ندوة “إثراء” تُثير أسئلة الإعلاميين: من هو الملك..؟ المحتوى..؟ أم الجمهور..؟ عصر الـ "ميثافيرس" يفرض تحدّياته.. ولا غنى عن العنصر البشري
الظهران: أمل سعيد
من هو الملك..؟ المحتوى.. أم الجمهور..؟ هل الإعلام سلطة..؟ أم سلعة..؟ هل يعمل الصحافيون من أجل إرضاء الناس..؟ أم من أجل محاولة إحداث أثر فيهم..؟ هل اختلفت رسالة الإعلام مع اختلاف التقنيات الإعلامية..؟ ما علاقة الأهداف الكبيرة بـ “الترند” الذي تراجعت “قامات” إعلامية فيه، وتقدّم مشاهير السوشيال ميديا ذوو المحتوى الساذج..؟
الأسئلة؛ كانت أكبر من الإجابات التي طُرحت في أمسية “الإعلام في عصر الميثافيرس
التي استضافها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” مساء البارحة في موقع أول بئر نفطي سعودي..!
الأمسية دُعيت “صُبرة” إلى حضورها، وفي مدرج الجمهور جلس إعلاميون مخضرمون قبالة منصّة شغلها إعلاميون شبّان. من الجمهور محمد التونسي، الصحافي المشاغب الذي كان واحداً من محرّكي الرأي العام، وترأس تحرير ثلاث صحف مؤثرة: الاقتصادية وعكاظ السعوديتين، والرؤية الإماراتية، إضافة إلى إدارته مكاتب إم بي سي في المملكة.
ومن الجمهور خالد المالك، رئيس تحرير “الجزيرة”، ورئيس مجلس إدارة الصحفيين السعوديين، ومن الجمهور خالد السليمان، والدكتور علي الرباعي، وقائمة طويلة من إعلاميين خاض أكثرهم تجربة الإعلام لعشرين سنة فأكثر..!
على المنصة
وعلى المنصّة؛ جلست رئيستا تحرير: لمى الشثري رئيسة تحرير مجلتَيْ “سيدتي” و “الجميلة” السعوديتين، ومينا العريبي رئيسة تحرير “ذا ناشونال” التي تصدر من الإمارات العربية المتحدة، وقد شاركت عن بُعد.
إضافة إلى الدكتور أحمد الزهراني رئيس قسم الصحافة والإعلام الرقمي في جامعة الملك عبدالعزيز، وهاني الغفيلي المستشار والمختص في الإعلام الرقمي.
نقاش متحضر
والندوة؛ كانت أشبه بليلة نقاش متحضّر وهاديء، إلا أنه تساءل حول من ينتزع السلطة ممن، وبين المحتوى والجمهور ظل الحديث محيراً، جاذباً إلى نهاية الوقت المتاح للكلام.
بدأت الأمسية بكلمة لعبدالله الراشد مدير مركز “إثراء”، وهي كلمة تعريفية تحدّثت عن المكان “إثراء”، وسبب اختياره للأمسية، ودور الإعلام “يأتي لقاء إثراء الإعلامي تأكيداً على أهمية الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في رسالة الثقافة، التي هي محور مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، هي إحدى الركائز نحو الإبداع المتجدد وإثراء المجتمع”.
وقال “كما يأتي هذا اللقاء تبياناً لأهمية مد جسور التواصل مع الجهات الإعلامية والقائمين عليها، عرفاناً بكل ما قدمتموه وما قدمته المؤسسات الإعلامية المتعددة، ويوجد بينكم من كان شاهداً على خطوات المركز الأولى”.
وأكمل الراشد “يتساءل البعض عن أهمية هذه اللقاءات، لنجمع فيها أقطاباً شتى من الإعلاميين من مختلف الجهات والمنصات المتنوعة؟
وأنا هنا لأجيبكم: ما كان لإثراء أن يصل إلى نصف مليون زائر في عام واحد، رغم جائحة كورونا لولا الدور الكبير الذي يتنامى يوماً بعد يوم لوسائل الإعلام، وما تقدمه من تغطيات متعددة، فهي التي أبرزت الجهود العظيمة التي تقف وراء تصميم هذه البرامج، والتي تفوق 8 آلاف برنامج سنوياً”.
