سيهات.. عملية نصب تسلب “أم فاطمة” ما جمعته من قراءة القرآن المحتال سألها "هل لديك حساب في بنك آخر أُحدث بياناته"؟
القطيف: ليلى العوامي
بطرق نصب تقليدية وقديمة، عفا عليها الزمن، نجح مُحتال في خداع “أم فاطمة” من سكان سيهات، ويحصل على كامل رصيدها في بنك محلي الذي كان أقل من 5 آلاف ريال، كانت ادخرتها من قراءة القرآن الكريم على الأموات في منطقتها.
ذكاء المحتال دفعه إلى استغلال حدث انضمام بنك “سامبا” إلى البنك “الأهلي” للإيقاع بفريسته في مكالمة تلفون واحدة، كما دفعه مرة ثانية، إلى اختيار مواصفات ضحيته بعناية شديدة؛ امرأة كبيرة في السن، تُحسن الظن فيمن حولها.. هذه الأوصاف دفعت المحتال بعد تنفيذ جريمته دون معوقات، أن يسألها “هل لديك حساب في أي بنك آخر، أقوم بتحديث بياناته؟”.
وقعت عملية النصب الشهر الماضي، عندما تلقت “أم فاطمة” اتصالاً على أحد تطبيقات الجوال الصوتية، وكان المتصل يدعى إنه موظف في البنك الأهلي، أراد أن يساعدها في تحديث بيانات حسابها البنكي.
وتقول ابنتها أم نواف “مساء السبت 11 ديسمبر الماضي، تلقت أمي الاتصال، وقال لها المتصل بأسلوب مهذب “السلام عليكم.. معك موظف في البنك الأهلي”، ولكن دون أن يذكر اسمه. وأخبرها بأنه سيقوم بعملية تحديث بياناتها في البنك، وبحكم أن أمي سيدة كبيرة في السن، وطيبة جداً، وثقت فيه”.
أيام قليلة
وتُكمل أم نواف “لعبت الصدفة دوراً كبيراً يصب في صالح المحتال مرتين؛ الأولى تكمن في أن بطاقة البنك الخاصة بأمي كانت لدي لمدة شهور طويلة، وطلبتها قبيل اتصال المحتال بها بأيام قليلة، فأعطيتها إياها، والثانية، أن هذا التوقيت تصادف مع توجه عملاء بنك “سامبا” إلى استخراج بطاقات بنكية جديدة، بعد انضمام بنكهم إلى البنك الأهلي، وكانت أمي من بينهم”.
سامبا والأهلي
وتتابع “استغل المحتال حدث انضمام البنكين، وقال لأمي “تواجهك مشكلة في بطاقة الصراف، وتردين استخراج بطاقة جديدة، ونحن سنقوم بحل المشكلة الآن لك وبسرعة، ومن هنا وثقت أمي فيه، وأجابت على جميع أسئلته، فمنحته رقم البطاقة، والسجل المدني الخاص بها، إضافة إلى الرمز الموجود خلف البطاقة، وهو ما مكن المحتال من الدخول إلى حساب أمي البنكي، ولم تبقى إلا خطوة واحدة لتنفيذ عمليته، وهو الحصول على رمز الدخول إلى الحساب، الذي تتلقاه أمي على جوالها، فطلبه منها، ومنحته إياه، وتكررت العملية الأخيرة عدة مرات، إلى أن تمكن من الدخول إلى الحساب، وقام بتحويل 4902 ريال، وهو كامل المبلغ الموجود في حساب أمي إلى حساب آخر”، مضيفة “حتى يكسب المحتال وقتاً في تحويل المبلغ، كان يردد لأمي في كل مرة أن هناك خطأً في الرقم السري الذي تعطيه إياه، وبعد الانتهاء من سلب الرصيد سألها “هل تملكين حساباً في بنك آخر؟”.
الاتصال بالشرطة
وعلى مدى 5 ساعات، حاولت ابنتها “أم نوف” الاتصال بالبنك لإبلاغه بما حدث. وتقول “بدأت الاتصال بالبنك من الساعة 5 عصراً، ولم أتمكن من ذلك إلا الساعة 10 مساءً، وطلبت من مسؤولي البنك الغاء الحساب ، إلا أن البنك رفض، وأكد لي أن هذا الأمر ليس من صلاحياته، وأن عليها الاتجاه إلى الشرطة”.
في اليوم التالي، توجهت “أم فاطمة” وابنتها إلى البنك. وتقول الابنة “قمنا باستخراج كشف حساب، موضح فيه عملية التحويل البنكي، ثم توجهنا إلي مركز شرطه سيهات، فأخبرونا بضرورة التوجه إلى مكتب شرطة تاروت بحكم محل سكن أمي، وهناك لم ننجح في اتخاذ أي إجراء، ثم توجهنا الى شرطة القطيف، قبل التوجه الى شرطة تاروت مرة أخرى، وإلى اليوم لم نتمكن من اتخاذ إجراء مناسب يعيد المبلغ المسلوب”.
وطالبت “أم فاطمة” بتخصيص خط ساخن سريع، يخدم أصحاب مثل هذه الحالات، كما طالبت باتباع سياسة حجر المبلغ المُحول لمدة 24 ساعه للتأكد من صحة العملية.