محمد الصفيّان.. حرّر أخباره الأولى على ظهر دبابة بلغ الستين وتقاعد بصمت ولم يُخبر أحداً

القطيف: صُبرة

حين وقعت كارثة احتلال الكويت، في أغسطس 1990، حصلت قلة قليلة من صحافيي المنطقة الشرقية على أكبر فرصة نوعية للعمل الصحافي الميداني الحقيقي. فرصة تغطية أحداث الحرب، وحسب ما يتذكره الزميل سليمان أبا حسين، رئيس تحرير صحيفة “اليوم” السابق؛ فإن شاكر الشيخ وعبدالرؤوف الغزال؛ كان في مقدّمة من سارعوا إلى الذهاب إلى حفر الباطن، قريباً من الحدود الكويتية.

وتلاهم ـ حسب أبا حسين ـ أبا حسين نفسه مع مصور من صحيفة “عكاظ”، ووليد الفراج من “الحياة”، ومدير محطة تلفزيون الدمام حسين اليامي، ومدير تحرير الرياض ـ وقتها ـ سلطان البازعي، ومدير مكتب “الرياض” في الشرقية المرحوم حسن محني الشهري، ومعهما محمد الصفيان..!

الصفيان؛ المتحدث الإعلامي وكيل الأمين للبلديات في أمانة الشرقية، الذي غادر منصبه، قبل أيام، متقاعداً، بالغاً الستين دون أن يُخبر أحداً.

ربما بدأ الصفيان العمل في الصحافة قبل ذلك بكثير، لكنّ أخباره الأهمّ هي التي حرّرها في حرب الكويت، بين الدبّابات والمدافع والجنود..!

التقاط الأنفاس.. في الستين

وبعد عقود قضاها في بلاط مهنة البحث عن المتاعب، آن الأوان للصفيان أن يلتقط أنفاسه، ويستريح من ممارسة مهام المهنة يومياً، بإحالته إلى التقاعد، ليبدأ مرحلة جديدة من حياته العملية.

وقبل أن يلملم أشياءه في مكتبه في الأمانة، وجه الصفيان رسالة مؤثرة إلى زملائه الإعلاميين والاعلاميات، قال فيها “من سنن الحياة ان لكل شيء نهاية.. وأنا أودع العمل معكم، واختتم مسيرتي المهنية التي كان لي الشرف خلالها أن أكون بينكم، فإنني التمس العذر منكم، فلست ممن يجيد التعبير عن المشاعر، لذلك لا أجد من الكلمات التي أسطر بها ما يختلج نفسي في هذه اللحظات”.

وأضاف “شريط الذكريات أطول من تختزله الكلمات والعبارات.. فقد تعلمت منكم الكثير، واستفدت من تجاربكم وخبراتكم جميعاً”.

وفي ختام رسالته تمنى الصفيان على الإعلامين “ألا تنتهي علاقتنا بانتهاء العمل، سأظل وفياً لكم، ممتناً لكل الأوقات التي جمعتنا، صديقاً مخلصاً لكم جميعاً، فأنتم أهل الوفاء ورمز العطاء”.

بدايات.. ومحطات

بدأ الصفيان مسيرته الإعلامية، محرراً في صحيفة الرياض، التي اكتسب منها خبره تؤهله للالتحاق بالإعلام الحربي، مراسلاً حربياً لإذاعة الرياض أثناء أزمة الخليج، وكان من أوائل الصحافيين السعوديين الذين دخلوا الكويت لتغطية الأحداث التي واكبت احتلال الكويت عام 1990، وتحريرها في فبراير من عام 1991.

وبعدها انتقل الصفيان إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ـ آنذاك ـ التي تدرج فيها، من خلال عدة مناصب، بداية من مدير مركز تأهيل المعوقين، ومدير مركز التأهيل الشامل، قبل أن يتولى مهمة الإشراف العام على مركز الأمير سلطان للتربية الاجتماعية، ثم مدير عام المؤسسات والجمعية الخيرية في المنطقة الشرقية.

بعدما أثبت الصفيان نفسه في أنشطة وزارة الشؤون الاجتماعية، ترشح للعمل في أمانة المنطقة الشرقية مديراً للعلاقات العامة والإعلام، والمتحدث الرسمي. ثم صدر قرار مجلس الوزراء بتعيينه وكيلاً للأمين للشؤون البلدية والمشرف العام على إدارة الإعلام والمتحدث الرسمي على المرتبة الـ14.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×