سفينة وسلة تمر وبخور.. أصابع ماهرة تُنعش “حرفيون” تراث الأجداد يتجسد في حديقة الناصرة

القطيف: صُبرة

في اليوم الثامن من شهر رمضان أمس (السبت)، بلغ التنافس بين المشاركين في فعالية “حرفيون”  ذروته، في رسم صور جميلة، تعيد إلى الأذهان تراث الآباء والأجداد، عبر التركيز على الحرف القديمة، بداية من صناعة الخوص والبخور، مروراً بصناعة  والسفن وسلال التمر.

وفي هذا اليوم، واصل أرباب الأسر المنتجة الكشف عن قصصهم العملية، التي جعلت منهم حرفيين بدرجة مبدعين. وحملت 75 أسرة منتجة مُشاركة في الفعالية، إنتاجها، لعرضه على الزوار، في الفعالية التي انطلقت الماضي في حديقة الناصرة، تحت رعاية محافظ القطيف، وتستمر 9 ليالٍ متواصلة.

وتركز عمل الأسر المنتجة على صناعة منتجات تراثية قديمة، تعزز به الموروثات الشعبية، وما كان يشتهر به الآباء والأجداد في عصور سابقة.

وبمهارة عالية، واحترافية استثنائية، لفتت زينب على المشهد زوار الفعالية بحرفتها في صناعة السلال باستخدام سعف النخيل. وقالت “تعلمت هذه الحرفة من والدتي، التي كانت تلون السعف بنقعه في الماء، إلى أن يكتسب اللون المطلوب، ويليها مرحلة التنشيف، ومن ثم تبدأ بعمل الخوصيات، مثل الحصير، الزبيل، القفه، السمة، والقاعود .

في المقابل، كان مهدي عبدالله العسيف يتوسط منتجاته من سلال التمر التي صنعتها يداه بمهارة لفتت الأنظار إليه. ويقول العسيف إنه مارس تلك المهنة في عمر الـ15 عاماً.

وبخوف كبير على اندثار المهنة، دعا العسيف إلى ضرورة تعليم الأطفال الحرف القديمة. وقال “نحتاج إلى أن نؤسس أجيالاً تحافظ على تلك الحرف من الضياع والذوبان”.

وبحرفة مقاربة، يمتهن عبدالله أحمد آل خضر حرفة صناعة الأقفاص المختلفة. ومنها الأقفاص الخاصة بالأطفال في مرحلة المهد؛ وأقفاص الطيور؛ وصناعة الطاولات، وله العديد من المشاركات في الأسواق الشعبية والمهرجانات .

وفي ركن آخر من الفعالية، فاحت منه روائح عطرة، وقفت سمية ظاهر الغشام وسط الحضور، تشرح لهم كيف تصنع البخور بأنواعه المختلفة؛ المعمول، والمبثوث، وبعض منتجات اللبان المعطر، ولها العديد من المشاركات بالمهرجانات.

وجسد ناصر الشطي ماضي الأجداد، ومهنتهم في الصيد ونزول البحر بالسفن، بعرض نماذج مصنوعة من السفن التقليدية القديمة، وهي هواية مارسها منذ صغره. واستعرض الشطي العديد من أنواع السفن، منها الجالبوت والبوم، ونالت مشاركته إقبال العديد من الزوار والمهتمين بالحرفيات.

وكانت لمهنة النحت على الخشب نصيب في الفعالية، حيث جذبت الزوار لدقتها وروعة ألوانها، التي تجعل كل من يراها يعود إلى الماضي، بمشاركة محمد مهدي مغيص، الذي نجح في ابتكار منتجات، ونفذها بنفسه، وله العديد من المشاركات.

وفي زاوية من الفعالية، وقف يوسف السبيعي وزوجته عزيزة القحطاني يمارسان حرفة صناعة الأبواب الخشبية والأعمال المختلفة. ونجحت الزوجة في جذب الأنظار إلى مهارتها العالية، ودقتها في تنفيذ منتجات الخشب المختلفة.

وبمنتجات تتجسد فيها درجة الإبداع، أبهرت هدى حسين الحايك الجميع باحتراف الطباعة الحرارية على الزجاج والكثير من المجسمات. وتقول: “تعلمت تلك المهنة من وسائل التواصل الاجتماعي، وأسوق منتجاتي من خلال مشاركتي في الفعاليات المختلفة.

ويمارس محمد عبدالله العسبف حرفة “التناك”، حيث يقوم بصناعة براميل السكر والأرز قديماً، وصناعة المناقل؛ وصبات الزيت والكثير من الحرف التراثية. وله العديد من المشاركات.

واختتمت الجولة مع رائحة القهوة الممزوجة بعبق التاريخ، مع أماني خضر العبادي التي تزاول حرفة صناعة القهوة بأنواعها المختلفة، من عربية وتركية وقهوة الزعفران.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×