المتغيرات التقنية
حين جاء دور الحديث الذي أدارته مذيعة قناة العربية أمل فهد؛ كان الزمام الأول بيد المستشار الإعلامي هاني الغفيلي الذي شغل فقرته الأولى للحديث عن هم التغيرات المتسارعة في التقنية وتأثيراته على مجال الإعلام”..!
وقال “فضاء الإعلام يتغير يوماً بعد يوم، وسابقاً كانت الصحف الورقية الإذاعات، القنوات التلفزيونية، وبعدها الإعلام الرقمي في تحولاته ووظائفه، ونحن اليوم في مرحلة الإعلام التكميلي، حيث إن سلوك الناس في تلقي المعلومات تغير، وطريقة تلقي المعلومات أيضاً تغير، فأصبحت أبرز سماته السرعة، والاختزال، وأصبح المتلقي بصرياً أكثر”.
أضاف مسترسلاً “سلوك الناس أجبر وسائل الإعلام على أن تتغير في طريقة تعاطي المعلومة وإيصال الرسالة، وأصبح الإعلام هو من يبحث عن الناس، وتغيرت المعادلة، فكان لزاماً على الوسائل الإعلامية أن تواكب تطلعات المتلقين”.
يؤثر في الآخر
بعد الغفيلي؛ ركّز رئيس قسم الصحافة والإعلام الرقمي في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور أحمد الزهراني، عن علاقة الناس بالإعلام “التأثير متبادل بين الناس والإعلام، فكلاهما يؤثر في الآخر”.
وأشار إلى أن “الميتافيرس موجود في المعامل منذ السبعينيات كمسمى، وأول ما وردت هذه الكلمة كان في رواية مسرحية، تحت مفهوم الاستغراق، وهو ميزة أساسية في الإعلام الغربي والذكاء الاصطناعي، والحصول على مفاهيم جديدة في صحافة الاستغراق والروبوت والواقع المعزز وغيرها من الأشياء التي لها علاقة بالتطور”
أما عن الإعلام العربي؛ فقال “ما زلنا نتابع، سواء في استهلاك الانترنت أو استهلاك التطبيقات والأخبار، وبالتالي هناك تأخر في الوصول”.
الميتافيرس
الميتافيرس شغل أيضاً رئيس تحرير صحيفة ذا ناشوينال مينا العربي التي شاركت عن بُعد من الإمارات العربية المتحدة.. وقالت “في عالم الميتافيرس يوجد عنصر مهم جداً، هو عنصر المال، وقد سمعنا أن فيسبوك ستصرف ما يوازي ١٠مليارات دولار في الميتافيرس، وهناك بعض الوكالات الإعلامية تعمل على الإعلان في عالم الميتافيرس، لذا فإن وسائل الإعلام تعاني من شح الإعلان، ليس فقط في الصحافة الورقية والتقليدية وإنما حتى في الوسائل الرقمية، ولهذا السبب نتوقع أن بعض المؤسسات الإعلامية الكبيرة ستحاول أن تنتهي قريباً”.
واستدركت العريبي “لكن حتى الآن عالم الميتافيرس يبدو أنه محدد للترفيه (ألعاب الفيديو)، وفي التواصل البشري الرقمي عبر الأفيتر أو الشخصيات الرقمية”.
تمكين الكفاءات
رئيسة تحرير مجلة سيدتي ومجلة الجميلة لمى الشثري؛ كانت جالسة إلى أقصى يسار الجمهور في المنصة، وقد تحدثت عما ينقص العالم العربي، وتحديداً المملكة، لمواكبة هذا التغيير المتسارع في المتغيرات التقنية..
