434 زهرة من صفوى يرسمن لوحة من السعادة والدموع في يوم التفوق 4 قصائد توثق مشوار الجد والاجتهاد شعراً..
الدمام: أمل سعيد
ارتسمت علامات الفرح والثقة في النفس على مُحيا 434 فتاة متفوقة من مدينة صفوى، وهن يصعدن مسرح جامعة الأصالة في الدمام؛ واحدة تلو الأخرى، ليحصلن على التكريم اللائق بهن، يحفهن الهتاف والتصفيق الحار من الأمهات اللاتي تلألأت أعينهن بدموع الفرح والسعادة، وابتهجت أرواحهن بحصاد ثمار الجد والتعب.
لم يكن حفل التكريم عادياً، بل كان أشبه بعرس جماعي، استهدف تكريم “نخبة النخبة”، و”صفوة الصفوة”، ولو كُرمت النخبة كلهن لكان العدد مضاعفاً.
وما زاد الحفل حماسة وجمالاً، حضور الشعر وبقوة، ممثلاً في أسماء 4 شعراء من صفوى والأحساء، ألقيت لكل منهم قصيدة، تناثرت حروفها ألقاً على المكرمات وأمهاتهن.
ويلخص هذا المشهد ما حدث يوم أمس (السبت) أما التفاصيل فكانت كالتالي:
بعد تلاوة القرآن الكريم، بدأت مقدمة الحفل سناء آل سيف كلماتها الأولى بقصيدة “في حضرة العلم” للشاعر جاسم المشرف من الأحساء:
في حضرةِ العلمِ كانَ العشقُ والشَغَفُ
هنا الحياةُ ومجدٌ كُلُّهُ شرفُ
هنا الذينَ استفاقتْ في ضمائِرِهم
شمسُ الحقيقةِ في الظلماءِ تنكَشِفُ
يا واصلينَ إلى العلياءِ إنَّ على
هامِ السُهَا أحرفاً تزكوا لمن عرفوا
يا أيُّها الناسكُ الساري بلا مَللٍ
هلّا رأيتَ محاريبَ الأُولى احترفوا
وصادقوا العلمَ والغاياتُ عندهم
فهمُ الحقيقةِ لا لَغوٌ ولا تَرفُ
العلمُ نُطقِهُمُ والصمتُ عندَهُمُ
فِكرٌ وبالحكمةِ النوراءِ يلتَحِفوا
هم الذين مع الإخلاص سمتهم
ما ضيعوا الوعدَ.. عهد الله ما خلفوا
ثم ألقت فوزية المبارك رئيسة القسم النسائي في لجنة التفوق الطلابي في صفوى، كلمة مطولة تحدثت فيها عن لجنة التفوق الطلابي التي تأسست عام 1432/1433هـ، التي ترعى الطلاب المتفوقين كل عام، وتتمحور أهدافها في المساهمة في توفير الظروف المناسبة للطلاب، والأخذ بأيديهم نحو التفوق والإبداع عبر الدورات الدراسية المتعددة والهادفة التي تقوم اللجنة بتقديمها سنوياً ومجاناً للجنسين من الطلاب.
وأشارت المبارك إلى مساعي المسؤولين في اللجنة إلى تحويلها إلى جمعية بشكل رسمي، وفي ختام كلمتها قالت المبارك “همسة لنا جميعاً.. إن الاستثمار في المال قابل للربح والخسارة، أما الاستثمار في المواهب الكامنة والطاقات الخلاقة لدى أبنائنا وبناتنا، فهو غير قابل للخسارة أبداً.. الشكر الجزيل لكن.. والشكر الجزيل لكل من ساهم في نجاح هذا المهرجان”.
وبعدها حضر الشاعر أمين العالي بقصيدة حملت عنوان “طرقنا الفوق”، ومنها:
طَرَقْنَا الْفَوْقَ وَانْسَكَبَ السَّحَابُ
وَجَدَّ الْعَزْمُ وَانْهَمَرَ الْعُبَابُ
وَهَذِي أُمُّنَا صَفَوَى تَجَلّتْ
إِلَى الْعَلْيَاءِ وَارْتَفَعَ الْيَبَابُ
فَإنْ شَكَرَ الإِْلَهُ سَبِيلَ أُمٍّ
تَقَدّمَ وِلْدُهَا وَحَذَا الصِّحَابُ
تَفَوَّقَ جَمْعُنَا حِينَ ابْتَغَيْنَا
بُلُوغَ الْعِلْمِ وَانْصَدَعَ الصِّعَابُ
بَنَاتُ الزَّهْرِ قَدْ ذَابَتْ أَرِيجًا
وَفِينَا الْفِكْرُ يَا أُمِّي يُذَابُ
ثم ارتقت المسرح ضيفة الشرف إيمان السكيري مديرة الثانوية الخامسة في سيهات والمسؤولة عن متفوقات المدينة للمرحلتين المتوسطة والثانوية، وجاء في بعض كلامها “صفوى الحبيبة ولادة بالمتفوقات والمتميزات، وهذا ينم عن عوائل تهتم بالثقافة والتعليم، والتفوق والتميز، سعدت جداً جداً بلقياكن أمهاتي العزيزات وأيضاً طالباتي الحبيبات”.
