حيلة “مُطلّقة” تكشف نصّاباً يخدع النساء بوظائف في “سابك” القديحي سايره في خطوات "التوظيف".. وانتهى التواصل بكلمة "انقلع"

القطيف: أمل سعيد

محتال ونصّاب؛ يستخدم اسم شركة “سابك” في محاولات اصطياد ضحاياه. والعرض الذي يقدّمه هو وظائف عن بُعد. ومن أجل ذلك؛ يُرسل لكل طالب وظيفة ـ عبر واتساب ـ وصلات لوضع بيانات شخصية وبنكية في نموذج توظيف، ثم المصادقة على العقود الوهمية..!

الطريقة مكشوفة، ومع ذلك؛ انطلت الحيلة على كثيرات من طالبات الوظائف. ولكنّ المواطن عبدالله القديحي الذي يقطن بلدة الربيعية في جزيرة تاروت؛ نجح في أن يرصد عمليات نصب، سجّلت فيها مواطنات سعوديات بياناتهنّ، وقد كشف لـ “صُبرة” الطريقة التي تعرّف إلى خطواته بنفسه، وعرف الوصلة الوهمية، واستخدمها لأيام، ليرصد أسماء مواطنات سعوديات كشفن عن بيانات شخصية وبنكية للنصّاب المجهول، باستخدام الوصلة نفسها التي سبق أن تلقّاها المواطن القديحي.

“صُبرة” تكشف الستار عما يفعله النصّاب يومياً، ثم تسرد قصة المواطن القديحي معه..

مواطنات وقعن في الفخ

خلود.. وضعت بياناتها وهي تظن أنها حصلت على وظيفة

فوزية.. راتبها 3700 ريال…!

معالي.. تظن أن المدير العام وقّع معها العقد

سارة.. تتوقع راتباً في نهاية كل شهر هجري من “سابك”..!

كيف كشف القديحي الخديعة..؟

تبدو قصة المواطن عبدالله القديحي ظريفة، لكنّ رسالتها أعمق مما تبدو عليه. القديحي الذي روى قصته لـ “صُبرة”؛ تقمّص شخصية امرأة مطلّقة باسم وضحى خالد الغرباوي وهدفه أن يُلاعب المحتال الذي يستهدف الباحثين عن العمل، وبالذات النساء. ومن سوء حظ المحتال ـ وغبائه ـ أنه استخدم اسم واحدة من كُبريات الشركات السعودية..!

ومن سوء حظه، أيضاً، أن ضحيته المحتملة ـ القديحي ـ متخصص في التقنية، وقد وجد في “العرض الوظيفي” وهماً، ومع ذلك؛ قرّر أن يتسلى مع “النصّاب”، إلى آخر مرحلة من اللعبة..!

في البداية؛ كان الشاب عبدالله القديحي، يأمل في زيادة دخله وتطوير مساره الوظيفي، خاصة أنه موظف في القطاع الخاص. وبالصدفة؛ شاهد إعلاناً عن وظيفة، فحدث نفسه، ليجرّب.. فربما كانت فرصة أفضل”، وبدأ القديحي التواصل عبر الواتساب مع الرقم الموجود في الإعلان عن الوظائف..!

سابك؟!

يؤكد القديحي “في البداية لم يخطر في ذهني احتمالية النصب والاحتيال، بل كنت متفائلا جداً، فسألت المتحدث على الطرف الآخر في الواتساب، ما اسم الشركة التي سنعمل فيها..؟

أجابني: سابك..!

وما إن أكمل الكلمة حتى هجمت التساؤلات في ذهني، شركة كبيرة كسابك، يعرفها القاصي والداني في المملكة.. هل تحتاج إلى معلنين يروجون لها، وهل يمكن لشركة عملاقة كسابك أن تكون مقابلات موظفيها الجدد عبر الواتسب؟!

