عاشق مُضطرب بـ “إحرام” عُمرة.. “البكرة الثامنة” تتحرك في مهرجان الأفلام 36 فيلماً تدخل امتحان 3 مسابقات للفوز في 12 نخلة ذهبية

إعلان الفائزين في السيناريو غير المنفذ.. ومجتبى سعيد يحصد الجائزة الأولى

الظهران: حبيب محمود، أمل سعيد

بالسلام الملكي أولاً، بالتصفيق بين الفقرات، بخفة الظل، بضجيج الموسيقى الرجراجة في العرض والتقديم، بلمستيْ وفاء سعودية وخليجية.. بفيلم قصير.. بهذا كله؛ بدأ مهرجان أفلام السعودية دورته الثامنة، مساء البارحة على مسرح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”.

بداية مُوجَزة؛ وعدت جمهور المهرجان بـ 8 ليالٍ حاسمة، ومنافسة شديدة الجدية.. وقبل أن يعود الناس إلى منازلهم؛ كان هناك عاشق يلبس إحرام عُمرة، ظهر على الشاشة الكبيرة؛ حائراً مضطرباً ناسياً لحيته، مسجون القلب عند فتاة تسكن الدور الأول..!

ماذا يجري في السعودية..؟

ما يحدث في السعودية أكثر مما كانت تتوقعه التمنيات.. السينما تنهض.. المجتمع ينفتح أكثر.. التفكير يتحرك..  التعبير يتسع على الحريات.. وعشية البارحة؛ طُبعت بصمةٌ جديدة على أرض الواقع السعودي الجديد، في حفل افتتاح مهرجان أفلام السعودية، الذي يُقام للمرة الثامنة، مُشرعاً نوافذه على سعودية جديدة.. جديدة كلياً..!

في عام 2008؛ بدأت بكرة مهرجان السينما السعودية تدور من جديد، بعد عقود طويلة من الخمول، بدأت البكرة من مقرّ النادي الأدبي في الدمام، على يد أحمد الملا. وفي 2015؛ دارت من جديد في الدورة الثانية جديد على يد شريطين قويين ثقافياً، رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون ـ وقتها ـ سلطان البازعي ومدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام ـ وقتها ـ أحمد الملا، والمكان هو صالة جمعية الثقافة والفنون بالدمام. ومذ بدأت الدوران لم تتوقف، وعشية البارحة كانت “الدورة الثامنة” تُثبت المضيّ بقوة، نحو مستقبل سينمائي سعودي.. لم يفته القطار..!

تصفيق وضحك…!

على بركة البهجة والطُّرفة والكوميديا شبه المرتجلة؛ بدأ حفل البارحة، من ثنائيٍّ تولى عرافة الحفل؛ إبراهيم الحجاج وسارة الطيبة.. ضحك الجمهور كثيراً، وصفّق مراراً، وتذكر ـ عبر إشاراتهما ـ 7 حفلات سابقة “حافلة بالنجاح في تمكين وتطوير صناعة الأفلام المعاصرة”، وعرّفا مهرجان أفلام السعودية بأنه “أحد برامج المبادرة الوطنية لتطوير صناعة الأفلام السعودية”، ويأتي بتنظيم جمعية السينما وبالشراكة العميقة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) وبدعم كبير جداً من هيئة الأفلام التابع لوزارة الثقافة”.

تمثيل وطني

ولم تفتهما الإشارة إلى إنجازات المهرجان.. فقد “حقق تمثيلاً ضخماً في تمكين وتطوير صناعة الأفلام المعاصرة في المملكة منذ انطلاق دورته الأولى عام 2008 وحتى اليوم، فقد بلغ عدد المشاركات في الدورات السابقة 900 فيلم وأكثر من 1050 سيناريو غير منفذ، وخلال سنواته الثماني؛ وفر المهرجان الفرص للمواهب السعودية من الشباب والشابات المهتمين بصناعة الأفلام للتعلم من أفضل الممارسين المحليين والعالميين في هذا المجال.

 

تكريم الرواف وصديق

وبما أنه حفل افتتاح؛ واحتراماً لأجيال سابقة؛ خصص الحفل “وقفة تقدير لأصحاب البصمة في عالم السينما في السعودية والخليج العربي، من وضعوا الأساس ومن نقشوا بأيديهم قصص كفاحهم على حجر النجاح”.

