سيرة الشيخ القديحي في ذكرى يوم وفاته بقلم سبطه

القديح: صُبرة

أعد الشيخ عبدالعظيم الشيخ سيرةً ذاتية لجده لأمه الشيخ حسين بن الشيخ علي البلادي القديحي، في ذكرى وفاته التي صادف مرورها أول من أمس الـ 13 من شهر ذي الحجة 1439، أي بعد مرور 52 سنة.

ذكرى العلامة حسين القديحي

( 1302هـ–1387هـ)

الشيخ عبدالعظيم الشيخ

اسمه ونسبه

هو الشيخ حسين بن الشيخ علي بن الشيخ حسن بن الشيخ علي ابن الشيخ سليمان البلادي القديحي.

يصل نسبه إلى الشيخ أحمد البلادي الأحسائي الشاعر الكبير المشهور.

ولادته

ولد الشيخ حسين (قدس سره) بمدينة النجف الأشرف في الثامن عشر من شهر شعبان من عام 1302ه. ووقتها كان ابوها الشيخ يذلب العلم هناك، وبعد اكثر من 35 سنة من الولادة صاغ  العلامة الشيخ فرج العمران (رحمه الله) تاريخا لولادته بقوله:

بـدر سـمـا العلـيـا زهــر

واستبشر الشرع الأغـر

بـمـولـد الحـسـيـن مَـن

قلب الهدى والدين سـر

وابـتـهـج الـكــون بــــه

إذ نـثـر عـطـره انـتـشـر

وأشــــرق الــزمـــان إذ

أرخ : « نجم قد ظهر »

من أحواله

درس مقدمات العلوم في القطيف على يد والده وبعض المشائخ، ثم هاجر إلى النجف الأشرف وتتلمذ فيها على يد بعض علمائها كالعلامة السيد محسن الحكيم (قدس سره)، ثم عاد إلى القطيف وحضر درس العلامة الشيخ محمد بن نمر، ثم عاد للنجف الأشرف ثانية فكان أحد طلبة المرجع الشيخ محمد رضا آل ياسين، والمرجع السيد أبو تراب (عبد الأعلى) الخوانساري. وقد ترك الشيخ (قدس سره) مدينة النجف الأشرف إلى مدينة الكاظمية المقدسة بناءً على نصيحة بعض الأطباء، وفيها حضر عند بعض الأعلام كالعلامة السيد حسن الصدر والعلامة الشيخ مهدي الخالصي.

هذا، كما انه تتلمذ على غيرهم.. والبعض ذكر تتلمذه على العلامة الشيخ آغا بزرك الطهراني وليس كذلك، كما انه لم يتتلمذ على العلامة السيد محمد باقر الشخص كما ذكر البعض.

هذا، وقد تتلمذ على يديه مجموعة من الطلبة في القطيف وفي العراق كالشيخ باقر الجشي والشيخ علي ابن الشيخ جعفر العوامي، والشيخ أحمد آل سنان، والشيخ جعفر ابن الشيخ محمد صالح آل طعان، وابنه الأستاذ علي.

وقد كانت الزعامة الدينية في القطيف في حياة المؤلف إلى جده لامه الشيخ أحمد آل طعان، ومن بعده إلى ابيه الشيخ علي، وبعد وفاته تعددت الزعامة الدينية، وكان له (قدس سره) زعامة دينية في القطيف، وقد حاز على شهادات اجتهاد من استاده الخوانساري ومن العلامة السيد محمد مهدي الخوانساري الكاظمي ومن العلامة الشيخ عبد المريم الجزايري، كما حاز على الكثير من الوكالات الشرعية لعددٍ من مراجع التقليد في عصره كالشيخ محمد رضا آل ياسين ، والسيد محسن الحكيم ، والسيد عبد الهادي الشيرازي، والسيد الخوئي وغيرهم.

إجازات الرواية

بالإضافة إلى شهادات الاجتهاد والوكالات أجيز بالروابة من العديد من العلماء، وبعضها إجازات مدبجة، كإجازته للعلامة السيد ضياء الدين الاصفهاني، وإجازة السيد له، ومثله العلامة الشيخ فرج العمران، فقد أجاز الشيخ وأجازه الشيخ، ومثلهما العلامة الشيخ نجم الدين العسكري.

كما أنه أجاز الكثير من العلماء والطلبة، وأكثر الإجازات التي له والتي صدرت منه ذكرت في كتاب ذكرى أبي، كما أن الشيخ ضياء سنبل ذكر منها مجموعة، ويشكل الجميع كتابا كبيرا، هذا، ومن المجازين منه:

– الشيخ محسن ابن العلامة الشهيد الشيخ عبد الله العرب البحراني.

– العلامة السيد رضي الهندي.

– العلامة السيد محمد رضا الخرسان.

– العلامة السيد محمد باقر الخرسان.

– العلامة الشيخ علي بن يحي القطيفي.

– الشيخ علي ابن العلامة الشيخ منصور المرهون.

من مؤلفاته

طابع مؤلفاته غالب في الادعية والأراد والوفايات والشعر، والكشاكيل، وقد نالت في القرن الرابع عشر عناية من قبل مؤسسة المصطفى ومن ابن بنت ابنه الشيخ ضياء سنبل، ومن ابني بنته الشيخ محمد الشيخ، والحقير صاحب هذه الكتابة، كما حققت بعض كتبه على يد غير المذكورين، وتزيد مؤلفاته على اربعين عنوانا، وأشهرها رياض المدح والرثاء، اما الكتب التي اعتنى بها الحقير فهي:

1 – الفوائد الندية.. تقديم وتعليق.. طبع محليا.

2 – مقتضى الزمان.. تقديم وتحقيق وتعليق. طبع في بيروت.

3 – سفينة المساكين.. تقديم وتحقيق وتعليق. طبع في بيروت.

4 – روح الجنان.. تقديم وتحقيق وتعليق. طبع في بيروت.

وفاته

توفي الشيخ حسين القديحي البلادي (قدس سره) في قرية القديح بالقطيف في ليلة الاثنين الثالث عشر من شهر ذي القعدة الحرام من عام 1387هـ ، ودفن في نفس اليوم وكان يوما ماطرا، وقد عتب مجموعة من المؤمنين على سرعة دفنه حيث لم يتمكنوا من حضور تشييعه، لبعد المسافة.

هذا، وقد أقيم له عزاء حافل واربعونة حافلة، كمارأقمبت له ذكرى مرور خمسة وعشرين سنة على  وفاته، وقد قال العلامة الشيخ عبد الحميد الخطي على لسان الفقيد:

من لصوتي من سامع في الوادي

لست أرضى بالنوح والتعداد

إن أردتم شكري وتخليد يجري

لمساع بذلتها وأيادي

فاملئوا ما تركته من فراغ

في القديح الحبيب بعد افتقادي

مؤلفات عن الشيخ

1 – ذكرى أبي للمرحوم علي الشيخ حسين، حققه الشيخ محمد الشيخ وطبع في بيروت.

2 – الحجة العلم القديحي لكاتب هذه المقالة، طبع محلبا.

3 – أنوار الكاظمين واجتهاد الحجة الشيخ حسين لكاتب هذه المقالة، طبع في بيروت.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×