.. والقطيف تستحق أيضاً يا أرامكو
حبيب محمود
“من أعالي قمم جبال جازان، نواصل إحداث الفرق في حياة مزارعي البن، من خلال مبادراتنا في مجال المواطنة لتمكين المجتمعات ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة”..!
تغريدة نشرتها شركة أرامكو الليلة.. تغريدة وطنية يبصم عليها كلُّ مواطن على هذه الأرض الطيبة؛ بجبينه، لا بأصابعه فقط. جازان؛ ذلك الجزء الأخضر العالي والغالي من وطننا الكبير، تستحق الدعم، كل الدعم، من كل مواطن، ومن كل مؤسسة، ومن كلّ شركة. وشركة أرامكو هي “راعية لوّلَهْ”.
ومن حق مزارعي البن، في جازان، أن يحصلوا على ما يُحدث فرقاً في حياتهم. كما هو حال كلّ بقعةٍ من بلادنا.
وبعد هذه المقدمة لن أقول كلمة “لكن”.. بل كلمة “أيضاً”.
مزارعو القطيف يستحقون إحداث فرق في حياتهم أيضاً، وهم أقرب إلى مقرّ شركة أرامكو السعودية، من سواد طريق الظهران الجبيل السريع.
يستحقون لأنهم مواطنون بالطبع، ويستحقون لأن مساحتهم الإدارية؛ تحتجز منها شركة أرامكو السعودية أكثر من الربع. يستحقون لأن وطنهم يدعمهم بما يساعدهم على الاستمرار، تمثيلاً في جهود وزارة البيئة والمياه والزراعة.
يستحقّون لأن القيادة السياسية في الوطن؛ اعتنت بهم وذكرتهم بـ “الاسم” وشدّدت على الحفاظ على الرقعة الزراعية في محافظة القطيف التي يقطنون فيها.
ويستحقون لأنهم يتعبون كثيراً، ويكدحون طويلاً، وكثيرٌ منهم أفنوا أعمارهم بين “كر” و “محش” وعناء الريّ، ومشاكل “الصرف”، وتحديات العرض والطلب.
يستحقون لأن النخلة عندهم تأخذ تكلفة مالية أكثر مما تُعطي، فصاروا يهتمون بـ “البامية” و “الجرجير” أكثر من اهتمامهم بـ “الخلاص” و “الخنيزي”.
واحتهم ما زالت خضراء، وما زالت قادرة على العطاء، لكنّ أعباءهم كثيرة، وعرقهم قد يُهدَر في مزاد “سوق الخضار” في كلّ موسم، حتى يصل سعر “فلينة” السلعة إلى سعر السلعة نفسها..!
أرامكو قريبة منهم، إنهم موجود في قلب دائرة عملها، ويستحقون برنامج دعم، كما كانت تصنع الشركة في خمسينيات القرن الماضي وستينياته.
كلُّ بقعةٍ من بلادنا تستحقّ، والقطيف بقعة من بلادنا. فهل تضع الشركة مبادرة لها في هذا الجزء الغالي من الوطن..؟
لدى القطيف جغرافياً مشكلة عدم استطاعتها للتوسع لجهة الغرب اسوة بحاضرة الدمام فهي تجبرنا حسب الحاجة للنمو الديموغرافي للتوسع شرقاً على حساب رقعة البحر و شمالاً وجنوباً على حساب الرقعة الزراعية.