“رياح المواقع” سافرت بعلي الدميني من “محضرة” إلى الدمام 74 سنة.. وُلد في الربيع.. ومات في الربيع.. إنها ميتة شاعر
القطيف: صُبرة
الدمام عصر الثلاثاء 26 أبريل 2022.. مقابل “محضرة”/ الباحة في 10 مايو 1948م.. إنها رحلة الـ 74 عاماً التي خاضتها “رياح المواقع” مع علي الدميني، الشاعر، الكاتب، الصحافي، الحقوقي.. الإنسان.
إنها بداية شاعر، ونهاية شاعر.. بين ولادة في الربيع، وقبر الدمام في الربيع أيضاً، إنها مسافة خُتمت، عصر اليوم، في التشييع الذي حصل عليه الشاعر الدميني، بحضور أهله وأصدقائه المثقفين الذين يعرفون من هو “علي الدميني” الذي خاض غمار الثقافة والأدب منذ سبعينيات القرن الماضي، ووضع الهندسة التي حصل على شهادتها من جامعة الملك فهد، إلى جانب الإبداع في ملحق “المربد”، بجريدة اليوم..!
كما وضع العمل المصرفي وظيفة بنى منها حياته، وربّى أبناءه، خالطاً يوميات العمل بليالي الشعر والكتابة النابضة المؤثرة في جيل ما زال يبحث عن خطوات “تحديث” ثقافته، منطلقاً من المنطقة الشرقية.. قلب الحداثة النابض.
هكذا أراد علي الدميني أن يكون: ابن الوطن كله، من أقصى جنوبه، إلى أقصى شرقه، من صلابة جبال الباحة، إلى زرقة بحر الدمام.. من الربيع وإلى الربيع.. ومن الشعر إلى الشعر..!
شاهد الفيديو
#علي_الدميني .. #وداعاً pic.twitter.com/FACzPISWt7
— صحيفة صُبرة الإلكترونية (@sobranewscom) April 26, 2022
مُبدع في الذاكرة
ولسنوات طويلة، ستخلد الذاكرة الثقافية السعودية والعربية، مسيرة علي غرم الله الدميني الغامدي، باعتباره شاعراً حداثياً شهيراً، وأديباً وناشطاً إصلاحياً، أثرى الساحة بالعديد من الإنتاج الأدبي الاستثنائي طيلة نصف قرن.
ولا يستبعد أن يزداد الاهتمام بالإنتاج الأدبي للدميني شعراً ونثراً، بعد أن أعلن صباح اليوم (الإثنين) عن رحيله، إثر معاناة مرضية لم تمهله طويلاً.
والفقيد من ومن أبرز الشعراء المجددين، وتعد تجربته في الشعر الحداثي من أهم التجارب في فترة الثمانينيات الثرية لجرأتها.
أكمل الفقيد دراسته الجامعية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، وحصل على شهادة في الهندسة الميكانيكية.
وللفقيد عدة دواوين شعرية، وهي: “رياح المواقع”، و”بياض الأزمنة”، و”مثلما نفتح الباب”، و”بأجنحتها تدق اجراس النافذة”، ورواية وحيدة بعنوان “الغيمة الرصاصية”، وتعتبر قصيدته “الخبت” من أشهر القصائد على المستوى العربي.
وأشرف الدميني على ملحق “المربد” الثقافي الشهير في الثمانينات في صحيفة “اليوم”، ومن ثم أسس مجلة “النص الجديد” الشهيرة، وهي مجلة ثقافية طليعية، صدرت في بداية التسعينيات، واحتوت على تجارب ونصوص حداثية، وقد توقفت لاحقاً.
للدميني إنتاجات عديدة في الصحافة والمناشط الثقافية في المقال والنثر والقصيدة، وله – توثيقاً لمسيرته النضالية-. كتاب زمن للسجن…أزمنة للحرية.
الله يرحمه