كيف تستغل اسم “وزير” في تنظيم حفل غير مُرخَّص..؟! المغردون يطالبون بتنظيف الإعلام من الدخلاء.. وهيئة المرئي والمسموع تتدخل
الهيئة العامة للإعلام
القطيف: أمل سعيد
على مرأى ومسمع الناس، وإعلانات التواصل الاجتماعي، ومسرح مشهور في العاصمة.. ظهر اسم وزير الإعلام المكلّف شخصياً راعياً لحفل تكريم مشاهير التواصل الاجتماعي.. وتمّ التكريم.. ووُزّعت الدروع وأكياس الهدايا، وسط الضجيج والتصفيق..!
حدث ذلك قبل أيام قليلة جداً، وانتشرت مقاطع فيديو لحفل التكريم، وحمل الحفل عنوان “ملتقى الإعلام الجديد (صناعة المحتوى – فن)، وادعى القائمون عليه أنه “تحت رعاية مقترحة من معالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي”، على حدّ تعبير الإعلان.
وما إن انتشرت مقاطع فيديو عن الحفل؛ حتى تدخلت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، وكشفت في حسابها في منصة التواصل الاجتماعي تويتر، مسجّلة موقفها بوصفها الجهة المعنية، ونشرت تصريحاً تنفي فيه صحة ذلك وأشارت “لما يتم تداوله عن رعاية رسمية لملتقى إعلامي وتكريم لبعض مستخدمي التواصل الاجتماعي”.
وأضافت “تؤكد الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع أن هذا غير صحيح وأن الفعالية غير مرخصة، وجار استدعاء الجهات المنظمة واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم”.
وما كادت تُبث التغريدة عبر تويتر حتى تداولها آلاف المغردين، من نشطاء المنصة، وانهالت الردود المتباينة سواء على الحدث الأصلي أو تعقيباً على الاجراء الذي اتخذته الهيئة بعد ذلك.
وفي السطور القليلة التالية تستعرض “صُبرة” بعض تلك التغريدات، التي تبين كيفية تعاطى الناس مع الحدث، وسوف تنشر الصحيفة نصوص التغريدات كما هو دون تدخل نحوي أو إملائي:
غرد محمد آل عبدالکریم “أي حفل جوائز وتكريم لا بد أن يكون مبني على معايير ولجنة مختصة وتصويت للجمهور، لكن حفلات تدار بالمزاج أو المصالح ستكون عواقبها وخيمة؛ هنا لابد من إعادة النظر وسن قوانین توقف كل متهاون.. اشكر الهيئة على دورهم الفاعل في فضاء الإعلام”، وتابع “ما تلقينا اي دعوة! واستخدام الشعارات بشكل عشوائي دليل عدم احترافية فضلاً أن هذه العلامات لها حقوق ملكية فكرية!!، أي جهة وضع حسابها بدون اتفاق بإمكانها تقديم شكوى رسمية”.
وعلق أحمد الشهري “يعني تفضَل.. الإعلام السعودي في صورته الأخيرة!!، والمطالب أنه يرفع اسم المملكة في مصاف العالم الأول، هذا الي جالس يصير باختصار تكريم النواقص، وتنازل وتعيين مسؤولين إعلام في ظرف موقف !!!”.
أما عبدالله بن سعيد أبو متعب فقال “أولاً معاقبة المنظم والشريك الاستراتيجي للحفل من قبل وزارة التجارة، وزارة الاعلام، وزارة الثقافة، هيئة المعارض والمؤتمرات نظراً لتنظيم حدث دون أخذ الموافقات والتصاريح اللازمة”.
وكتب ثامر قمقوم مثمناً ما قامت به الهيئة “هذا ما يتمناه كل إعلامي حقيقي ومهني.. مشاهير سوشل ميديا ووسائل تواصل نعم، وربما مؤثرين..نعم، ولكن أن يتم وصفهم بالإعلاميين والإعلام منهم براء، فهذا هو الأمر غير المقبول، وهو ما يزعج كل من هو حريص على مهنة الإعلام ورسالته الحقيقية السامية.. إنا من المنتظرين.. فهناك الكثيييييييير!؟”.
وقالت مشاعل الحسين إن “هذا النوع من الفعاليات معروف ببعض الدول يتواصلون مع أفراد أو مؤسسات ويقولون فيه فعالية وفيها الحضور الفلاني والجهات الفلانية، وتكون فرصة للأفراد والشركات الجديدة للظهور في الإعلام، وأنه نبي نكرمكم ويطلبون مبلغ، أنا كنت أشوف مراسلات من دبي وبيروت ولندن بهالصيغه والله”.
وكان لنايف بن عبدالله رأي فيما قامت به الهيئة حيث قال “هذا التعليق الموجز لا يكفي!!
مهم جداً نشر بيان تفصيلي عن هذا الملتقى وما تضمنه من فساد إداري ومالي واضح ومعرفة من سمح بهذا الملتقى وموله!!
تجاوزات غير نظامية في هذا الملتقى: -انتحال صفة وزارة حكومية -تمويل غير مشروع -تعدي على قرار إداري”.