فسألته هل الشركة التي سنعمل فيها هي سابك الجبيل؟،

أجابني: لا، إنما فرع جديد للشركة، سألت: ولم لا تكون المقابلة في مقر الشركة؟

فأجاب: لأن المقر لسابك الجديدة لم يجهز بعد”.

يكمل القديحي “هنا تحولت تساؤلاتي إلى شكوك،  فردود الرجل تدل على جهله بالشركة، كتمت شكوكي وتابعت معه، طلب مني معلوماتي الأولية، كالاسم والعمر والجنسية ورقم الهوية، وأعطيته معلومات غير صحيحة، ثم قال لي: سيصلك العقد الإلكتروني الآن.. ادخل وصادق عليه”.

لحظة الحقيقة

وصل الرابط، وبحكم معرفتي بالتقنية، وبمجرد أن رأيته؛ تأكدت أنني أمام محتال، فتحت الرابط، كانت الصفحة عادية تماماً نبذة عن الشركة ثم خيارات، وهنا الفخ، حيث إن الخيارات كلها توصلك لنفس النتيجة، أياً كان اختيارك فسترى العقد الذي يتصدره اسمك، وبما أني سجلت باسم امرأة، وجدت اسم وضحى في انتظاري، ولم يتبق غير المصادقة، وفعلا صادقت عليه”.

 

معلوماتك الأهم

كان القديحي يتصرف بهدوء أعصاب العارف، في حين إن المحتال كان يريد أن ينجز مهمته سريعاً، قبل أن تتسلل إلى الضحية الشكوك، لذا “كان يستعجلني في فعل ما يريد، ويؤكد أن أمامي فقط 10 دقائق، بعدها طلب مني تعبئة بياناتي البنكية المرتبطة بالراتب، الاسم ورقم الآيبان، وهنا أيضاً تبين زيف الموقع أكثر، لأنه يقبل أي كلام يُكتب في خانة الآيبان والخانات الأخرى، حتى لو وضعت حرفاً واحداً فقط، سيقبله أيضاَ، وهذا يدل على ضعف التصميم، وهذا ما تتجنبه الشركات”.

عندما وصل القديحي إلى هذا المستوى من اليقين كشف نفسه للمحتال، يقول “كنت أعلم أن كل شيء أكتبه.. لابد أن يكون هناك من يراه ويسجله خلف شاشة أخرى، وكأني أكتب أمامه، لذا كتبت في خانة اسم البنك: يا حـ…، وفي خانة رقم الآيبان رسالة إلى النصاب، الذي ينتظر أن يسجل الضحية بياناته لينقض من فوره على حسابه ويفرغه مما فيه”.

ويكمل القديحي “لم تكن رسالة قاسية بمقدار ما كانت ساخرة، وصلت رسالتي، فقال محدثي على الواتساب: عندي زبائن كثيرة غيرك، ستدخلين معلوماتك الصحيحة لو لا؟،

أجبته بأني رجل، وأعمل في تقنية المعلومات، فرد: طيب يعطيك العافية، (ما أبي أسجلك)، قلت له: وأعرف لعبتكم، فقال: طيب يلا انقلع من وجهي، ثم حظرني، ولم أستطع مراسلته بعدها”.

الحسّابة بتحسب

لم تنته المشكلة مع القديحي عند هذا الحد، يقول “خرجت سليما من هذه التجربة، لكن كم ضحية سوف تقع تحت أيديهم بدافع الحصول على وظيفة..؟ ولن ينتبهوا إلى أنهم مجرد محتالين إلا بعد أن يسطون على مدخراتهم، حينها لا ينفع الانتباه”.

ويكمل “الرابط أرسلوه لي للمصادقة على العقد، وقد وصلني باسمي الوهمي (وضحى العرباوي)، ومنذ أكثر من 3 أيام أدخله بين حين وآخر لأجد الاسم تغير، فذات الرابط يرسله للضحية الهدف الحالي حتى تقع، وبعدها يرسله لهدف آخر مع تغيير الاسم فقط”، ويضيف القديحي ” وأكثر ضحاباهم من النساء”…!

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×