مسرحيون في الشرقية يطلقون دعوة تصالح تُعيد الشباب من “السوشال ميديا” في اليوم العربي للمسرح..

الدمام: صُبرة

بمشهد مسرحي وإلقاء كلمات، احتفت جمعية الثقافة والفنون في الدمام باليوم العربي للمسرح أمس (الاثنين) وسط حضور عدد من الفنانين المسرحيين، الذين اتفقوا على أهمية عودة المسرح إلى سابق عهده، ليكون قادراً على استعادة جيل الشباب من مواقع التواصل الاجتماعي. وقدم المشهد المخرج معتز العبدالله، وألفه عبدالرحمن السعيد وعبدالله غزواني.

وقرأ الفنان راشد الورثان كلمة اليوم العربي للمسرح التي كتبها الفنان اللبناني رفيق أحمد بعنوان “الحياة مسرح، المسرح حياة” وقال فيها “لعل السؤال الأكثر إلحاحاً الذي يواجهنا نحن المسرحيين عرباً هو كيف نعيد وصل ما انقطع مع أجيالنا الشابة التي تتطلع لمشاركتنا هذه المسؤولية؟ إذ إن استعادة الجيل المأخوذ بـ”السوشال ميديا” ولغتها وإشاراتها ورموزها، والمستلب من لغته وثقافته وهويته، مهمة شاقة، لا يقوى عليها المسرح وحده، وإنما هي مهمة كل المشتغلين في الشأن العام”.

وأتبع “لكن ربما علينا، نحن أهل المسرح وصنّاعه، أن ننزل إلى الشارع ونرصد هواجس الناس وهموهم وتطلعاتهم ونحولها إلى أعمال فنية جذّابة، تكون مرآة يرى الناس أنفسهم فيها دون تقليد أعمى للغرب، ولا إغراق في الموروث الشعبي، بل وفق مقولة المهاتما غاندي: أشرع نوافذي لكل ثقافات العالم شرط ألا تقتلعني من أرضي”.

واقع المجتمع

وأضاف الورثان “نريد مصالحة شبابنا عبر مسرح بسيط، لا مُبَسَّط، يجعلنا نرى صورة ناسنا وواقع مجتمعاتنا، وأن يكون هذا المسرح بصيص أمل في ظل ظلام التطرف بشقيه الأصولي والاستهلاكي، وفي مواجهة التعصب الأعمى والكراهية المتعاظمة من الإنسان لأخيه الإنسان، وما ينتج عن هذا الواقع المظلم من خراب جماعي عصيّ على الإصلاح وإعادة البناء”.

وأكمل الورثان “نحن في أمسّ الحاجة إلى مسرح يهدم الحواجز النفسية والجغرافية بين البشر، ويقيم جسور التفاهم المتبادل بين الأخوة”.

الثقافة العربية

وعن المسرح والثقافة العربية، تحدث الدكتور نايف الثقيل مدير عام جمعية الثقافة والفنون في ورقته عن الثقافة ومعناها الذي يحدد بعض ملامحها وأهميتها، وعرّج على بداية العلاقة بين الثقافة العربية والمسرح، وأبرز ملامح هذه العلاقة، حيث قال “الثقافة لا توجد إلا بوجود المجتمع، ثم إن المجتمع لا يقوم ويبقى إلا بالثقافة، وهي طريق متميز لحياة الجماعة ونمط متكامل لحياة أفرادها”، فالثقافة مؤثرة في تكوين المجتمع، وتحديد مساره، تحديد مواقفه، ونظرته للعالم”.

ويضيف الثقيل أن “الثقافة التي اكتسبها العرب من مكوناتها التي كما قلنا يؤدي فيها الدين والسياسة دوراً كبيراً في تحديد ملامح العلاقة بين الثقافة والمسرح، لذلك فإن موضوع تعريف الثقافة العربية وبداية علاقتها بالمسرح كان مرهوناً ربما بشكل خفي، من وجهة نظري المتواضعة، بهذين المكونين، وغيرهما، لذلك نسأل متى عرف العرب المسرح وهذا سؤال مهم جدا؟

ويجيب الثقيل على سؤاله “يقول لنا التاريخ ان العرب، وخلال القرنين الثامن والتاسع الميلاديين، في فترة الخلافة العباسية، كانوا الأسبق في الاتصال الثقافي بتراث اليونان وثقافتهم ولهم الفضل في ترجمة علوم اليونان وكتبهم. وعلى رأس القائمة يأتي كتاب فن الشعر لأرسطو الذي يشكل المرجع الأساس للتراث اليوناني المسرحي، ومن ثم رافداً مهماً لحركة المسرح الغربي لقرون عدة”.

ملتقى المونودراما

وأوضح مشرف لجنة المسرح الفنان ناصر الظافر أننا نحرص في اللجنة على أن نكون حاضرين في الفعل المسرحي متجددين بكل ما يسهم برقي المسرح وجمهوره، وفي أجندتنا هذا العام ملتقى النص المسرحي وملتقى المونودراما والديو دراما، بالإضافة لدورة متقدمة في السينوغرافيا ودورة مسرحية للأطفال، كما تقوم اللجنة بتفعيل أنشطة ولقاءات الحلقة المسرحية والمقهى الثقافي المسرحي”.

وكرّم مدير عام الجمعية الدكتور نايف الثقيل ومدير فرع الجمعية في الدمام يوسف الحربي والفنان جعفر الغريب المشاركين في المشهد المسرحي والمتعاونين في إقامة الاحتفاء باليوم العربي للمسرح.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×