لمَّا هَويتَ هَوى الضَّمير..
أحمـد الخميس
مرثيةٌ للطفل المغربي ريان ذي الخمسة أعوام، الضحية الذي هوى في بئر مهجورة ومتروكة بلا ردم في مطلع الشهر الحالي، فبراير 2022، ولاقى حتفه في حادث مأساوي أليم، حبس أنفاس العالم كله لخمسة أيام متتالية، على أمل استخراجه حياً ولكن الأمل تلاشى بموته في ظروف قاسية، على إثرها ساد العالم جوٌّ من الحُزن والتأثر لهذه النهاية المأساوية المفجعة.
رَيـانُ..
يا زهر الجِنَـان
ويا أريج الإقحوان
رَيـانُ..
يا جُرحَ الطفولةِ
يا انكسار العنفوان
مَن أطفأ الأنوارَ
في عينيكَ
واغتالَ الأمَـان؟
هل راعَكَ
الجُبُّ السَّحِيق؟
أم أرعبتكَ
يَـدُ الزَّمَـان؟
كيف ارتَميتَ
بقاعـهِ؟ كيف
اتَّقَـاهُ السَّاعِـدان؟
كيف احتَملتَ
عَذابَـهُ؟ أوَّاهُ..
ما أقسى المكان!!
وصَدى أنينكَ
خافِتٌ والرَّوعُ
قد شَـلَّ اللِّسان!!
والجُوعُ يَنهشُ
والظَّما، والبَردُ
قد أوهى الجَنـان!!
والأمُّ لاذَت
بالرَّجـا، قد قِيلَ
أنَّ الأمـرَ هَـان!!
وأبوكَ
يُخفي حُزنَـهُ
وهما لفقدِكَ والِهَـان!!
لمَّا هَويتَ..
هَوَى الضَّمير
وكان ذاك الامتحان!!
وكأنَّ يُوسف
قِصَّـةٌ تَتـرى..
على مَرِّ الزَّمَـان!!
رَيـانُ..
كم حُلـمٌ تَردَّى
والطفولةُ لم تُصَان!!
رَيـانُ..
أطفالٌ هنُالكَ
يَبحثونَ عَن الأمَـان!!
رَيـانُ..
كم طفلٌ تَشرَّدَ
لم يَذقْ طعمَ الحنَـان؟
في لُجَّـةِ
النِسيَانِ كم غابوا..!!
وكم خابَ الرِّهَـان!!
أما الضَّميرُ
فنائِـمٌ، بالكاد
يَصحُو أو يَبَـان!!
مَنْ للضَّميرِ
يَهـزُّهُ ويكونُ
شاهدهُ العيَـان؟
رَيـانُ أبوابُ
السَّماءِ تَفتَّحت
فارقَ وحَلِّق في الجِنَان