تفاصيل جديدة عن حريق حافلة الأحساء.. النجاة في رائحة المعلمات نبهن السائق الهاشم.. السائقون أنقذوا الركاب

 القطيف: ليلى العوامي، شذى المرزوق

تكشّفت معلومات جديدة حول حريق حافلة المعلمات الذي وقع مساء أمس (السبت)، في مركز عريعرة، بطريق الأحساء حفر الباطن، وقد تدخلت العناية الإلهية في إنقاذ عدد من المعلمات وأطفالهن، من الحريق الذي اشتعل أثناء سير الحافلة.

وبحسب ما ذكر سائق الحافلة مرتضى الهاشم وبعض المعلمات اللاتي تواصلت معهن صبرة فإن توقيت الإجازة المطولة المقرر أن تكون في الأربعاء والخميس من هذا الأسبوع ساهم في تقليص عدد المعلمات وأبنائهن، فيما ساهمت يقظة المعلمات وانتباههن إلى تدارك السائق الأمر بالتوقف جانباً بسرعة عندما لفتن انتباهه إلى وجود رائحة حريق في الحافلة، في حين خدمته الصدفة بكونه قريباً من محطة عريعرة للمحروقات، وهي محطة تبعد قرابة الساعة من الأحساء،  وكونها رابع حافلة من مجموعة النقل المتوجهة إلى محافظة حفر الباطن.

وقد هرع سائقو حافلات آخرون  إلى المساعدة في إنقاذ المعلمات وإخراجهن من الحافلة، ومحاولة إخماد النيران التي التهمت المركبة في غضون ساعتين من اشتعالها.

 من هنا بدأت منصات التواصل بتناقل الخبر ومقاطع الفيديو التي وثقت حادثة الحريق، فيما طالب مغردون في منصة تويتر بضرورة النظر في أمر نقل المعلمات.

 وبدوره أكد السائق مرتضى الهاشم لـ “صبرة”  أن الحادث لم يخلف أي إصابات ولله الحمد.

أوراق إحدى المعلمات محترقة

فيما قالت المعلمة هاجر الحجي التي تعمل في مدارس حفر الباطن منذ 10 سنوات “أن جميع المعلمات هن من محافظة الأحساء، وتتفاوت عدد سنوات عملهن في الحفر، وبسبب ظروف العمل فهن قاطنات مع عائلاتهن في محافظة حفر الباطن، بين ذهاب وإياب للأحساء مع كل نهاية أسبوع وفترة إجازات”.

وعن التفاصيل قالت الحجي “تحرك موكب الحافلات الأربعة في حدود الساعة 8 مساء أمس من الأحساء، وبعد ساعة ونصف تقريباً بدأ الدخان يتصاعد من خلف الحافلة، وبسرعة لفتت المعلمات انتباه السائق للأمر فتوقف فوراً وتم تدارك الموقف بإنزال جميع من في الحافلة، قبل أن ينتشر الحريق، بينما أسرع البقية من سائقي الباصات الأخرى للمساعدة، وجاء الدفاع المدني ليتولى عملية إخماد النيران، وسط خوف وهلع الأطفال وأمهاتهن”.

وأضافت “لم يتضرر أحد جسدياً ولكن الضرر نفسي، ونتمنى أن تصل أصواتنا للجهات المعنية للنظر في أمر النقل”، وأكملت “من لطف الله أن هذا الأسبوع يتزامن مع الإجازة المطولة لذلك أغلب المعلمات لم يرافقهن أطفالهن، وعني فلقد تركت طفلي في منزل أهلي بالأحساء ومثلي بعض المعلمات، أما البعض الآخر فيصعب عليهن ذلك”.

وقالت إحدى المعلمات في باص مرافق للباص المحترق “أن وضعها لا يختلف عن جميع المعلمات اللواتي اضطرتهن الظروف للعمل بعيداً عن الأهل، وكعادة المغتربات في أنحاء هذا الوطن الغالي يتجهزن قبل أذان المغرب من نهاية كل أسبوع، للسفر نحو مقر العمل، فيعددن الطعام وحقيبة الملابس واحتياجات أسبوع كامل عند باب المنزل الخارجي، وتسبقهن أغراضهن، ثم يصلين المغرب ويخرجن تاركين وراءهن عوائل تدعوا لهن حتى يصلن إلى مقر عملهن”.

