.. خيار الإنسان بين الحياة والموت.. إنها رمزية تعبيرية شبه مباشرة أرادت الحمود أن تسجّل بها إحساساً متناقضاً بانشطار إنسانية الإنسان.. الوجه.. الجمجمة.. الحمود تريد أن تقول: هذا هو المدن.
سجن في حبة
السوري الكرماني؛ ذهب بعيداً نسبياً؛ وركز فرشاته عند مزج التعبيرية الرمزية والتجريدية معاً. هذه مزاوجة من نوع آخر. حبة دواء ذات لونين.. البياض فوق الحمرة، الحبة “الكبسولة” رمز إدمان في رؤيته. أما التجريدية؛ فقد دخلت في الداخل، تركزت في الأعلى الأبيض من كتلة اللوحة.. إنسان مسجونٌ في الجزء العلوي من الحبة/ الكبسولة.. الجسد البشري يظهر من شفّافية الجزء الأبيض.. كفّا الإنسان ملتصقة بجدار السجن.. التكوين، كله، ينطوي على إيحاء رعب مؤثر جداً.
ما فعله الكرماني؛ هو مخاطبة العقل والقلب معاً في كتلة الحبة/ الكبسولة الضاربة في الوجع البشري، وجع السجن، وهو ـ حسب الكرماني نفسه ـ سجن الإدمان.
الموت
أما ممثل جمعية التشكليين السعوديين في الفعالية، محمد المصلّي؛ فقد أراد أن يُشير إلى الموت مباشرة؛ في رسالة التعبير عن ضحية المخدرات.. إنه يموت مبكراً، حسب كلامه لـ “صُبرة”؛ وهذا قبره، وهذه أمه وأبوه، وهؤلاء أطفاله.. الموت الذي يشرخ عائلة؛ ويحفر أوجاعاً في آخرين.
وحسبما قال؛ فلا بأس للفنان أن يكون واعظاً.. إنه رأيه، رابطاً التشكيل بالتربية التي مارسها معلماً لسنواتٍ طويلة..