وجاء تكريم الراحل خليل الرواف، احتراماً لموقعه التاريخي، وكونه الممثل العربي الأول الذي وقف أمام كاميرات هوليود عام 1939م، واختياره ليؤدي فني الملابس العربية في فيلم “كنت مراسلاً حربياً”، وكذلك عن أداء دور أحد شيوخ القبائل العربية في الفيلم نفسه. وقد حدث ذلك أثناء حياته في الولايات المتحدة، حيث عمل في الإذاعة والصحافة والسياسة والتجارة وتعليم اللغة العربية الدين الإسلامي.

والشخصية المكرمة الثانية هي الراحل خليل صديق، المخرج الخليجي الذي أنتج وكتب سيناريو وأخرج وحصد الكثير من الجوائز العالمية والعربية بفضل شغفه، وفيلمه المهم “بس يابحر” الذي أنتجه وأخرجه عام 1972، وحصل على لقب أفضل فيلم أجنبي في حفل توزيع جوائز الأوسكار في نسخته الـ 45، وهو أول فيلم كويتي يتم ترشحه للجائزة.

ماذا في المهرجان الثامن..؟

الثنائي الحجاج وطيبة؛ قدّما عرضاً لما يتضمنه المهرجان الثامن، فهناك:

  • 125 فيلماً مشاركاً،
  • دخل 36 فيلماً الترشيح للمنافسة
  • وهناك 32 فيلم للعروض الموازية
  • المنافسة في 12 نخلة ذهبية
  • 6 أفلام طويلة
  • 22 فيلماً قصيراً
  • 8 أفلام خليجية
  • والتنافس في 3 مسابقات

 

جوائز الأفلام الطويلة

  • النخلة الذهبية لأفضل فيلم طويل
  • النخلة الذهبية لجائزة لجنة التحكيم
  • النخلة الذهبية لأفضل ممثل
  • النخلة الذهبية لأفضل ممثلة
  • النخلة الذهبية لأفضل موسيقى
  • النخلة الذهبية لأفضل صورة سينمائية
  • والجائزة المستحدثة لهذه الدورة هي
  • النخلة الذهبية لأفضل سيناريو منفذ

ولجنة التحكيم هم:

  • قتيبة الجنابي 
  • عائشة كاي
  • أحمد فوزي صالح.

جوائز الأفلام القصيرة

  • النخلة الذهبية لأفضل فيلم قصير
  • النخلة الذهبية لأفضل فيلم وثائقي
  • جائزة جبل طويق لأفضل فيلم قصير عن مدينة سعودية
  • جائزة عبدالله المحيسن للفيلم الأول
  • رئيس لجنة التحكيم حكيمة العباس والأعضاء إلهام علي وآيتن سراي
  • وتم استحداث جائزة الفيلم الخليجي.

فائزون في السيناريو

ومن فقرات البارحة؛ الإعلان عن الفائزين في مسابقة السيناريو غير المنفذ:

  • جائزة غازي القصيبي عن رواية سعودية: الكمكم: هناء الفاسي، شذا حافظ.
  • أفضل سيناريو قصير ثان: عباة: شيخة العنزي.
  • أفضل سيناريو قصير أول: الباب المرصود: عبدالوهاب عبدالله بن شداد.
  • أفضل سيناريو طويل ثالث: بلنتي: أسعد علي العلالي، فيصل عبدالله بوحشي.
  • جائزة أفضل سيناريو طويل ثان: أوراق من أرشيف القضية رقم 2204: عبدالله حمد الزيد.
  • أفضل سيناريو طويل أول: غرق: مجتبى سعيد.

فيلم الافتتاح

بُعيد العرض الموجز لأحداث المهرجان الثامن المقرّرة؛ جاء دور عرض فيلم الافتتاح.. فيلم “رقم هاتف قديم”، للمخرج علي سعيد.. وهو فيلم درامي يعتمد على المونولوج الداخلي أكثر مما يعتمد على بروز الشخصيات.. فيلم أدّى بطولته يعقوب الفرحان.

