محلل اقتصادي يخاطب الأسر: تحوطوا بالذهب واشركوا الأبناء في غلاء الأسعار من فوق منبر اللجنة الصحية في جمعية تاروت
القطيف: صُبرة
دعا الاستشاري المالي والاقتصادي الدكتور ماهر آل سيف إلى ضرورة تنبيه الأسر بالأزمات الاقتصادية المقبلة، نتيجة الحروب والأحداث العالمية التي تؤدي إلى قلة المعروض وكثرة الطلب على السلع كافة.
وحل آل سيف ضيفاً على اللجنة الصحية في جمعية تاروت الخيرية مساء الخميس الماضي، عبر برنامج “إيلاف”، في ليلتها الخامسة والأخيرة على مسرح روضة تاروت النموذجية، وبحضور مجموعة من فئات المجتمع للجنسين، وعدد من المقبلين على الزواج . وقال “إذا كان المعروض أكثر من الطلب، تنخفض الأسعار والعكس صحيح”.
وتطرق آل سيف إلى الحرب الأوكرانية التي أدت إلى قلة العرض، وارتفاع تكلفة المواد الغذائية. وقال “يُضاف إلى ذلك ارتفاع الجمارك وأرباح التاجر والضرائب، وبالتالي ارتفاع الأسعار، وهذا ما يسمى بالتضخم المستورد، وزاد عليه التضخم المحلي”. وقال “ينبغي أن يكون لدى رب الأسرة حسن التدبير، وأن يرشد أسرته إلى ذلك، بوضع خطط مستقبلية”.
كما نبه آل سيف إلى ضرورة الاستعداد إلى القادم، وذلك بالأمن الغذائي، وتخزين المواد الغذائية القابلة للتخزين، واللجوء إلى الاقتصادي أو الصديق الواعي، واستشارته في مثل هذه الأمور، كما أكد على أن السور الواقي للأسرة هو الوعي الاقتصادي.
وذكر آل سيف 3 ركائز في الميزانية الأسرية؛ الأولى سماها “الكرامة المالية”، وهي ادخار مبلغ 5000 ريال للطوارئ، والثانية كرامة الأسرة، وهي الاحتفاظ بـ6000 رواتب تكون منقذاً في حالة فقدان الوظيفة أو ما شابه ذلك، والثالثة سماها بـ”كرامة المشيب”، لتأمين احتياجات الأسرة في حالة كبر العائل، وعدم القدرة على العمل، وهي تكون باقتطاع جزء بسيط من الراتب شهريًا، يبدأ بـ1 % في الشهر الأول و2 % الشهر الثاني، إلى أن يصل 12 % في الشهر الأخير من السنة، ثم يعيد الكرة في السنة التالية، وهكذا، ويكيف مصروفاته على هذا الأساس .
وشدد على ضرورة تعليم الأولاد على التدبير الاقتصادي، ومشاركتهم في الأمر، حال ارتفاع الأسعار، وضرب مثلاً بذلك بارتفاع أسعار الكهرباء. وقال “لا بد من تقنين استخدام الأجهزة وإلا سيخصم من مصروف الجميع”.
وفي حديثه عن كيفية ترتيب الميزانية، نصح آل سيف بادخار 30 % من الراتب، وصرف 70 % واستدل بمقولة لمن يقول لا أستطيع. ورد عليه “تستطيع ولا ترغب.. سيأتي يوم ترغب ولا تستطيع”.
ونبه آل سيف إلى أمر آخر، وهو أن العملات النقدية تتعرض للهبوط والارتفاع. وقال “الطريقة المضمونة للادخار هي التحوط بالذهب، وهي تحويل العملات النقدية إلى سبائك ذهبية، وليس إلى ذهب ملبوس، لأن الذهب حتى لو هبطت أسعاره، فهو أكثر ضمانًا من العملات النقدية”.
كما حذر من الانزلاق في مطبات العملات الرقمية، والشركات الوهمية، لعدم وجود أي ضمانات، ولا يمكن مقاضاتهم في حال اكتشاف عمليات النصب التي يقومون بها .
ودعا آل سيف الآباء إلى ضرورة توعية الأسرة بأجمعها ماليًا، وإعطاء الولد أو البنت ميزانية الأسرة، مع الإشراف العام عليها من قبل رب الأسرة، حتى يتعودوا على الضبط والالتزام .
وأخيراً، نصح بالابتعاد قدر الإمكان من استخدام البطاقات الائتمانية. وقال “هي باختصار تعني أن تشتري ما لا تحتاج بما لا تملك”.