الإعلام الإلكتروني في القطيف.. من المنتديات إلى الصحف المرخّصة الحوارات المفتوحة تطوّرت إلى صحافة وتطبيقات تلاحق الأخبار

القطيف: صُبرة

بحصول الزميلة صحيفة “خليج الديرة”، هذا اليوم الأحد، على ترخيص وزارة الإعلام؛ تكون محافظة القطيف قد حصلت على تشكيلة إعلامية إلكترونية تؤهلها للعب دور إعلامي مسؤول تحت مظلّة رسمية، ممثلة في وزارة الإعلام الجهة المشرفة على الإعلام الوطني.

وقد بدأ الإعلام الإلكتروني في المحافظة مع بداية دخول الإنترنت في المملكة عام 1997م، مصطبغاً ـ أولاً ـ بظاهرة المنتديات الإلكترونية التي نشطت في صنع بيئة “حوارات” مفتوحة، وإيجاد وسائل نشر مكثّف بمضامين اجتماعية وثقافية ورياضية، في خروج على احتكار الإعلام الورقي الذي يضع نقاط مراجعة كثيرة قبل النشر.

من المنتديات

في عالم المنتديات الإلكترونية؛ لم يكن الأمر يحتاج إلا إلى جهاز حاسب آلي وبريد إلكتروني، وهما كل ما يحتاجه أي فرد لتسجيل عضوية في أي منتدى، بأي اسم، ومن ثم كتابة ما يريد ونشره. ووسط مناخ مطلع الألفية وجد كثير من “أعضاء” المنتديات فرصاً مفتوحة للتعبير عن الرأي، ونشر النصوص، ومناقشة القضايا، حسب ظروف تلك المرحلة الاجتماعية والسياسية.. والإلكترونية أيضاً.

ما صنعته منتديات الحوار، في مرحلتها، هو كسر حواجز كثيرة بين الناس، إذ لم يعد أحدٌ في حاجة إلى من يتفضّل عليه بنشر قصيدة أو قصة أو مقال في صحيفة تحذف وتغيّر في كل نص حسب سياستها الرقابية. صار الرقيب الحقيقي هو من يكتب ومن ينشر، مع وجود مشرفين قد يتدخلون لتدارك التجاوزات بحذف المنشور، أو تحريره، وربما حذف عضوية الناشر؛ إذا تخطّى الخطوط الخطرة..!

وبقدر الحرية الواسعة؛ كانت منتديات الحوار تفتقر إلى قيمة مهمة؛ هي “النقاب” الذي حرص أكثر الأعضاء على ارتدائه باستعمال أسماء مستعارة وكُنى وألقاب، وهو ما أثّر في مصداقية الحوارات والتفاعلات. مع ذلك؛ يُحسب لبيئة المنتديات تدريب المجتمع على التواصل الاجتماعي الجديد، والتعبير عن الرأي، وتبادل المعلومات، والتمهيد لمرحلة لاحقة من الاستعمال المفتوح لشبكة الإنترنت.

انتشرت المنتديات انتشار “الدكاكين”، في كلّ بلدة منتدى أو اثنان، وربما ثلاثة أو أربعة.. في بلدة العوامية ـ مثلاً ـ كان هناك منتدى “الديوانيات للحوار” إلى جانب “شبكة الرامس”، وفي جارتها القديح “شبكة القديح الثقافية” و “قديحيات”، وفي مدينة سيهات “الساحل الشرقي” و “خليج سيهات”.. ويُتوقَّع مثل ذلك من كل مدينة وقرية في محافظة القطيف.

راصد الإخبارية

وبُعيد انتشار المنتديات وتحوّلها إلى واقع اجتماعي جديد؛ ظهرت صحيفة إلكترونية مستهدفة القطيف والأحساء تحديداً، ومركّزة على قضايا محددة توجّس منها كثير من أبناء المجتمع الذين لاحظوا فيها امتداداً لنشاط سياسي سابق عُرف خارج المملكة.

كانت “راصد” صحيفة بلا ممثلين واضحين في المجتمع. بل إن الذين أشارت إليهم الأصابع بصفتهم من يحرر وينشر مواد؛ كانوا ينكرون انتماءهم إليها. ولم يُعلن أي أحد اسم المسؤول عن النشر فيها، ولا هيكل التحرير. إلا أنها ـ من الناحية المهنية ـ قدّمت صحافة جديدة لم تكن معروفة في القطيف. ونشرت أخباراً وتقارير من القطيف والأحساء بطريقة صحفية حقيقية، على الرغم من أن كثيراً من محتواها لم يكن من النوع الذي يمكن نشره في الصحافة السعودية.

كما خصصت مكاناً لرصد الأخبار السعودية المحلية ذات المغزى الخاص برسالتها السياسية، وخصصت مكاناً آخر لالتقاط المقالات التي تنشرها الصحف السعودية ـ او الخارجية ـ لكتاب ومثقفين من القطيف، علاوة على المقالات المنشورة في الصحافة السعودية المنتقاة بعناية سياسية واضحة.

التوافق

كانت “راصد” تعبّر عن لون سياسي ديني واضح، وقد انفردت بالساحة لسنوات، ولعلّ ذلك ما دعا إلى تأسيس صحف أخرى ذات لون ديني متباين سياسياً مع “راصد”. هناك محاولة سعى إليها رجل دين معروف بالاتجاه المحافظ، وقد سعى إلى الاستعانة بصحافيين من المحافظة لتأسيس المشروع، لكنّه سرعان ما تراجع مكتفياً بموقع إلكتروني دينيّ صرف.

