ليش مكبر سالفة الهلال؟
محمد حسين آل هويدي
بسم الله الرحمن الرحيم: «113» قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ «114» صدق الله العلي العظيم – المائدة.
اختصاراً، إن تعتقد بأن الله أنزل الدين لأجلك، فواصل القراءة. أما إن تظن بأن الله خلقك لأجل الدين، فلا داعي بأن تضيع وقتك الثمين. الدين نظام كوني أنزله الله ليحفظ حقوق الإنسان تعزيزاً لكرامته؛ بغض النظر، سواء كان هذا الإنسان يؤمن بالدين أو لا يؤمن به. الدين يُحتم علينا الرفق بالحيوان. والله لا يفرض على الحيوان ديناً. بما أننا بشر عاقلون ومميزون، أنزل الله قوانين نتبعها في التعامل مع أنفسنا والتعامل مع الآخرين للحفاظ على حقوق الجميع.
الإنسان بحاجة إلى مبادئ مع الذات، وأخلاق مع الناس، وقوانين تمنعه من الاعتداء على الآخرين. هذا ما يحتاجه الناس ليعيشوا في أمن وسلام. الدين يعزز المبادئ ويدعو للأخلاق وينزل قوانين يتعامل بها الناس مع بعضهم البعض ومع أصدقائهم، بل حتى مع أعدائهم.
نحن ملزمون بالثقلين. والالتزام يقتضي التنفيذ. والقرآن ينص صراحة بأن عهده يؤلف بين الناس والقلوب:
- إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92 – الأنبياء).
- وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63 – الأنفال).
وكذلك يؤكد لنا القرآن بأن عهد الفراعنة والشياطين يمزق ولا يؤلف:
- إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4 – القصص).
- فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30 ـ الأعراف).
- وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53 – الإسراء).
وليش أنت مكبر السالفة، وويش اللي حارنك؟ هذه نفس الأسطوانة التي استخدمها الأقدمون لإسكات كل صوت إصلاح فيهم: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71 – التوبة).
أيها المؤمن، اسأل نفسك، هل دين الله يناسب كل زمان ومكان أم أنه مختزل على زمن ومكان واحد فقط؟ إن كنت مثلي، فحتما تكون من الذين يعتقدون بأن الدين يناسب كل زمان ومكان ويتناسب مع ظروف كل الناس.
حسب القرآن، إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24 – فاطر). وهذا يعني أن الله أرسل أنبياء للجماعة الذين يعيشون في أقطاب الأرض، وهؤلاء وجدوا في تلك المناطق؛ على أقل تقدير، 4000 سنة قبل رسالة الإسلام المباركة. وعودا للقرآن، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183 – البقرة). وعليه نستنتج بأن الله أرسل أنبياء لتلك المناطق وأنه فرض عليهم الصيام وذلك لأن دين الله هو الإسلام، مهما تقدم أو تأخر، لأن الله لن يرسل البوذية لقوم والإسلام لقوم آخرين.
نأتي الآن لظروف مشاهدة الهلال في المناطق القطبية للسابقين الذين عاشوا منفصلين عن العالم وبدون تقنية أو تواصل، وربما بدون معرفة للحساب. حسب المصدر الموجود في الهامش، بأن الناس الذين يعيشون في الأقطاب لا يرون القمر إلا أسبوعين في الشهر، وباقي الأيام لا يرونه. إذاً، ما الحل معهم، وكيف سيبين لهم نبيهم متى يصومون ومتى يفطرون؟ لرؤيته ثم رؤيته؟ هذا لن يتسق مع بقية أجزاء العالم، وهذا يعني بأن صيامهم محدود بظروفهم كما أن صيامنا وعيدنا محكوم بالمنطقة التي نعيش فيها والتي تقع بين مداري السرطان والجدي.
حالياً، مستحيل أن يرى أهل الأقطاب الهلال. فماذا يفعلون؟ إن اتبعوا فتوى السيد السيستاني (حفظه الله) فإنهم لا يستطيعون أن يفطروا وذلك لأن رؤية الهلال لا تتحقق بالعين المجردة.
هل ما أتى به محمد بن عبد الله (ص) محكوم بمدار السرطان والجدي، أم أنه يشمل أهل الأرض جميعا؟ إن كان محكوما بين المدارين، فهذا يعني أنه ليس للناس كافة، وهذا خلاف القرآن. وإن كان للناس كافة، فالحلول التي أوجدها الفقهاء لا تنظر إلى ظروفهم، وهذا يعني أنهم اختزلوا الدين في زمن ومكان الرسالة المباركة وأنهم غير قادرين على استيعاب بقية الأمصار.
أنت مزعج يا بن الهويدي. دائما تطرح مشاكل بدون حلول. هل عندك حل؟ نعم، عندي حل، وبسيط جداً. الهلال يثبت، ليس بالرؤية المجردة، ولكن بحسب مكان تواجده في السماء، ليشمل جميع من في الأرض. إن اختفى القمر من السماء قبل غروب الشمس، فالشهر الجديد لم يأتِ بعد. إما أن اختفى بعد غروب الشمس؛ سواء رأيناه أم لم نره (لأنه موجود هناك)، فلقد دخل الشهر الجديد. وبتطبيق هذه القاعدة، واعتمادا على الحسابات الفلكية، نستطيع حل هذه المعضلة التي تتكرر كل عام، والتي ساهمت في تفتت الأمة وشكها في قدرات من يعنيهم الأمر لحل مشكلة بسيطة جداً.
