في دبي.. اكسبو 2020.. خليجنا واحد يلتقي العالم ليصنع غداً أفضل
دبي، موفد صُبرة: حسين العطل
قبل ساعات من ختامه، بات معرض “إكسبو 2020 دبي” معلماً رائعاً يضم بين جنباته العديد من الفعاليات الدولية والثقافية والترفيهية والرياضية الساحرة التي بدأت مطلع أكتوبر 2021 وحتى نهاية مارس الجاري، بعد تأجيل لقرابة عام، بسبب قيود الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا على دول العالم، والتزاما بالإجراءات والإرشادات الاحترازية للوقاية من هذا الوباء.
ولأن “إكسبو دبي” يعد واحداً من أهم الفعاليات العالمية يعد تنظيمه على أرض خليجية، إضفاء مزيد من الأجواء المتفائلة على مستقبل المنطقة والثقة في قدرتها على الاضطلاع بأكبر المعارض والمناسبات الدولية الهامة.
ووفق أحدث الإحصائيات فإن المعرض/ الحدث الدولي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، سجل قرابة 23 مليون زيارة قبل ختامه بثلاثة أيام، منها مليون زيارة تمت أيام الجمعة والسبت والأحد الماضية، وفقا لما صرح به محمد الأنصاري، نائب الرئيس للاتصال والمتحدث الرسمي لإكسبو 2020 دبي.
متعة وفكرة
ولأن التجول داخل أجنحة الدول المشاركة في المعرض، يمثل متعة حقيقية، حيث يتعرف الزائر على الكثير من تاريخ هذه الدول وأبرز أوجهها الحضارية، حرص فيها جمهور الزائرين على زيارة هذه الأجنحة وتكوين فكرة أكثر من رائعة، تساهم في تعزيز ثقافة الصداقة والتسامح والتشارك الإنساني في جميع المجالات.
المشترك الخليجي
ومع فكرة الأجنحة المنفردة لكل دولة، برز جناح مجلس التعاون الخليجي بكونه يضم دول المجلس الست ـ رغم وجود اجنحة خاصة لكل دولة ـ إلا أن الجناح المشترك لدول مجلس التعاون تميز بكونه إطاراً جامعاً يميز هذه الخصائص والمعالم المشتركة جغرافياً وثقافياً وحضارياً وشعبياً.. تحت سقف واحد.
وبجرد دخول الزائر للجناح، يخطف نظره بريق جدار كبير يعيدنا زمنياً للعام 1981 ـ تاريخ تأسيس المجلس ـ فنقرأ معا قصة بداية “التعاون” بين دولنا الخليجية الست، وأهم خصائصها المشتركة.
وحين تنتقل إلى ركن الاستقبال، تبهرك حسن الضيافة المعهودة، والتي هي صفة أصيلة من صفات مجتمعنا الخليجي ـ تبدأ بعد حميمية الاستقبال بالقهوة الخليجية التي تمتاز عن القهوة العربية بوجود البن والبهارات مثل القرفة والهيل والمحضرة خصيصاً بجهاز من اختراع المبتكر السعودي منصور بن عبدالعزيز آل داوود، والذي حصل به على براءة اختراع من مكتب براءات الاختراع بالأمانة العامة لمجلس التعاون، إضافة إلى كيس خاص يحوي العديد من الهدايا التذكارية.
بعدها عندما تنتقل لممر زُين بـ 41 مركب صيد خليجي أبيض يرمزون إلى عمر المجلس، تعمقها أكثر من 400 مركب صيد ذهبي، ترمز لعدد إنجازات المجلس، ولا ننسى بانوراما تصويرية عبر الكثير من الصور التذكارية من اول اجتماع للمجلس حتى اخر اجتماع اقيم في قاعة المراية في العلا.
قاعة الربط والتكامل
و ما إن تنتهِ من الممر الذي يربط حاضرنا الخليجي بماضينا التراثي، يرَ الزائر نظرة مستقبلية متفائلة، تجسدها عدة مشاهد، أولها في قاعة سميت بـ”الربط الكهربائي والتكامل البيئي” تشرح الخطة التي وضعت لتأمين الاحتياجات المتزايدة لدول المجلس من الكهرباء، من خلال 4 خطوات رئيسية، ثلاثة منها توضح كيفية إنجاز ثلاثة، وهي:
1)إانشاء أبراج ربط كهربائي بين الكويت و السعودية و قطر و البحرين وقد تم إنجازها عام 2001.
2) خطوة ربط الامارات مع سلطنة عمان.
3) ثم في عام 2009 ربط المرحلتين ببعضهما البعض.
4) أما الخطوة الرابعة، فكانت عن عملية التوسع في ربط التيار الكهربائي مع الدول المجاورة مثل العراق والاردن ومصر اليمن ـ إن تحسنت الأوضاع فيها ـ ومن ثم مع أوروبا والهند عن طريق كابلات بحرية مثل المستخدمة في مشروع الربط مع البحرين.
ولعلنا هنا نتذكر ما حدث عام 2015، من انقطاع للكهرباء في الكويت، ليصلها الإمداد خلال 15 دقيقة فقط من قطر، ليتم بعدها تطوير المشروع لتصل الكهرباء في حال انقطاعها خلال ثوانٍ معدودة.
وأيضاً، في العالم الماضي انقطع التيار عن بعض مناطق عمان بسبب الأعاصير وجرى الامداد من الإمارات وخلال ثوانٍ أيضاً.
خليجنا واحد
ثم يأخذنا الجناح لأكبر قاعة به، والتي تميزت بتصميمها كمساحة لعرض إحصائيات عن مجمل الاتفاقيات بين دول المجلس، من أبرزها قطار الخليج الذي سيصل دول المجلس بسكة حديد تعزز التواصل والتبادل الاقتصادي بين دول الخليج، وكذا اتفاقية المواصفات و الحماية.
في وسط القاعة، يأخذك منظر مساحة من الرمال، يتدلى فوقها قضيب معدني ربط بـ 6 حزم من الأسلاك تمثل الدول الست، يفاجئك القضيب المعدني بكتابة عبارة “خليجنا واحد” مع أسماء دول المجلس على الرمال عن طريق المجال المغناطيسي تتكرر كل 6 دقائق بطريقة أكثر من رائعة.
قبل أن نغادر المعرض، لا بد أن نختم الجولة بختم ما يعرف بـ”جواز اكسبو” عند بوابة الخروج.. إيذانا بنهاية الرحلة الممتعة..
الوجه ملئ بعلامات الانبهار.. والوجدان يكتظ بكثير من الدهشة.. ومعهما التفاؤل بمستقبل هذه المنطقة والازدهار لشعوبها.