وأيده فيما ذهب إليه المغرد محمد الشهراني “عليكم بالمنظمين ومن تم تكريمهم وتطبيق النظام عليهم، تطبيق الأنظمة واللوائح يقنن التجاوزات”.
وجاء رد عبداللطيف الملحم متناغما مع سابقتها “أستاذ محمد.. لو تم تطبيق أقصى العقوبات لن يتجرأ أحد على أي عمل أصلا بعد أخذها المرافقات النظامية”.
ومن جهة أخرى رحب محمد المحيا بجهود الهيئة وأثنى عليهم “بارك الله في جهودكم، نحتاج تنظيف الوسط الإعلامي من الدخلاء ومن منتحلي ومنتحلات الجنسية السعودية، الذين يصفون أنفسهم بالإعلاميين وإعلاميات وفنانين وفنانات وهم وصمة عار لا تتشرف بهم البلد ولا الجنسية ولا المواطن ولا الإعلام”.
وتابعه أحمد بن سعود فغرد “هذا المنتظر منكم وفقكم الله كانت نفسيتي تدهور …شكرا لكم”. وجاء صوت أحمد ذياب الساطي مشابهاً “كفو شعب طويق ننتظر التحقيق والنتائج والمحاسبة. وشكراً لتفاعل الهيئة العامة للإعلام على التجاوب”. وكذلك فعل عيد حمدان الشنوان الذي قال “الإعلام لدينا دائماً يتصف بالشرف والنزاهة والإنسانية، ومتقيداً بكل ما يخدم الدين والوطن وأنظمته غير ذلك.. الإعلام براء منه”
وغرد سعد الرشيدي “هكذا يكون الحزم وإيقاف المهزلة وكل من يتجرأ على مثل هذي التصرفات المسيئة، نأمل أن يكون درس لكل من يحاول الإساءة والتطاول والتحايل على النظام”.
أما محسن الدوسري فنشر تغريدة قال فيها “وضع أسماء شخصيات دون تنسيق وشعارات جهات دون موافقتها يعتبر مخالفة صريحة ويعاقب عليها القانون”، ليؤكد محمد بن إبراهيم الزهراني كلامه قائلاً “نريد أن لايقف الأمر عند النفي ومحاسبة المنظمين؛ نريد سن أنظمة تقنن مثل هذه الفعاليات ويمنع منعاً باتاً تنظيم أي ملتقى أو مؤتمر إعلامي جديد أو تقليدي إلا بموافقة وزارة الإعلام، لمنع متسولي الألقاب “إعلامي/ة” غير المنتسبين لحقل الإعلام من تكرار هذه المهزلة مستقبلاً
وفي تفصيل آخر غرد عبدالله القرني “أتمنى الفرض على كل المشاهير إزاله اسم القبيلة ويكتفى باسمك الثنائي لكي يتحمل كل مشهور أفعاله لنفسه دون المساس بقبائل وعائلات لها الشرف والتقدير، وبذلك يكون تكريم لكل القبايل عن ساقطيها وحفظ للوطنية من الخوض في حميا القبيلة والدفاع أو السب وخروج الأمور عن السيطرة”.
وفي ما يشبه الدهشة تساءل سرور الشريف “إلى متى ؟!
استغلال للصورة العامة والنقلة التي نعيشها من قبل البعض!
هناك من يعمل متخفياً.. فمن هم ؟!
من يجرؤ على الزج باسم جهة رسمية في سلسلة مخالفات كما حدث؟!
الأمر يحتاج الإعلان عن نتائج التحقيق الذي قرأنا عنه
والتشهير واجب حتى لا يعمل بعضهم على المباهاة وخداع الجمهور”.
ورسم محمد الغصون تصوراً لما يجب أن يكون “أعتقد الأمر يبدأ بالتنسيق مع أصحاب هذه الصالات بأن لا يتم تأجير والتهيئة لفعالية إلا بوجود تصریح ورخصة من الجهات ذات العلاقة.. ليس من المنطق أن صاحب الصالة يؤجر ويهيئ المكان دون أن يخوض بالتفاصيل ما الهدف من التأجير؟.. وما هي المناسبة؟ وهل المناسبة تستوجب وجود تصريح أم لا؟ .الخ”.
ولفت محمد اليحيى التميمي النظر إلى نقطة تكاد تكون نقطة ارتكاز “سابقاً يدرس ويتخرج تخصص إعلام ويتم تدريبه في برامج إعلامية و و و لكي يحصل على مهنة ولقب ورخصة (الإعلامي) ويعتمد رسميا اسمه: (أ / الإعلامي فلان)، الآن كن مشهور تصبح إعلامي!؟”. وتساءل “لماذا لا تعاقب أي جهه إعلامية أو جهة خاصة إذا خاطبت المشهور ب (الإعلامي)؟
هو اسمه ( مؤثر ) فقط” .
وجاءت لهجة البندري الشريف قاسية على الهيئة كسابقه “المشكلة من وراء هذا التكريم؟ من وراء الستار؟ ما الغرض الحقيقي منه؟ وكيف يتم تجاوز وزارة بحجم وزارة الإعلام؟