وعن تفاصيل الحادثة قالت ” أنا أسكن إحدى قرى الأحساء خرجنا من المنزل بعد صلاة المغرب مباشرة حوالي الساعة ٧ متوجهين للهفوف لركوب الحافلة المتجهة لحفر الباطن. 

سارت الحافلة بعد اكتمال العدد، وفي محطة عريعرة للمحروقات التي تبعد ساعة تقريباً عن الأحساء توقفنا وأنا كنت نائمة وإذا بزميلتي تصرخ وتوقظني قائلة: “حريق في الحافلة الثانية”.

 وتكمل “هرعتُ معها بسرعة ونزلنا من الحافلة، كنت مرتبكة جداً إلى حد أني لا أدري هل أضع نقابي أو أركض أو أصرخ؟

 كنت قلقة على زميلاتي في الحافلة المشتعلة، مشينا مسافة إلى أن وصلنا، كان الحريق بدأ يشتعل من الجهة الخلفية وحاول الرجال إطفاءه، لكنه زاد حتى اشتعل في الحافلة كلها، ولم يصل الدفاع المدني إلا وقد احترق الباص تماماً”.

وأضافت “زميلاتي في الحافلة المحترقة شممن رائحة غريبة وطلبن من سائق الباص التوقف وكان قريباً من المحطة، وبالفعل توقف، وما إن نزلوا جميعهم حتى اشتعلت النيران، فما كان من إحدى المعلمات إلا أن خرت على الأرض وسجدت لله شكرًا على سلامتهن”.

السائق مرتضى الهاشم

أما سائق الباص الهاشم فقد سلم الأمر لله قائلاً ”قدر الله وما شاء فعل، ولا مهرب من قضاء الله وقدره”. 

وعن تفاصيل الحادث الذي وقع على الطريق بين الهفوف وعريعرة، وهي منطقة هجر قديمة تقع في الجهة الغربية الشمالية من محافظة الأحساء،  قال الهاشم “كنا نمشي بهدوء والأطفال مطمئنين مسرورين، حيث اعتادوا ذلك كل أسبوع في رحلتهم للقاء آبائهم وفجأة  قالوا لي ” أبو حيدر هناك رائحة غريبة في الباص” والحمد لله كانت  محطة المحروقات قريبة منا، لذا لم أرغب بالتوقف في الشارع ومعي أطفال ونساء لأن ذلك يزيدهم خوفاً وهلعاً فتوقفت بسرعه بالقرب من المسجد في المحطة، وبالفعل ما إن نزلت حتى لاحظت وجود حريق في الحافلة من الخلف، فطلبت من الجميع النزول بسرعة، والحمد لله نزل الجميع، وحاولنا إطفاء الحريق ولكنه للأسف انتشر بسرعة في الحافلة بأكملها، وفي مدة غير متوقعة، ربما لارتفاع درجات الحرارة في المنطقة”

وبنبرة حزينة قال الهاشم “أنا لا تهمني الحافلة، يهمني سلامة الأرواح التي كانت معي؛ الأطفال وأمهاتهم، كل شيء يتعوض إلا الأرواح لا تتعوض وأكثر شيء أقلقني هو كيف أخبر والداي وزوجتي بما حدث لنا قبل أن يسمعوا من آخرين، وكيف نوصل الخبر لذوي المعلمات حتى يطمئنوا بأن الجميع بخير، كان خوفي الشديد أن يصل الخبر قبل أن نخبرهم بأنفسنا”، وأضاف “أنا أعمل مند 10 سنوات على هذا الشارع ومنذ 4 سنوات اشتريت هذه الحافلة، وهي مصدر رزقي ورزق عيالي، ومثل هذا النوع من العمل معرضين فيه جميعاً للخطر والحوادث”.

وناشد الهاشم الجهات المختصة بالنظر في أمر المغتربات ونقلهن، فأقدمهن معه، أصبح لها الآن 10 سنوات منذ عام ١٤٣٤.

وعن فحص الحافلة قال” فحصت الحافلة صباح الجمعة مع صديق لي حيث يتم ذلك في كل مرة وقبل كل رحلة، وقبل قبل الانطلاق سواء في حفر الباطن أو في الأحساء، وتم (التشييك) على الزيت والمكينة وكل شيء حتى الإطارات ولم نخرج مساء السبت إلا وكل شي جاهز”

وذكر الهاشم أنه أب  لـ5 من الأبناء وابنتين، وكما أن له أبناء يحبهم فله أخوات يشاركهن الغربة في حفر الباطن ويأمل لهن النقل قريباً.

شاهد الفيديو

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×