في أثناء ذلك ظهر موقع “التوافق” ـ في شكل صحفي ـ ربما ليحدث توازناً، أو منافسة. ويمكن القول إن الصحيفة الأخيرة التي لم تُعمّر طويلاً، لم تكن ذات حرفية عالية، بيد أنها وفّرت محتوىً صحافياً اجتماعياً تابعه الناس في القطيف، خاصة مع مسحة التدين الذي اتصفت به في مضامينها الصحفية.

وقد توقفت “التوافق” عن الصدور في 2011.

فرسان الرياضة

تأسست الصحيفة أولاً كموقع إلكتروني باسم “شبكة القطيف الرياضية” سنة 2008م، على يد مهتمين بالرياضة في القطيف، هم: مرتضى العلوي ووهب العيسى، ومحمد الشيخ. ثم دخلها صحافيون رياضيون آخرون لاحقاً، إلى أن تولى الشيخ قيادتها. ومنذ إطلاقها تخصصت في متابعة الأحداث الرياضية في محافظة القطيف بالدرجة الأولى. كما نشطت في تنظيم حفل سنوي لتكريم الرياضيين المُنجزين في المحافظة. وفي نوفمبر 2020 تغيّر اسمها إلى “فرسان الرياضة”، وحصلت على الترخيص الرسمي من وزارة الإعلام. ووسّعت نطاق نشاطها ليشمل الرياضة السعودية.

بث الواحة

يُمكن القول إن صحيفة “بث الواحة”؛ هي أول صحيفة إلكترونية تصدر من القطيف بترخيص رسمي من وزارة الإعلام. تأسست أولاً في صيغة “برودكاست أخبار القطيف”، وأسّسها ستة شبّان في المحافظة، ثم تطورت إلى صحيفة إليكترونية باسم “بث الواحة”، وحصلت على الترخيص مع بداية ترخيص الصحف الإلكترونية في المملكة سنة 1432هـ. وقد ترأس تحريرها الزميل بشير التاروتي.

سعوديات نت

في السنة ذاتها؛ أسّست الزميلة نوال اليوسف صحيفة “سعوديات نت”، وحصلت على ترخيصها في مدينة سيهات. واليوسف صحافية سعودية بدأت أوائل التسعينيات في صحيفة “اليوم”، واستمرّت فيها إلى ما بعد تخرجها من الجامعة، وكانت “سعوديات نت” تهتم بالشؤون المحلية، وبالشأن النسائي.

وكانت اليوم تقوم بكل العمل الميداني والمكتبي بنفسها تقريباً، إلى أن توقفت الصحيفة عن الصدور لاحقاً، بعد التحاق مالكتها بوظيفة حكومية.

الخط الإلكترونية

بعد ذلك؛ صدر تطبيق “القطيف اليوم”، التي ركّز عمله على تطبيق إلكتروني، وقد حصلت على ترخيص باسم “الخط” مماثل لترخيص “بث الواحة” في السنة نفسها. وترأس تحريرها الزميل ماجد الشبركة الذي شكّل فريق عمل نشطاً في رصد الأحداث والتركيز على الأخبار، وتقديم خدمة الوفيات بشكل شامل في محافظة القطيف.

وقبل قرابة 6 أشهر جددت الصحيفة ترخيصها في وزارة الإعلام باسم “صحيفة الخط الإلكترونية”، محتفظة باسم تطبيقها الذي شكّل هويتها “القطيف اليوم”.

جهينة

ظهرت صحيفة “جهينة” ـ أول مرة ـ في 15 أكتوبر 2011؛ وقد استقبلها المجتمع باستغراب من الاسم. إلا أن القائمين عليها قصدوا بيت الشعر العربي القديم الذي أخرج مثلا يقول “وعند جهينة الخبر اليقين”. وتعمل الصحيفة في الأخبار والتقارير والتحقيقات، وتركز على الفيديوهات الخبرية، عبر موقعها وتطبيقها الإلكتروني. ويرأس تحريرها الزميل زهير عبدالجبار.

خليج الديرة

كان “خليج سيهات”، اسماً لمنتدى حوار تأسس في مدينة سيهات سنة 2003، ثم تطوّر المنتدى إلى موقع إلكتروني إخباري، وتشكّل له مجلس إدارة، وفريق تحرير، وقد ركّزت عملها المؤسسي على مدينة سيهات. وفي العام الماضي؛ قدّمت أوراقها إلى وزارة الإعلام، وهذا اليوم صدر ترخيصها الرسمي باسم “خليج الديرة”، برئاسة تحرير الزميلة معصومة المقرقش.

صُبرة

صدرت “صُبرة” تجريبياً في 1/1/2018م، بعد تأسيسها بشراكة تجارية بين حبيب محمود وأمل سعيد. وبرأس مال صغير انطلقت الصحيفة، وحصلت على ترخيصها الرسمي بعد قرابة العام من صدورها. وتضم الصحيفة فريق عملٍ صغيراً، لكنّه يركز عمله على صناعة المادة ومتابعة الأحداث. ويرأس حبيب محمود التحرير، فيما تتولى أمل سعيد إدارة التحرير، وليلى العوامي سكرتارية التحرير.

تطبيقات إلكترونية

إلى جانب الإعلام المؤسسي الواضح؛ نشطت في القطيف وسائط إعلام متعددة، عبر تطبيقات إلكترونية ومواقع خبرية منتشرة في البلدات والقرى، وكثيرٌ منها محدود الاستهداف، وذو طابع إعلاني، وخاص بنطاق البلدة أو القرية. ويبدو أن مستقبل هذه التجارب الصحافية سيواجه مشكلة التنظيم الجديد الذي صدر عن هيئة المرئي والمسموع في وزارة الإعلام الذي يفرض الحصول على تراخيص رسمية من الوزارة.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×