قالت “ما نحتاجه هو تمكين الكفاءات لتواكب التطور والتحول الذي نعيشه الآن، ولا بد أن يمتلك الصحفي أو المحرر كل المهارات الرقمية التي تجعله قادراً على صناعة محتوى جذاب لفئة الشباب، حيث إن هذه الفئة تمثل ٥٠٪ من سكان الدول العربية، لذا لابد أن نتمكن من هذه المهارات والقدرات لنصنع محتوى منوعاً يشمل المنصات المختلفة، سواء منصات التواصل الاجتماعي أو المواقع الإلكترونية”.
المحتوى هو الأساس
وفي الحديث عن المحتوى قال الغفيلي “المحتوى هو الأساس، فالصحيفة (الورقية) وسيلة، وما زال الورق يُتداول، ومازالت دور النشر تطبع، وما زال الناس يقرؤون، ومازالت معارض الكتب تعجّ بالناس.. إذن المشكلة ليست في الوسيلة، المشكلة في آلية كتابة المحتوى من خلال هذه الوسيلة. لذا يجب التركيز على المحتوى، والتواصل مع الناس بطريقتهم وأسلوبهم، وبما يرغبون”.
وأضاف “الإعلام مبني على المصداقية والمهنية، والسرعة شيء مكمل، وللمهنية الإعلامية دور كبير لتصل المعلومات الموثوقة للناس”.
من هو الجمهور..؟
وعن كيفية مواكبة المتغيرات التي حدثت في العالم الإعلامي قالت العريبي “دور الصحافة الدقة في جمع المعلومات والحصول على ثقة المصادر وثقة القارىء، والفكرة كيف نوصل هذه المعلومات والرسائل الصحفية والمهنية إلى أكبر عدد من المتابعين؟
وطرحت العريبي تجربة “ذا ناشونال”.. قائلة “من بين الخطط التي وضعناها في إعادة إطلاق ذا ناشونال: معرفة من هو الجمهور؟ وأشارت إلى واقع التواصل الاجتماعي في عالم اليوم، فـ “هناك 300 ألف تغريدة عبر تويتر في الدقيقة، ومليار شخص يستخدمون التك توك في عام 2021، فكان من الضروري تحديد من هو متلقي خبر ذا ناشونال..؟”.
أضافت “لذا استطعنا التركيز على كيف نصل إليه، ليس فقط من خلال الموقع الإلكتروني، وإنما أيضاً عبر المنصات المختلفة، فكثير من الأخبار قد تصلح لهذه المنصة ولا تصلح لتلك. ويبقى الأمر الأساسي هو الأخبار الحصرية والمراسلين الذي آمنوا بفكرة أن المعلومة الدقيقة هي أساس المصداقية على المدى البعيد”.
الجمهور هو الملك
الأمسية بلغت ذروتها حين تحدث الدكتور الزهراني عن المحتوى “كنا ننظر إلى المحتوى على أنه الأساس، وأنه الملك، لكن الوضع اختلف اليوم، وأصبح الجمهور هو الملك”. وأكمل “الشركات اليوم تهتم بعدد المتابعين، صاحب الشركة يطلب محتوى، لكن نوعية المحتوى لا تستطيع أن تحاكمها، فهو يبحث عن المتابعين، و “الترند” والجمهور لجذب المعلن، لذلك ففكرة أن المحتوى هو الملك تجاوزناها إلى أن الجمهور هو الملك، وهذا يؤثر على نوعية المحتوى”.
الفيك نيوز (fake news)
لمى الشثري ردت على سؤال مقدمة الأمسية حول: كيف يمكن للميتافيرس أن يحد من الأخبار الزائفة (الفيك نيوز)؟
وقد أشارت إلى استخدام التقنيات الحديثة في التصدي للأخبار الزائفة، بأن “يكون الإعلامي هو السبّاق إلى نشر الأخبار وربطها بأساس، كربطه بمسؤول ليعزز مصداقية الخبر، وثانياً: يصل للجمهور بطريقة أسرع عن طريق منصات التواصل الاجتماعي، وأيضاً تحسين شبكات البحث، بحيث يكون الخبر الصحيح ضمن النتائج الأولى للبحث عن المعلومة، بالإضافة إلى زيادة الوعي عند القارىء بالمنصات الموثوقة التي يأخذ منها الأخبار”.