كلمة المهرجان

رئيسة مجلس إدارة جمعية السينما هناء العمير

أرحب برفاق المهرجان من صناع الأفلام في السعودية ودول الخليج العربي وضيوفنا المشاركين من شتى أنحاء العالم في لجان التحكيم والورش ومعمل التطوير والندوات والكتب المعرفية ومشاريع سوق الإنتاج والشركات المبادرة فيه.

وأشكر مركز الملك عبدالعزيز العالمي إثراء على شراكته العميقة لمهرجان أفلام السعودية من الدورة ال2 وحتى الآن.

هذا الصرح الثقافي العظيم الذي يدعم وبشكل مستمر صناعة السينما السعودية، كما نشكر دار هيئة الأفلام في وزارة الثقافة التي مهدت السبيل ورسمت الطريق لمستقبل زاهر للسينما السعودية، وزارة عميقة الفعل والأثر يقودها بطموح عال سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وأشكر الرعاة لمهرجان هذا العام  نيوم ومؤسسة البحر الأحمر السنمائي وصندوق التنمية الثقافي.

وأبدي شكري وامتناني لفريق عمل المهرجان وإدارته على شغفهم وجهدهم الدؤوب للنهوض بالفن السينمائي السعودي وإبرازه للعالم، والشكر موصول لجمعية الثقافة والفنون لرعايتها المهرجان على مدى 7 سنوات متواصلة … نقلها لهذه الرعاية إلى جمعية السينما السعودية التي تعدكم بدورها للسعي أن تكون للجمعية والمهرجان فعاليات على مدار العام يتم تتويجها بدورته السنوية، ويستمر الاحتفاء بالمكرمين كتقليد راسخ لتقدير الرواد منذ دورته الأولى وذلك بتكريم شخصية سعودية وأخرى خليجية.

وتأتي الثامنة تحت عنوان السينما الشعرية كسمة عامة للمهرجان هذه السينما التي وصفها كافوسكي بأنها تبتعد بصورها عما هو مادي وواقعي ومتماسك، إنها السينما التي تستحث المشاهد على التأمل واكتشاف المعاني المتعددة للصورة وهي القصيدة التي يكتبها كل طاقم الفيلم لنستمتع بجماليتها.

يبدأ المهرجان برامجه الثرية والمتنوعة هذا العام بزيادة في عدد الندوات والدورات والورش التدريبية ويشهد هذه السنة المزيد من إصدارات الكتب والمطبوعات وتوسعا في سوق الإنتاج ومشاركيه”.

كلمة إثراء

مدير المركز حسين حنبظاظة

صناع الصورة

عشاق السرد

رواد الفن السابع السيدات والسادة

أهلا وسهلا بكم في رحاب مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي إثراء مبادرة أرامكو

أهلا وسهلا بفناني وفنانات الوطن وسفرائه

يجمعنا اليوم شغف الإبداع التي تحتضن تنوع السيناريو وروعة الحبكة الدرامية المتضوية على فكرة تغرد بمضمونها خارج السرب لتعانق التميز

نحتفي معكم اليوم لافتناح الدورة الـ 8 لمهرجان أفلام السعودية الذي يعقد بشراكة وثيقة مع جمعية السينما وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة ليصبح الوجهة الأولى لعشاق الأفلام وصانعيها في المنطقة ومحط أنظار السينمائين من دول العالم

إن المتأمل لواقع الحراك السينمائي السعودي مؤخراً يلمس خطوات متسارعة نحو مستقبل أكثر تألقاً وطموحات أكثر تفاؤلاً، وملامح لصناعة واعدة حيث ينهض قطاع السينما كقوة ناعمة بفضل هذه التظاهرات الثقافية التي تثري الساحة الفنية، محفزة للإنتاج وعاكسة للهوية والثقافة المحلية ومدى ثرائها، كما أنها تنقل التجربة السعودية للمتلقي المحلي والخارجي لتصنع علامة فارقة تثير معها الدهشة وتحقق عنصر الإبهار.

أقف اليوم أمامكم على مسرح إثراء بتطلعات أكبر وبنضج يبعث على الفخر والاعتزاز، حيث يشكل مهرجان أفلام السعودية عاما بعد عام نقطة تحول لكل شخص شارك فيه ففي كل عام يكتسب المهرجان حلة جديدة تعتليها طموحات أكثر إبداعاً تكشف عن ثراء الطاقات الإبداعية السعودية وتطورها والتي ترتقي بتميزها عنان السماء.

