سماح الغانم.. بين مركبين.. تعليم الدراما والإخراج المسرحي "جزيرة الأماني".. نصّ لعباس الحايك.. يؤدّيه أطفال اختارتهم بعناية

القطيف: ليلى العوامي

عقب اختيارها للمشاركة ضمن 8 مخرجين في مسابقة مسرحيات قصيرة في مركز “إثراء” تُركت لهم حرية اختيار النص. ووجدت سماح الغانم نفسها تختار نص “جزيرة الأماني” للكاتب المسرحي عباس الحايك، ليكون من بين 15 نصاً اختارتهم اللجنة المختصة، ولم يبق أمامها سوى البحث عن مواهب صغيرة تطلق معهم حلمها في خوض التحدي الشاق..

العمل سيعرض على مسرح “الرنين” في “إثراء” (مبنى الطاقة) إلى جوار 7 مسرحيات أخرى فازت في «مسابقة إثراء للمسرحيات القصيرة»، التي نظمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي في الظهران «إثراء»، في أغسطس 2021)، وهي: «المحطة» إخراج حسن آل مبارك، «إلى الأبد» إخراج إبراهيم يوسف الدوسري، «الأزرق» إخراج لنا قمصاني، «السقوط عن نص دافئ» إخراج محمد جميل عسيري، «أبو الأذنين» إخراج جميل شايب، «بستان البرتقال» إخراج كيلي وولدن، وأخيراً «القوطي العربي» إخراج حسين زبيري.

وتكوّنت لجنة التحكيم من: الكاتبة والمخرجة المسرحية سحر بحراوي والمنتجة المسرحية سهى خان والمخرج والكاتب عقيل الخميس.

المعادلة الصعبة

خطوة سماح الغانم الأولى في عالم المسرح خارج نطاق عملها في التعليم هو دراما في إحدى المدارس، وضعتها أمام اختبار صعب، كان عليها تجاوزه نفسياً خاصة في أول عمل إخراجي تقدمه في مجال مسرح الطفل، الذي يعتبره كثير من النقاد والفنانين من أصعب الفنون لأنه يحتاج إبداعا خاصاً يتوافق مع المرحلة العمرية، إضافة إلى اكتشاف المواهب الصغيرة والتعامل معها و”تدجينها” على خشبة المسرح، ومن ثم رد فعل الجمهور المتنوع.

عن هذه المعادلة الصعبة وكيفية التوفيق بين أضلاعها، تستهل سماح الغانم حديثها بالإعراب عن عشقها لمسرح الطفل كمقدمة أساسية قبل الإقدام على عمل كهذا، وتضيف أن اسم كاتب المسرحية وهو الفنان الكبير عباس الحايك، وحده كان كفيلاً بتسهيل مهمةً اختيار  نص “جزيرة الأماني” وبالتالي كان أمامها البحث عن أطفال مناسبين لخوض التحدي.

وتصف هذه المرحلة بالقول:  “كان التحدي  هو إيجاد نص مناسب وفي فترة زمنية قصيرة وبحكم عشقي لمسرح الطفل كان هدفي العثور على مسرحية للأطفال، ورغم محدودية وجودها في النصوص المقدمة  لكن رؤيتي لاسم الكاتب الغني عن التعريف عباس الحايك سهلت علي المهمة وبدون قراءة متمعنة للنص اخترته وأنا على ثقة تامة بجودة النص وبعدها بدأت رحلة البحث عن أطفال مناسبين لهذا التحدي الكبير بالنسبة لي كخطوة أولى في عالم المسرح خارج نطاق عملي في المدرسة كمعلمة دراما و المشاركات التي قدمتها في المناسبات الاجتماعية مع الجمعيات الخيرية النسائية”

