العثور على جثة محمد آل حبيل في أرض نائية غرب الدمام حسين وهادي يبعثان برسالتين إل ابيهما
القطيف: صُبرة
وقع ما لم يكن في الحُسبان، وتأكدت وفاة الشاب محمد حسين آل حبيل، بعد أكثر من 12 من فقده. وعثرت عليه الجهات المعنية في أرض نائية غرب مدينة الدمام، صباح اليوم الخميس.
وعلمت “صُبرة” من مصادرها أن شرطة غرب الدمام استدعت بعض أفراد العائلة وأبلغتهم بالخبر، فيما فتحت ملفّ تحقيق في ملابسات الوفاة الغامضة.
اقرأ أيضاً
[متابعة] وفاة محمد آل حبيل “غامضة جداً”.. وأسرته تتابع التحقيقات
“صُبرة” في منزل الحبيل مساء البارحة
والدته وزوجته وأطفاله: اشتقنا لك
سنابس: ليلى العوامي
في بلدة سنابس، لا صوت الآن يعلو فوق صوت الباحثين عن الشاب محمد آل حبيل، الذي دخل غيابه عن أسرته يومه الـ12 دون جدوى.
غياب محمد، وقلة المعلومات عن أسباب ذلك، صنعا علامات استفهام على وجه جيرانه وأصدقائه ومعارفه، بينما رسم علامات الخوف والقلق والترقب من المجهول، على وجه أفراد أسرته؛ أمه وأبيه، زوجته وأبنائه وأخوانه الذين استغلوا “صُبرة” بينهم، ووجهوا رسائل مناشدة، لا تخلو من دعاء إلى الله، بأن يعود محمد سريعاً إليهم.
وغاب محمد عن منزل، منذ فجر الأحد قبل الماضي، عندما ذهب لتلقي علاج من آلام القولون العصبي في أحد المستشفيات، ولكنه لم يعد إلى الآن.
لوعة الأم
بصوت هده الخوف والتوجس من المصير المجهول، وعينين تكادان تنطقان بلوعة الألم، دعت الأم الله أن يكون ابنها سالماً من كل مكروه، وناشدته العودة إلى أسرته وأبنائه. وتقول: “اشتقت كثيراً له، ولصوته الهادئ، واشتقت أكثر لعبارات الشكر لله، التي كان يرددها بصوت خافت في داخله”.
ووجهت الأم نداءها إلى ابنها الغائب عبر “صُبرة” وقالت “عُد يا ولدي”. ثم تلتزم الصمت، قبل أن تواصل الحديث قائلة “ويش أقول؟ تعبني غيابه”.
وتدخل الأم في نوبة صمت، لا تخلو من تفكير عميق في الغد إذا لم يعد ابنها محمد، ولكن سرعان ما تنفض هذا التفكير عن عقلها، وتدعو الله ثانية وهي تردد عبارة “الله يجيبه بالسلامة”.
رداء الصبر
وفي زاوية أخرى من المنزل، تلتحف زوجته “أم حسين” برداء الصبر، تترقب أي رنة هاتف، أو طرق باب، لعل القادم هو زوجها، وتدعو الله قائلة “يرجع إن شاء الله بالسلامه وينور مكانه”.
وتقول الزوجة “محمد لم يعتد الخروج عن المنزل، إلا لعمله، أو الإبحار مع إخوانه ووالدهم في عطلة نهاية الأسبوع”. وتتابع “من عادته ألا يغيب كل هذه المدة عن المنزل، وإن غاب، يتصل ويقول بأنه سيتأخر، ولكن هذه المرة تأخر كثيراً، وآخر ما قاله لي، سأعود قريباً”. وتلوذ الزوجة في صمت قصير، وتستدرك حديثها قائلة “لكنه لم يعد إلى اليوم”.
وعبرت الزوجة عن أملها في يعود الزوج في أي لحظة. وقالت “محمد لا يمكن أن يترك أولاده فترة طويلة، دون أن يراهم، فهم يمثلون له الحياة”. وتتابع “مستحيل أيضاً أن يترك أباه أو أخوانه يبحرون وحدهم.. يارب يكون بخير”.
وتتذكر الزوجة تفاصيل اليوم الذي غاب فيه زوجها “غاب عن المنزل فجر الأحد قبل الماضي، واستيقظت الساعة 5 فجراً، تعجبت من عدم وجوده في المنزل، فهو لم يذهب للعمل، ولم يخبرني بأنه سيدخل البحر مع والده وأخوانه، واتصلت عليه أسأله عن غيابه، فرد بكلمتين فقط “قليلاً وأعود”.
وتُكمل “كنت أتتبعه من خلال الجوال، وكنت أراه عند كورنيش سنابس حتى الثامنة صباحاً، وبعدها غاب عن الأنظار، ولم يعد إلى الآن”.
الابن يتصل على ابيه دون جدوى
وتضيف “أسبوع كامل وجواله يرن، ولكنه لا يرد، وهذا ما جعلنا نطمئن عليه قليلاً، وما أن فقدنا الإتصال به، وأغلق الجوال، حتى دخل الخوف في قلوبنا وبدأنا البحث عنه”.
وتضيف الزوجة “محمد إنسان مسالم ويحب الجميع، لذا، حينما فقدنا الإتصال به، بدأ الخوف يدب في قلوبنا، ما دفع أخاه الأصغر ليقول “أنا غير مطمئن عليه”. وعن علاجه من آلام القولون العصبي، قالت “محمد يتلقى علاجه في مستشفى المواساة”.
رسالة الأبناء
وبجانب زوجته، يتقوقع طفلاه الصغيران في صمت يدفع كل من يراهما على الشفقة عليهما، خاصة عندما بعثا برسالة إلى أبيهما الغائب، ناشداه بعفوية الأطفال فيها العودة سريعاً. وقال الطفل حسين “بابا متى بترجع؟ أريد أن أذهب للبحر معك، وأسوي لك عيد ميلاد كبير”. بينما قال هادي في رسالة مماثلة “بابا أرجع علشان تشتري لي السيارة والعجينة”.