رقمنة الإعلام
وفي الحديث عن رقمنة الإعلام والاستغناء عن العنصر البشري قالت العريبي “العنصر البشري مهم جداً في الإعلام، وخاصة في الحروب، وهنا نجد أن العلاقة بين المتابع والصحفي باتت كبيرة جدا، وأهم حتى من المؤسسة الإعلامية.
نعم للإعلام الرقمي دور كبير في نقل مباريات ربما، لكن القصص الإنسانية والمعرفة والتحقق فلا يمكن فيها الاستغناء عن العنصر البشري”.
وعن الأخبار الكاذبة أضافت العريبي “تقنيات التزييف تتكاثر وهناك تقنيات كثيرة للتدقيق، ومؤسسات دولية كبيرة تهتم بهذا الموضوع”، وهناك “دراسات دقيقة تقول إن الإنسان يثق في أقاربه وبأصدقائه وبالمصادر التي يعرفها شخصياً، ولذلك فإن الرسائل التي تصلك عبر “واتساب” هي أكثر خطورة لأنها تصلك من شخص قريب، وأصبح كل شخص منا ناشراً، لا أقول صحفياً، أو صانع محتوى”.
بشرية تماماً
وعن ثقة الجمهور قال الغفيلي “المؤسسات الإعلامية تملك مهنية وفلاتر للمواد الإعلامية، أما الآن فالعملية الإعلامية غالباً ما تدار بيد الأفراد، والتقنية ساهمت كثيراً في انتشار الشائعات، وسرعة تداولها، وفبركة الأخبار”.
وأشار إلى تجربة شخصية له قائلاً “في قروب “واتساب” العائلة وظيفتي فقط هي أن أنفي وأنفي للوالد والوالدة والأخوان، وأحاول أن أصحح بعض المعلومات”.
أضاف “إذا كنا نملك الوعي في هذا الجانب، كعمل مجتمعي، فنحن نساهم في تقليل انتشار عدد الشائعات، كما يجب أن تكون هناك حدود قانونية تطبق في حق المخالفين”.
الغفيلي وصف العملية الإعلامية بأنها “عملية بشرية، مهما تقدمت التقنيات الرقمية؛ ولا بد من وجود شخص عنده حس إعلامي، فلا يدار العمل الإعلامي بطريقة رقمية بالكامل أبداً”.
الشغف
وعن دور الإعلاميين في إنتاج إعلاميين مواكبين للتقنيات الجديدة؛ قال الدكتور الزهراني “أنا صحافي قبل أن أكون أكاديمياً، والكليات ليست مسؤولة عن تخريج الصحفي، وهي تعلمه الأساسيات والمهارات، لكن الصحافي ـ كي يكون صحافياً ـ لابد أن يكون ذا شغف”.
وأضاف “الإعلام تخصص متداخل مع تخصصات أخرى، وفعلاً لابد أن يكون الإعلامي اليوم قادراً على التعامل مع التقنيات الجديدة، وهذا موجود”.
وعن الاستغراق أشار إلى أن “الصحافة الاستغراقية هي أن يعيش الإعلامي بوجدانه وشعوره داخل الحدث وهو في مكانه، وهو جالس في غرفته، كنا نتكلم عن 3D، الآن نتكلم عما بعد الـ 3D”.
أضاف “تستطيع أن تجعل الحرب داخل صالة المنزل بجميع المؤثرات، فهي ليست فقط مشاهدة، وإنما هي شعور وإحساس وقد يتأثر نفسياً بشكل أكبر”. وأكد “الجيل الذي يتخرج اليوم سيكون قادراً على المواكبة، إن كان يمتلك الشغف”.
الميدان هو الاختبار
قبل 12 سنة أجرت مؤسسة كندية دراسة عن الصحافيين السعوديين، وتين أن 75٪ متعاونون، و٩٥٪ منهم غير متخصصين في الصحافة، ومع ذلك هم صحفيون ممتازون وبارعون في العمل الصحفي، وهذا لا يقلل من الخريجين، لذا نقول يجب أن تقوم المؤسسة الأكاديمية بدورها، ثم بعد ذلك الميدان هو من يثبت أن الشخص قادر أو لا”.
