حين فتحت “بوزي” مع نظام “أبشر”…!

حبيب محمود

لم تكد تمضي دقائق على تأكيد طلب الشراء، حتى وردت مكالمة من رقم جوال محلّي. طلب الشراء تمّ عبر حساب في تطبيق “فيس بوك”، ولم أضع في الطلب أكثر من اسمي ثنائياً، ورقم جوالي، واسم الشارع. وبما أن الدفع “بعد الاستلام”؛ فليس مطلوباً مني أكثر.

جاءت مكالمة الجوال المحلي الذي ينتهي بالأرقام 6380 بسرعة، ومن الطرف الآخر تحدّث شاب بلكنة سعودية، وقال إنه من نظام “أبشر”..!

هاااا.. فتحت فمي.. وقلت “تفضل”؛ فلم يوفّر الشاب الوقت قائلاً: أنت حولتَ مبلغاً مالياً قبل قرابة 10 دقائق…!

هااااا.. فتحت فمي أكفر؛ بالقطيفي. وحتى تكون الصورة قطيفية خالصة.. فتحت بوزي أكفر وأكفر…!

بالطبع؛ أجبتُ بالسلب.. وكلمة “لا” لا تحتاج إلى “تسكير البوز”. تحتاج إلى أن يرتفع رأس اللسان إلى ما قبل اللثة العلوية، مع قليل من هواء يحرك جزءاً من وترٍ صوتي في الحنجرة.. فقط..!

هنا سألني: معي الأستاذ حبيب..؟

“استانست” بلقب “الأستاذ” طبعاً، لكنّها “وناسة” تُجبرني على الكلام، ذلك يعني أن “فتحة بوزي” لا يمكن أن تستمر..!

المتصل باسم نظام “أبشر” يدّعي أنني حولتُ مبلغاً مالياً قبل 10 دقائق..!

يا “حجّي أبشر”؛ أنا لا أحوّل مبالغ مالية في عمليات شراء إلكتروني، حتى لو كان المتجر باسم المرحومة أمي. وما لم يكن “الدفع عند الاستلام” موجوداً؛ فإنني أصرف النظر عن أي سلعة؛ مهما كانت حاجتي إليها..!

ثم منذ متى يتصل نظام “أبشر” بالناس..؟ هذا الزعم في حاجة إلى 99 هاءً متشابكة، على طريقة الضحك الإلكتروني الذي تعوّدناه منذ دخولنا شبكة الإنترنت..!

نظام “أبشر” يتصل بالناس، ويسألهم عن تحويلاتهم المالية..؟

يبدو أن هناك “مغفّلين” كُثراً يمكن أن ينطلي عليهم هذا الزعم. فعلاً هناك من يصدّق مثل هذه الألاعيب، ويستجيب معها، ويُدلي بمعلوماتٍ لا يجوز الإدلاء بها. وخلال الأسابيع الماضية؛ نشرت “صُبرة” آحاداً من القصص الغريبة، أبطالها “نصابون” انتحلوا شخصيات مصرفية، وشخصيات حكومية، وشخصيات تجارية، واستولوا على أرقام موجعة…!

و “الشرهة” على من يستجيب لاستفسارات تحمل أسئلة لا يمكن أن يسألها أحد، غير النصّابين. والنصّابون مكشوفون، لكن الضحايا “عميان”، وبعض العمى لا يمكن تفسيره بالـ “جهل”، بل بالـ “غباء”..!

وأنا مثل غيري؛ تأتيني رسائل نصية تخاطبني باسمي الثنائي..! “هل كيف”؟ هل هناك شركة تخاطب “حبيب محمود” باسم “حبيب محمود”..؟ مخاطبتي بهذا الاسم؛ ليس لها إلا تفسير واحد؛ هو سرقة اسمي من بيانات جهاز جوال  يحمله “جاهل” أو “غبي”، ومن ثم مراسلتي..! أو الحصول عليه من طلب شراء مثل طلبي صباح اليوم..!

فكيف أتفاعل مع رسالة على هذا النحو؟ كيف أضغط على وصلة آتية من مجهول؟ بل حتى من شخص أعرفه دون تنسيق مسبّق..؟

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com