موسم الرياض مُصغَّراً في سجن “الحاير”.. “دندنة” في “سلطنة” حتى منتصف الليل النزلاء يرسمون ويمثّلون ويغنون في برنامج "إدارة الوقت"

ضيوف من القطيف والأحساء حضروا الحفل

الرياض: حبيب محمود، أحمد حبيب

قبل الحفل بقرابة الساعة؛ تحدّث نزيلٌ من محافظة القطيف لـ “صُبرة” عن سبب حصوله على حكم ابتدائي بالسجن.. كانت تغريدات نشرها في “تويتر”، في غير محلّها. 

وأثناء الحفل؛ عُرض فيلمٌ قصير عنوانه “الحوت”؛ في قصة شاب “تهوّر” في “تويتر” أكثر مما يجوز.

الرابط بين القصتين هو المشكلة التي وقع فيها كثيرٌ من شبابنا، تخطّى بعضهم الخطوط الحمراء، خاصة تلك الحماسة غير المسؤولة التي ظهرت في مراحل حسّاسة. الشاب الذي التقته “صُبرة” في سجن الحائر جنوب العاصمة، الرياض، كان واحداً من مجموعة نزلاء في سجن المنطقة الشرقية.. ذهبوا البارحة للمشاركة في حفل برنامج إدارة الوقت لمشاركة زملائهم نزلاء سجن “الحائر”، في الرياض، بحضور أهليهم.. وكان نجماً في الحفل.. لكونه فناناً.

لقاء مفتوح

قبيل الحفل؛ انفتحت ردهات السجن على جمهور ليس من السهل تمييز أفراده.. ضُبّاط، آباء، أمّهات، زوجات، أبناء، إعلاميون، فنانون.. ووسط كلّ هذا الخليط الذي ملأ الردهات؛ يتجوّل نزلاء سجن الحائر، ويتحدّث معهم الناس، بلا أي تحفظ. والمناسبة هي مهرجان يستمرّ 3 أيام.

يمكن وصف ما شهدته “صُبرة” ـ مساء البارحة ـ بأنه تنظيم مُصغّر لـ “موسم الرياض”، بفقرات ترفيه، معرض تشكيل، مسرحية كوميدية، رسمٌ حيٌّ مباشر، فيلم وثائقي وآخر درامي.. وأخيراً؛ حفل غنائي أحياه 18نزيلاً من سجن “الحاير” والمنطقة الشرقية والقصيم.

حفل غنائيٌّ حرفياً.. عازفا عود اثنان، عازف كمنجة، عازف أورج، و7 إيقاعيين، ومعهم فريق كورال، احتواهم مسرح السجن جميعاً، وحصلوا على تصفيق الجمهور الذي دخل في “سلطنة” طربٍ حتى وقتٍ متأخر من الليل.

عنترة يبحث عن “مُزّه”..!

ضحك جمهور الحفل كثيراً على الكوميديا اللاذعة التي أدّاها ثلاثة من نزلاء السجن.. “عودة عنترة”.. مسرحية قصيرة جداً، لكنّها مكثّفة جداً أيضاً. تقاسم أدوارها الثلاثة؛ أحدهما تسلّم زمام الراوي، والآخر تقمّص دورة عنترة بن شداد، والثالث محاوراً للعائد من التاريخ يسأل عن “مُزّته ـ عبلة”، وعن زملائه شعراء العصر الجاهلي: امريء القيس، وطرفة بن العبد، وعمرو بن كلثوم، ليصدمه محاوره بأن الشعراء الثلاثة ليسوا إلا أسماء مدارس مستأجرة في حي النظيم والنسيم.. ومنفوحة..!

كانت المسرحية القصيرة مقارنة بين التاريخ والواقع.. بين الأدب الرصين، والشعر المتهالك.. بين الفنّ الجاد، وبين “بوس الواوا”.. هكذا ضحك الجمهور حين شاهد عنترة بن شداد يسأل عن معنى “الواوا”.. وضحك أكثر حين أخذه محاوره إلى خارج المسرح؛ ليشرح له سرّاً ما لا يمكن قوله أمام جمهور المسرحية..!

دندنة.. وسلطنة..!

“يا بلادي”.. أغنية وطنية، أعدّ كلماتها ولحنها وأدّاها فرقة موسيقية في أجنحة برنامج إدارة الوقت. الأغنية ذات لحن “ينبعاوي” واضح.. ما كان ينقص التوزيع الموسيقي هو وجود “سمسمية” لا غير. وهي أغنية “كورال” من أول “كوبليه” حتى آخرها. وهي أطول الفقرات الغنائية، من أصل 6 أغانٍ استمع إليها جمهور السجن.

وبعد الأغنية الوطنية؛ جاءت الأغاني العاطفية.. نزيلٌ من محافظة القطيف، جاء من سجن المنطقة الشرقية ليقود زملاءه في “الحائر” في الحفل الغنائي.. عازف عود بارع، صوتٌ متعدد الطبقات، وبمشاركة العازفين الآخرين والكورال؛ ظهر “م.م” مُطرباً ما كان عليه أن يدخل السجن بسبب تغريدات لا داعي لها. لكنّ الفنان الذي تحدّث لـ “صُبرة” ـ قبل الحفل ـ عن سيرته في السجن، وتطوير موهبته الموسيقية، وتعلّم النوتة، وتدرّب على المقامات.. هذا الشاب؛ أمسك بانتباه الجمهور؛ حتى آخر لحظة من الحفل..

غنّى ـ أولاً ـ رائعة محمد عبده “كلك نظر”، بكوبليهاتها الثلاثة الصعبة.. قبل أن يهزّ طرب حضور الحفل بأغنية أحمد فتحي المشهورة “إن يحرمونا”.. ثم عاد إلى أغنية أقلّ رقصاً وطربياً وعاش مع علي عبدالكريم “بنلتقي”.. وكادت هذه الأغنية تكون الخاتمة؛ لكنّ الطلبات انهالت عليه؛ فغنّى رائعة عبدالكريم عبدالقادر “مُرْني إذا الوقت يسمح لك وتقدر”.. هكذا دخل الجمهور في نشوةٍ لا يمكن تصديق أنها حدثت في قلب سجن.. سجن “الحاير”..!

والطلبات لم تتوقف بعد “مُرْني”.. فجاءت أغنية التراث الحجازي “من بعد مزح ولعب” المعروفة للفنان فوزي محسون بصوت الشاب “م.م” من الشرقية؛ وشاركه الكورال التطريب الذي لم يتوقف إلا بعد الثانية عشرة من صباح الأربعاء.

ضيوف من القطيف والأحساء في السجن

السيد موسى الهاشم

من اليمين: د. عبدالله النمر، فاضل النمر رئيس الاتحاد السعودي والعربي لكرة اليد، حجّي النجيدي

من اليمين: السيد موسى الهاشم، ماجد الشبركة، فاضل النمر.. ومن اليسار: سعود السلطان، حبيب محمود، أحمد حبيب

السيد موسى الهاشم ومشاري الذايدي

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×