[مقال] عبدالله شهاب: بعرة الدكتوراه تدل على تزوير
عبدالله شهاب
لعل لسان حال مزوري الشهادات الوهمية الذين ينتشرون في كل مكان وزمان وبلادنا هي جزء منها ينطبق عليه المثل الشعبي المعروف
“من أمرك..؟…قال من نهاك”
فبين حين وآخر تنشر الصحافة مفاجأت عجيبة غريبة في مجالات الطب والعلاج الطبيعي والتجميل وطب الأسنان والمهندسين والفنيين.
وإذا كانت مثل هذه القضية وجدت أصداءً وتفاعلا وأهتماما من المسؤلين في دولة الكويت الشقيقة..فهذا لا يعني أنها مقتصرة هناك فقط.
عضو مجلس الشورى السابق الدكتور موافق الرويلي حمل على عاتقه نبش هذه القضية وإثارتها وملاحقة المزورين عبر هاشتاقه الشهير في منصة تويتر ” هلكوني”.
المزورون ومن يدعون أنهم يحملون درجات الزمالة والدكتوراة والماجستير والبكالوريس مندسون خلسة في أروقة الكثير من الشركات والمؤسسات الخاصة والعامة.
ذات مرة أتصل بي أحد الأصدقاء الأعزاء لزيارته في مكتبه لأمر معين.
حضرت على الوقت الذي حدده لي بلا زيادة ولا نقصان. فوجدت مكتبه يغص بالمراجعين. بعد التحية والسلام جلست جانبا أنتظره.
استأذنني الرجل لبعض الوقت ريثما ينتهي من مناقشة بعض مندوبي مقاولي مشاريع إدارته.
يخرج مقاول ويدخل آخر…ظل هذا الوضع حوالي ساعة تقريبا.
وبعد أن انتهى من مناقشاته معهم قلت له ساعدك الله…ووجهت له سؤالا ؟
من هؤلاء الذين كنت تناقشهم بنوع من الحدة ؟
قال لي بمرارة: هذولا مهندسين مقاولي مشاريع الإدارة.
قلت له وكيف عرفت أنهم مهندسين فعلا ؟
سكت الرجل قليلا..ثم أردف.. والله يقولو انهم مهندسين ومكتوب في خطابات مؤسساتهم وشركاتهم أنهم مهندسين
قلت له : لدي حدس أن بعض هؤلاء يحملون شهادات مزورة…إبحث ودقق في الأمر لتمطئن على أقل تقدير
بعد حوالي شهرين أو أكثر التقيت بهذا الصديق في محفل زواج وكانت الصدفة أن يجلس بجانبي…بعد السوالف…قال لي هل تتذكر أخوي أبوحسن يوم كنت عندي في المكتب قبل مدة وتحدثت معي عن المهندسين المشرفين على المشاريع…قلت نعم أتذكر…قال هل تصدق أن غالبية هؤلاء ” المهندسين ” يحملون دبلومات في الكهرباء والرسم والمساحة وبعضهم لديه دبلوم تجارة ودبلوم محاسبة !!!
بعدها عقب قائلا…طبعا أنا أشكرك على هذه النصيحة
والآن عرفت ليش مشاريع الإدارة خايبة عايبة..متعسرة متعثرة..
بس قول لي كيف عرفت أنهم مزورين وانت ما أحتكيت فيهم
قلت له يا عزيزي الفاضل الكريم : ألم تسمع بالمثل الشهير
“البعرة تدل على البعير
والأثر يدل على المسير”
