لماذا نقدر الجمال والفنون: المعايير العالمية لجمال الوجه
محمد حسين آل هويدي
بسم الله الرحمن الرحيم: … «36» فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ «37» … صدق الله العلي العظيم – آل عمران.
ما القاسم المشترك بين وجه وضاح اليمن أو أي امرأة جميلة والسافانا الأفريقية؟ كلهم جميلون! ولكن ما الذي يجعلهم كذلك بالضبط؟
حسنًا، دماغ الإنسان موصّل للاستجابة تلقائيًا للوجوه والأجساد الجميلة، وأحيانًا دون أن نكون على دراية بذلك. في الواقع، وجدت الدراسات أنه يكاد يكون من المستحيل النظر إلى الوجه دون التمعن في جاذبيته.
في تجربة، قارن الناس وجهين تم إنشاؤهما حاسوبيا. طُلب منهم الحكم على مدى تشابههما مع بعضهما البعض. على الرغم من أنه لم يُطلب من المشاركين الحكم على جمال أي من الوجهين، إلا أن مكامن الأعصاب البصرية في الدماغ أظهرت نشاطًا متزايدًا عند تقديم شخص جذاب؛ بعبارة أخرى، كانت أدمغتهم تتفاعل دون وعي وتلقائيا مع الوجوه الجميلة.
يقودنا هذا التقييم الفوري أيضًا للتحيز إلى الأشخاص حسني المظهر، بما في ذلك أولئك الذين بالكاد نعرفهم. وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الجذابين يحصدون درجات أعلى في الدراسة ويحصلون على وظائف أفضل ورواتب أعلى.
لكن يبقى السؤال هو لماذا نجد بعض الأشخاص جميلين؟ هناك ثلاثة معايير للوجه الجذاب: الألفة، والتماثل (التناظر)، وبروز الملامح الجنسية، أي السمات الجسدية التي تميز أحد الجنسين عن الآخر.
تشير السمة الأولى إلى ميل البشر لملامح الوجه المألوف. هذا يعني أننا عادة نفضل الأنوف متوسطة الحجم على الأنوف الكبيرة أو الصغيرة جدًا، والعيون ليست قريبة جدًا من بعضها ولا متباعدة جدًا. وكونها واسعة وحوراء.
التناظر ضروري جدا لتقييمنا للجمال، حيث يعتبر تناسق الوجه مؤشرًا على الصحة الجيدة ونظام المناعة القوي. كلتا الميزتين جذابة من الناحية الجمالية.
بروز المعالم الجنسية في الجنسين أمر مهم جدا، يجده الطرف الآخر جذابا. الرجال الذين لديهم سمات ذكورية، والنساء اللاتي لديهن سمات أنثوية نماذج أكثر جاذبية. على سبيل المثال، غالبًا ما يُعتبر الذقن الكبير سمة رجولية؛ فقط فكر في ذقن المرحوم عبد الحسين عبدالرضا المحفور وحاول أن تقول إنه ليس رجلًا جذابًا!
من الواضح أن أدمغتنا تبحث عن الجمال وتعجب به – ولكن ما هو الجمال بالضبط، وكيف يمكن تعريفه؟ دعونا نلقي نظرة فاحصة في النقاشات القادمة.