حماس للتجربة وإشادة

وعن رد فعلها للتجربة، توضح المخرجة سماح الغانم، أنه بعد تقديم العرض في المسابقة وما لقيه من صدى طيب واشادة من المتسابقين والحضور من الوسط المسرحي بالمنطقة الشرقية  وثنائهم على العمل وردود الفعل الرائعة من الأطفال والأهالي ممن حضروا، تم التواصل معها من قبل فهد الدوسري (من قسم المسرح بـ”إثراء”) لتقديم عرض جماهيري، وتضيف: “الحمدلله قطعت  مع فريقي من الممثلين و المشرف العام المخرج والفنان ماهر الغانم ومساعد المخرج علي السنان شوطا كبيرا في تطوير العمل واستعداداتنا للمسرحية التي سيتم عرضها في يناير وفبراير قائمة والحماس كبير للقاء الجماهير المتعطشة لهذا النوع من الفنون بعد انقطاع دام سنتين بسبب جائحة كرونا و ندعو كل العائلات للاستمتاع معنا بهذه التجربة ولن يخيب ظنهم ان شاء الله”.

النشأة والتحدي

وعن تأثير نشأتها في أن تكون معلمة دراما وتتجه للإخراج المسرحي، استدعت الغانم ذاكرتها الأسرية، معتبرة أن ذلك لم يكن “تحدياً” كما قد يدور بذهن البعض، ولكن ظروف النشأة وترعرعها في عائلة فنية ـ حيث كان والدها أول ممثل سينمائي سعودي وشقيقها ممثل ومخرج وله سنوات طويلة من الخبرة في مجال المسرح وبعض أفراد أسرتها لهم الكثير من المساهمات الفنية في التلفزيون والمجتمع ـ ساعدها كثيراً في التعرف على فن المسرح، وقالت باعتزاز: “بدأت من مرحلة المدرسة في كتابة النصوص المسرحية والتمثيل والإخراج في مسرح المدرسة بدعم كبير من معلمتي زكية الناصر، وصباح الجشي اللتين كان لهما دور كبير في إثراء معرفتي وتشجيعي”. وتضيف: “بدأت التدريس قبل 6 سنوات 5 منها في تدريس مادة المسرح في مدرسة رند العالمية بسيهات ولإدارتها فضل كبير في دعمي و دخولي لمجال المسرح حينما لامسوا موهبتي في هذا المجال وقدموا لي فرصة التدريس كمعلمة دراما وقد استثمرت جزءًا كبيرًا من وقتي عبر السنوات  في التعلم والاطلاع على كل ما هو جديد  أكاديميًا في مجال الدراما والتدريس وفن المكياج المسرحي والانشاد والتلحين وكتابة النص حيث انني اردت ان اكون ملمة بكل ما يتعلق بالمسرح. وقد قدمت الكثير من ورش العمل في هذا المجال ولازلت اتعلم واحاول ان اطور نفسي دائماً”. وأشارت إلى أنها بدأت في الاخراج خارج نطاق المدرسة منذ عدة سنوات ولها مشاركات اخراج لوحات فنية في مناسبات اجتماعية نسائية، وعبرت عن سعادتها بالفرص المتاحة للمرأة السعودية في هذا التوجه .

يذكر أن “جزيرة الأماني” مسرحية قصيرة للكاتب عباس الحايك والمخرجة سماح الغانم وإشراف عام ماهر الغانم  وتمثيل  علي السنان ،حسن الغانم، ريان دعبل ، سلام الشيخ عبدالله الغانم ، ياسر الزاير.

أما الإضاءة فللفنانة هنوف الهنداس، وهندسة الصوت للمهندس  ميثم آل توفيق.

الغانم في سطور

  • ـ والدها أول ممثل سينمائي سعودي.
  • ـ شقيقها ممثل ومخرج وله باع طويل في مجال المسرح.
  • ـ لبعض أفراد أسرتها مساهمات فنية في التلفزيون والمجتمع.
  • ـ تعمل كمعلمة دراما في إحدى المدارس.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×