فعلى سبيل المثال أسفر عن سوق الإنتاج الذي أطلق للمرة الأولى في الدورة الماضية توقيع عقود لتوزيع 10 أفلام عرضت في المسابقة الرسمية والبرنامج الموازي للمهرجان، كما وقعت عدد من الجهات والشراكات إتفاقيات تطبيق مشاريع لعدد من الكتاب، و.. في هذه الدورة أن تشهد اتفاقيات لمشاريع شبابية ترى نورا ومستقبلاً تزهر معها هذه الصناعة الوطنية.

يعنى إثراء بالجانب المعرفي وتوفير فرص تعليمية للشباب، حيث يطرح المركز عبر أكاديمية إثراء فصولا دراسية يتناول فيها صناعة الأفلام وغيرها من الفنون الأدائية، ليتقاطع ضمنا مع مايطرحه مهرجان أفلام السعودية وورش عمل ولقاءات متنوعة مع الخبراء، حيث تم تدريب 30 شاباً وشابة منذ افتتاح الأكاديمية العام الماضي على هذا النوع من الصناعات، وذلك ضمن استراتيجية المركز في تطوير المواهب وتعزيز المهارات ودعم المحتوى المحلي وتمكين انتاجه وجعل إثراء منصة رئيسية لرعاية الإبداع والتبادل الثقافي على الصعيد المحلي والعالمي على حد سواء، وتعيزا لدوره في مجال صناعة الأفلام أنتج المركز أكثر من 20 فيلماً سعودياً، تنوعت مابين أفلام روائية ووثائقية، كأحد أكبر مراكز الإنتاج في المملكة.

فيما حقق برنامج دعم صناعة الأفلام السعودية أكثر من 15 جائزة محلية وإقليمية وعالمية، وحظيت باقة من الأفلام المنتجة بأحقية العرض على شاشات السينما المحلية والعالمية، وعلى منصات العرض كنتفلكس وشاهد التي يتجاوز عدد مشتركيها 200 مليون مشترك على المستوى الإقليمي والعالمي، كما ستكون 3 من أفلامنا الجديدة جاهزة للعرض العام المقبل، وذلك ضمن المشاريع التي تقدمها إثراء لدعم وتمكين صناع السينما السعوديين.

لا شك أن عرض منجزات صناع الأفلام وتبادل الخبرات عبر المهرجانات السينامائية يسفر عنها منجزات أكثر إتقاناً واحترافية لتتحول الرؤى إلى إبداعات نفخر بها كسعوديين على مستوى العالم، وهو مام تجسيده عبر مهرجان كان السينمائي بدورته 75 وهي المرة الثانية على التوالي التي يشارك فيها إثراء ضمن الجناح السعودي ليعرض أحدث انتاجاتنا في صناعة الأفلام السعودية وهما فيلمان قصيران من ثمرة جهود شبابنا السعودي المبدع، لتمد المشاركة الدولية جسور التواصل الثقافي الحضاري مع العالم، وتبين مدى التطور الذي تشهده هذه الصناعة الواعدة بأيادي أبناء الوطن.

كل الشكر لشركاء النجاح على رأسهم جميعة الثقافة والفنون بالدمام التي واكبتنا بجهودها طيلة الدورات الماضية، وشكرا لشريكنا الحال جمعية السينما، وهيئة الأفلام بوزارة الثقافة على تنمية القطاع السينمائي السعودي، والشكر موصول لكل من صندوق التنمية الثقافي وشركة نيوم ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، آملين من الله أن تحقق هذه الدورة المأمول منها لتنمية مواهبنا السعودية، من خلال تنمية شغفهم والارتقاء بمهاراتهم في فن صناعة الأفلام السينمائية والاحتفاء بها في محافل السينما العالمية.

ختاما نطمح أن يكون إثراء وجهتكم الثقافية الأولى، التي يجد كل محب للثقافة متطلع للتميز والإبداع ضالته فيها من صناع الأفلام ومؤسسات الإنتاج والمواهب الفنية التي تخطو خطواتها الأولى في هذا المجال.

آمل أن يكون إثراء هو المكان الذي يحتضن هذا النهر المتدفق من الإبداع السعودي لنلهم عالمهم ونثري فكرهم”.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×