وبعدها ارتجلت عبير الشخص نائب المدير العام في مشروع روابي الخليج للتعليم، كلمة خاطبت فيها الحضور “كنت قد حضّرت كلمة، لكن مهابة الحفل والشعور بالإنجاز غير العادي، جعلني أعدل عنها لأقول ما يجول بخاطري، إنه شيء لا يمكن وصفه لشدة جماله، أن نرى نجومكن تسطع في سماء المنطقة، بل في سماء الوطن، بل في سماء العالم، حقيقةً أشعر بالفخر أني أنتمي، ولو جزئياً، لصفوى، فشكراً جزيلاً لكل القائمين على هذا الحفل”.
ومرة أخرى أمسكت آل سيف الميكرفون، ورحبت بضيفة الشرف مريم الخالدي زوجة رئيس مركز صفوى التي حضرت لدعم الطالبات، أعقبتها بقراءة نص للشاعر الأحسائي يحيى عبد اللطيف:
لأن المبدعين بلا حدود
ستمتزج الروائع في نشيدي
سأملأ في لحوني ماتجلى
به الإبداع من سر فريد
أأبناء التفوق هل عرفتم
بأن الموت يكمن في الجمود
وأن بروحكم تبنى المعالي
ونوشك أن نطل على الخلود
سنكبر فيكم ونكون أنتم
وتلتحم الزنود مع الزنود
ونسعى نحو واقعنا بعزم
لنصنع مشهد الجيل الجديد
سنكبر لو رأيناكم كبرتم
مع الإبداع في يوم مجيد
سنطبع قبلة ونزف عطرا
إذا نهدي الورود إلى الورود
ثم كلمة الأمهات وألقتها والدة الطالبة مريم العبد الباقي، المعلمة عدوية الداوود، وكانت أشبه بتحفيز لكل الطالبات، ومفادها “أيتها المتفوقات كلكن تستطعن الوصول لما وصلت إليه مريم”. وعزت إحجام طالبات المدارس الحكومية، رغم تفوقهن، عن الالتحاق بمثل هذه المسابقات الدولية، هو مقارنتهن كمية ونوعية المواد التي تتلقاها الطالبات في المدارس الخاصة بما يدرسنه في مدارسهن الحكومية، ما يولد عند نسبة كبيرة منهن رهبة، وبالتالي إحجامهن عن المشاركة، ثم وجهت خطاباً مباشراً للمتفوقات “أقدم لكن ابنتي مريم نموذجاً، ليس فقط لأنها حققت هذا الفوز النوعي المشرف في تاريخ الوطن، بل لأنها طالبة حكومية أشير لها كأيقونة تشحذ العزيمة، وتبعث الأمل، وروح التحدي والإصرار في روح كل المتميزات من أبناء وبنات المدارس الحكومية التي تذخر بمثلها، وأنا واثقة من هذا، لأني كمعلمة رأيت بذوراً ذهبية من الذكاء والتميز، وأنتن البذور، وأنتن الذهب، وأنتن الغد الأجمل”.
ثم اعتلت 8 زهرات من الطالبات المسرح لتأدية أوبريت “مبارك صفوى”، كلمات الشاعرة هاجر الصفواني.
وتألقت بعدها عريفة الحفل مرة أخرى بإلقاء قصيدة “أخت التفرد” للشاعر سعيد آل رهين التي قالها في بطلة آيسف مريم العبد الباقي:
وطن بكل مواطن الدنيا له
كف تضمد غائرا وتبلسم
أبناؤه همم تتوق إلى العلا
فالعلم أسُّ رؤاهم والسلم
منهم كريمة “آل عبد الباق” إذ
قد ثبطت داء يقض ويحطم
محرابها الأسمى تجارب معمل
صلواتها فيه البحوث تكلم
وقفت ببابك أنبياء سؤلهم
“من أين يأتيك الضاء الملهم”
“أنى لك هذا” سؤال غابر
إذا أنت يا أخت التفرد “مريم”
واختتم الحفل بتقديم الهدايا والدروع، وكرمت أولاً الطالبة مريم العبد الباقي الحاصلة على المركز الرابع في مسابقة آيسف 2022، تبعها تكريم الطالبة ريما اليوسف الحاصلة يوم الجمعة الماضي على جائزة الذهب في مسابقة “آيتكس” في ماليزيا.
ثم تكريم الداعمين لحفل التخرج، وأخيراً تكريم 434 طالبة حاصلة على نسبة 100% من متفوقي 4 مدارس في المرحلتين المتوسطة والثانوية.