حين تعدهم فقط
غدر.. خيانة.. حسد.. إنكار الجميل.. عدم رد معروف.. إلخ
كل هذه الأوصاف أسمعها وأراها عندما أتبادل أطراف الحديث مع الطيبين أمثالكم، أو عند تقليبي مواقع التواصل الاجتماعي عند الحديث عن الأصدقاء والأصحاب، فكم من قصة أعرفها يكون طرفاها إخوة أو أكثر من ذلك انتهت بالغدر مثلًا !..
لكن لو سألنا هل الغدر وإنكار الجميل هي سمة العرب الغالبة أم الوفاءP سنجد قصصًا ومقولات وشواهد تدعم الجانبين، ففي السمات الأولى قالت العرب: اتق شر من أحسنت إليه
وقال قائلهم إن المستحيلات ثلاثة: الغول والعنقاء والخل الوفي
وفي الشعر الشعبي قيل:
يا كثرهم كثراه صدقان الصحن
ويا قلهم والوقت ينفخ جمرته
نعم هم كثيرون فقط عندما يتعلق الأمر بالسماط والبطن.
وقيل في الأمثال القطيفية الدارجة “ما ياكلك إلا دود بطنك”، والمقصد من هذا المثل البليغ أن أقرب الناس لك هم أعلمهم بكيفية الإضرار بك ضررًا بليغًا وحتى النهش من جسدك.
وقد رأيت فيديو قبل فترة عبر أحد مواقع التواصل للمثل السوري المعروف حسام تحسين بك يقول أنه وبحكم خبرته في الحياة التي تجاوزت الثمانين عامًا أنه لا وجود لأصدقاء حقيقين والموجودين هم معارف وزملاء فقط!
وفي مقطع فيديو آخر ظهر فيه رجل يعمل رجل أمن في أحد المواقع شارف عمره على الستين عامًا يحكي ملاحظته قائلًا إن زوار هذا المكان ممن هم في سن العشرين يأتون لزيارته على شكل جماعات ما بين السبعة والثمانية، وأن الزوار الذين تكون أعمارهم فوق الثلاثين يكونون ما بين الإثنين والثلاثة، أما أصحاب سن الأربعين وما فوق فيأتون فرادى دون رفقة أو أصدقائ!!
أخيرًا صدق من قال إن رسائل الغرباء جبر خواطر، ولعمري أنه أصاب كبد الحقيقة، فكم كلمة من غريب كانت ماءً باردًا على القلب، وكم من رسالة من صديق إلكتروني افتراضي مجهول أضحت بلسمًا لجرحٍ بحث صاحبه عن علاج له عند الأقربين الذين يمرون على بابه صبح مساء فلم يجد..!
وأختم بالشطر المعروف للشافعي
وما أكثر الخلان حين تعدهم
ولكنهم في النائبات قليل
علي العبكري