اللهم إني بلغت. اللهم فاشهد.
ــــــــــــــــ
الهوامش
Earth-Moon Model from North Pole (MMSD). (n.d.). Retrieved 05 03, 2022, from https://www.madison.k12.wi.us/planetarium/moon-faq/earth-moon-model-from-north-pole-mmsd?fbclid=IwAR3oSQD_NxMH69ZiXBsE6QBnDL_0S8Ftt7MOukWTWFhKX2BETwi-bh3-C78
الانقسام والتشتت افضل الف مرة من الاجتماع على الخطأ
أحسنت و جوزيت خيراً على ما كتبت.
أعتقد سيأتي اليوم الذي سيعمل به كل المسلمون بالحسابات الفلكية المفيدة لليقين. مسألة وقت.
التشتت أفقدنا حلاوة الوحدة.
من الصعوبة وضع قانون أو نظرية تصلح لكل مكان ولكل زمان ، لا بد من وجود استثناءات وشواذ تحتاج إلى معالجة خاصة ووضع حلول لها تكون ملحقة بالنظرية الأصل.
موضوع الأقطاب استثناء يمكن وضع حل له خارج “قانون” الرؤية ولا بد أن هذا الموضوع مر على المراجع الدينية والفلكيين ووضعوا له حلول.
أما الإتفاق على أوائل الشهور للعالم كله لا أعتقد يوجد لها حل وإن اتفق المتشرعة والفلكيون فهناك من يفسد هذا الإتفاق من السياسيين.
إذا وصل المرء إلى النرجسية وجنون العظمة فسد فكره وعقله.
فعلا انسان كتاباته مزعجه وما تقدم الا الريش
تضرب في كل شي في الدين
السلام عليكم دكتور
طبقا للحل الذي ذكرته ( وجودية الهلال دون رؤيته) :
إذن لا نحتاج إلى التأكد من اختفاء القمر قبل غروب الشمس او بعدها ( طالما أنه موجود) فيعتمد دخول الشهر الجديد اعتمادا على نظرية وجوده ( رأيناه ام لم نره) حيث أن الوجود هو الرؤية لديكم ، أيضا نظرية وجوده ثابتة من وقت ولادته فلا داعي للتحقق من عملية الاختفاء!!!
لأنها سالفة اللي ما عنده سالفة
بأختصار المراجع حفظهم الله هم آهل الاختصاص
وشكرا
الأمر ليس بالبساطة التي تتصورها يا بن الهويدي، أنت أغفلت الجانب الشرعي تماما. ماذا تصنع بالرواية التي تقول (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته). ولو طُبّقَت القاعدة التي ذكرتها واعتمادا على الحسابات الفلكية فالرؤية غير ممكنة إذا كانت مدة المكث قليلة. هذا فضلا أن الفقهاء الذين يعتمدون الرؤية بالعين المجردة لبداية الشهور لديهم أدلتهم الناهضة. من وجهة نظري القاصرة، لو تُعرض مباني الفقهاء لرؤية الهلال على العقل والفلكيين لفلترتها سوف يرشح مبنى واحد فقط وتنتهي المشكلة، لكن هذا مستحيل.
أحسنت … الحساب الفلكي وهذا الحل الأمثل لكل العالم الاسلامي وسيكون ثابت ودقيق وسيجمع المسلمين في الصيام والعيد وحتى في الحج وسينظم التاريخ الهجري وسيكون ثابت مثل التاريخ الميلادي .. الحساب الفلكي هو الحل وهو علم قائم لا مجال فيه للخطأ كما في الترآئي والبحث عن الهلال بالعين المجردة ..
الحمدلله الذي أعطانا نعمة ظاهرة وباطنة نحمده عليها ليلا َنهارا..
الحمدلله رب العالمين الذي من علينا ووهب لنا وتكرم علينا وتحنن من الكفاءات والعقول من سخر عقله وعلمه لكي يرشد قومه حين رجع إليهم..
الحمدالله الذي ارشدنا وهيئ لنا ما يبدوا بديهيا وسهلا وبسيطا لكسر حواجز من الإنسان لنفسه من أوصد الباب ومنع ووصم غيره بما لا يليق حين ارتأى ان يضل في مرحلة ويود ان يورثها ونشرها لبسطاء العامة في عدم التفكير والتحليل والشرح وفهم ما أعطانا الله من نعمة العقل والعلم والدين على أيدي من لا شك في نواياهم بين اهليهم وجيلهم والناس اجمع…
دمتم أيها الفاضل د. محمد، جزيتم كل الخير
أحسنت أستاذنا العزيز وأصبت, ليس هناك أسوء من الانقسام والتشتت حتى داخل الأسرة الواحدة, ندعوا الله تعالى أن يجمع كلمتنا ويوحد صفنا, ويهدينا جميعاً إلى صراطه المستقيم, وشكراً لك على هذه الإضاءة والإفاضة الطيبة والهامة, زادك الله نوراً وأجراً وبصيرة, ونفع بك.