سنابس.. العثور على جثة آل يعقوب يحرّك جرحين لدى أسرة جبران والحبيب فُقدا قبل أكثر من 13 سنة في البحر ولم يُعثر لهما على أثر
سنابس: شذى المرزوق
نهاية حزينة لقصة الغواص الشاب علي حسين آل يعقوب، الجثة المعثور عليها في مياه الموقع المعروف بـ “مرجان” له، بعد تعرف عمه عقيل آل يعقوب وخاله حسين آل بريه عليه. ومن المقرّر أن تُحال الجثة إلى الطب الشرعي، يوم الأحد المقبل، تمهيداً لتسليمها إلى ذويها، وإكرامه في مقابل تاروت.
القصة حزينة ومؤلمة، لكنّها قد تكون أقلّ ألماً من قصة شابين من بلدة سنابس نفسها؛ فُقدا في مياه بحر الخليج قبل 13 سنة، ولم يُعثر لهما على أثر منذ ذلك الحين، بل حتى قاربهما فُقد معهما.
ومنذ نهار الـ 24 من يناير الماضي؛ عاشت بلدة سنابس 11 يوماً بين الأمل والرجاء. الشاب المفقود في محيط المنطقة المعروفة بـ “مرجان” وسط الخليج؛ كان حديث الناس واسماً تعلق بدعائهم. وفجر اليوم الجمعة؛ تأكد عمّه عقيل آل يعقوب وخاله حسين آل بريه أن الجثة المعثور عليها في المنطقة نفسها تعود لابنهم المفقود.
خاتمة حزينة جداً، إلا أنها تبقى خاتمة معروفة، وتحرّك حزناً آخر لدى أسرتين في البلدة، هما أسرة جبران، وأسرة الحبيب، اللتان فقدتا شابّين لهما في ظروف صيد غامضة.
حسن جبران، حسن أحمد علي الحبيب.. صيّادان شابّان خرجا إلى الصيد في البحر، قبل قرابة 13 سنة. وبعد مضيّ الساعات المعتادة؛ لم يعودا إلى أهلهما. وقتها؛ بدأت عمليات بحث بحري مكثف بواسطة قطع جهاز حرس الحدود، واستمرّت عمليات البحث أسابيع طويلة، قبل أن تخفّ شيئاً فشيئاً، وسط يأس من العثور عليهما حيّين.
لكنّ المؤلم أكثر هو فقدانهما تماماً، هما وقارب الصيد الذي كان يستقلانه في مياه البحر. وقد انتهت القصة إلى خاتمة يائسة، ومضت السنوات، ودُفنت القصة في ذاكرة الناس.
وحين قفزت قصة المفقود علي آل يعقوب إلى انتباه الناس في بلدة سنابس؛ عادت القصة القديمة، وظهرت مخاوف من مصير مشابه لمصير الصيّادين جبران والحبيب. وجاءت أنباء العثور على آل يعقوب، فجر اليوم، لتذكّر أسرتين منكوبتين بجرحٍ قديم.
البحّار سعيد التاروتي؛ هو الذي سرد قصة المفقودين لـ “صُبرة”، وهو من أقارب الشابين، فالأول جبران هو ابن خالته، أما الثاني فهو ابن أخته. من خبرته في مخاطر البحر يُشير التاروتي إلى ما يسمّيه “وحشاً”، قاصداً البحر الذي لا يجوز التهاون معه، أو التساهل به.
حسب خبرة التاروتي؛ القارب المناسب، وجهاز جي بي إس والبوصلة؛ ليسا كلّ ما على الصياد أن يوفره.. البحر “وحش”، حسب قوله، والحذر منه يجب أن يكون على أعلى مستوى.
حديث البحار سعيد التاروتي؛ هو جزء من حديث مطوّل سوف تنشره “صُبرة” في وقت لاحق.
اقرأ أيضاً