كيف تهيئ نفسك للمهام الصعبة

محمد حسين آل هويدي

بسم الله الرحمن الرحيم: … «59» وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ «60» … صدق الله العلي العظيم – الأنفال.

الإعداد والتخطيط من أهم الأمور لبلوغ المراد. ولكل مهمة نوع خاص من الإعداد؛ الحرب، صعود الجبال، الدراسة، البحث..إلخ. ولكن تبقى هناك مشتركات بين هذه الأمور، وإن اختلفت جوهريا.

ذات مرة، عزمنا على استغلال عطلة الربيع لزيارة الربع الجنوبي الغربي للولايات المتحدة الأمريكية بسيارتنا الصغيرة (سمارت). أمريكا قارة. وكثير من الأماكن خارج التغطية. في وسط العراء، تعطل جهاز الخرائط في السيارة. ولا سبيل لنا لمعرفة مكاننا في الطريق لأن التغطية الخلوية معدومة، وعليه لم نستطع استخدام هواتفنا الذكية. لم تكن عندنا خريطة ورقية. والشارع مقفر إذ لم نجد محطة وقود، وإن وجدناها، كانت قديمة ولا توجد بها خرائط ورقية. وحل علينا الليل. وجن علينا الظلام. اضطررنا لاستخدام الحدس للوصول لوجهتنا.

في أي رحلة يقصدها الإنسان؛ عليه على الأقل أن يهيئ عشرة أشياء ضرورية، وهي:

  1. خريطة ورقية
  2. بوصلة مغناطيسية
  3. مصباح يدوي (فانوس)
  4. طعام احتياطي
  5. ملابس إضافية
  6. نظارات شمسية
  7. حقيبة إسعاف أولي
  8. مطواة (سكين قابلة للطي)
  9. قداحة (كبريت…)
  10. ماء

بالإضافة لهذه الأمور الخارجية التي يسهل توفيرها، هناك ستة خصائص على الإنسان أن يمتلكها داخليا:

  1. الالتزام (الرغبة في فعل كل ما يتطلبه الأمر لتحقيق هدفك)
  2. العزيمة
  3. اللياقة
  4. الإيجابية
  5. الشجاعة
  6. روح المغامرة

العزيمة هي تلك السمة التي تدفعك إلى المضي قدمًا بحزم، على الرغم من العقبات، أو النقد، أو المحن، أو المخاوف، أو العواطف، للتغلب على الإحباط وخيبة الأمل التي لا مفر منها التي تصاحب المشاريع العظيمة. الذكاء لوحده لن يصل بالإنسان إلى أي مكان. الذكاء الذي لا تحيط به العزيمة لا يفيد كثيرا، وقد يكون وبالا في كثير من الأحيان.

اللياقة عبارة عن القوة اللازمة لتحمل ساعات العمل الطويلة مع الحفاظ على الأداء العالي؛ سواء كان جسديا أو فكريا. اللياقة بحاجة لرياضات روحية لتخفيف عبء الضغوطات. وعليه، لا تبخل على نفسك بالصلاة والدعاء والابتهال والتفكر والتدبر.

مع الإيجابية، لا نركز على العقبات، ولكن على الأمل والفرص الموجودة. مسابق الحواجز الذي ينظر للحواجز بدلا من المسافات بينهما كفرصة لتقوية الدفع والعزم، في الغالب لن يفوز بهذا السباق.

الشجاعة لا تساوي الجرأة. الأسد شجاع يحافظ على قوته لوقت الحاجة فقط ولا يستخدمها حينما يكون تأثيرها سلبيا عليه. الأسد سيقاتل إن حوصر، ولكنه يفضل عدم الخوض في اشتباكات ترهقه عبثا. أما الجرأة حينما يتجرأ ابن آوي ليأكل مع الأسود. جرأة ابن آوى ليست شجاعة، ولكنها تهور. والجرأة مذمومة حينما تتحول إلى وقاحة. باختصار، الشجاعة عبارة عن التمكن من الخوف، وليس انعدامه. وهناك مضادات للشجاعة، ومنها:

  • التخوف من التأثير السلبي على العمل والأسرة
  • فقدان الثقة بالنفس
  • الوجل من نقص المهارات البحثية اللازمة
  • الظن بأنه لا يوجد وقت كافٍ للقيام بكل ما يجب القيام به
  • التوجس من المجهول
  • المخافة من إيجاد موضوع مناسب أو من انعدام من يستطيع المساعدة
  • الشعور بالارتباك
  • الخوف من النقد ورفض الناس لما يتم التوصل إليه
  • الخشية من الفشل
  • الضعف أمام العاطفة

أما روح المغامرة فهي الشعلة التي تتوقد لاكتشاف الجديد والذهاب في الطرق التي لم تطأ الأقدام أرضه، وزيارة الأماكن التي لم يصلها أحد، والتفكير بصورة مغايرة للسائد بين الناس. مع المغامرة (وليس المقامرة، طبعا) على الإنسان أن يتحمل الخسائر. تُعَرَّفُ المغامرة بأنها (1) مهمة تنطوي عادةً على أخطار ومخاطر غير معروفة و (2) تجربة مثيرة أو رائعة. روح المغامرة تعني قبول المخاطرة والوقوف في وجه الخوف من المجهول. الدافع الرئيسي للمغامرة هو محاولة القيام بشيء لستَ متأكدًا من أنه يمكن القيام به، والذهاب إلى مكان لستَ متأكدًا من أنه يمكنك الذهاب إليه.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com