إعلامي بلا متابعين
عن هذه الجزئية تقول العريبي “المشكلة ليست في انتشار المحتوى، فليس كل ما يبث هو صحافة، وأكثر ما نراه هو محتوى ترفيهي، لكن المشكلة في الضغوطات الكبيرة على الإعلاميين والصحفيين في أن يكونوا شبه مشاهير عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهذه الضغوط تدفعهم للقيام ببعض الأخطاء، كأن يكشفوا عن معلومات بطريقة غير لائقة، في التواصل مع الجمهور، لذا يجب تدريب الإعلامي على كيفية التواصل مع الجمهور”.
أخلاقيات المهنة
وإلى هذا يشير الغفيلي أيضاً فـ “إشكالية البحث عن النجومية هي التي تحدد محتوى أكثر الأشخاص، لذا فمن يلتزمون الضوابط الإعلامية لا يلقون رواجاً، وعدد متابعيهم قليل جداً، بينما من يمتلكون ملايين المتابعين هم من ينشرون مواد ساذجة، لذا يجد الإعلامي نفسه بين المطرقة والسندان”، وعن صناعة المحتوى يقول “كل يوم تخرج لنا وسيلة جديدة من الوسائل الإعلامية، وهذا أيضا يؤثر على طريقة صنع المحتوى، فأنا كإعلامي يجب أن أصنع محتوى يناسب هذه الوسائل كي أبقى في الساحة، وهذه تحديات ضخمة جداً، لذا ففهم سلوك المتلقي مهم كي تستطيع أن تؤثر في المتابعين والجمهور”.
من مداخلات الجمهور
التونسي: المؤسسات مرجعيات
كلمة المحتوى لم نكن نألفها قبل ١٥ سنة، الآن تستخدم في كل عير ونفير، والحقيقة كل ما يصدر من الإنسان هو محتوى..
الذي لم نتطرق له ماذا نريد؟
أنا أبحث في وسائل الإعلام عن المعلومة الحقيقية، لذا فمرجعيتنا للإعلام المؤسساتي وليس الإعلام الفردي، نحن بحاجة لإعلام مؤثر يحترم عقول الناس وينصف المنجز، أيا كانً؛ إنسانياً، شعبياً، حكومياً.. لذا يجب أن نؤمن بالإعلام المؤسساتي الذي يأخذ على عاتقه، شاء أم أبى، المسؤولية، وكل ما يخرج عنه هو مسؤول”.
الرباعي: الإعلام سلطة.. لا ليس سلعة
الدكتور أحمد الزهراني؛ ذكر كلاماً خطيراً حين قال إن الجمهور أصبح هو الملك وهذا يعني أن الصحافة ستتحول من سلطة إلى سلعة. والتسليع في القيم، وفي مصادر المعرفة خطير جداً، على المستوى الوطني وعلى مستوى الوعي.
إذا كنا نريد فقط أن نلبي رغبات الناس، وإذا كنا سنذهب إلى رضى الجمهور من أجل زيادة العدد أو المداخيل أو الإعلان فهذا شيء خطير جداً، لقد كان الفلاسفة يتحدثون عن موت الإله والآن سنتحدث عن موت الإنسان، باعتبار أن الإنسان قيم، فإن دمرنا الإعلام أو التعليم أو بيئة المغذيات الراجعة التي تربي شخصية الإنسان، فقد دمرنا الإنسان نفسه.
ربما الجمهور يذهب للمسليات لبعض الوقت، لكنه في الأخير يبحث عن معلومة ومحتوى حقيقي. نحن بحاجة إلى كثير من الدعم، وعلى الحكومة أن تدعم الإعلام وتموله.
المالك: المحتوى هو الملك
يبقى المحتوى هو الملك، سواء في الصحافة الورقية أو الرقمية، وكل هذه الوسائل ما هي إلا مجرد أدوات لوصول المحتوى إلى المتلقي.