العِمارة في القطيف.. هوية ثقافية آيلة للزوال باحثون يطالبون بمزيد من العناية والرعاية

القطيف: صُبرة

دعا باحثون في العمارة إلى ضرورة الاعتناء بالفنون المعمارية والمواقع التراثية في محافظة القطيف، التي وصفوها بأنها من أبرز شواهد التراث العمراني العريق.

وسلط الباحثون الذين كانوا يتحدثون في ندوة نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء أمس (الثلاثاء) على فنون العمارة في القطيف، والمراحل التاريخية التي مرت بها.

وشارك في الندوة، التي جاءت بعنوان “الفنون المعمارية في القطيف..الأشكال والمضامين” كل من الباحث التاريخي عبدرب الرسول الغريافي، والباحث في الفنون المعمارية إسماعيل هجلس، وأدارها عيسى العيد. وحل التربوي هلال آل حبيل ضيف شرف في الندوة.

مبالغ زهيدة

وبدأ الغريافي حديثه بإعطاء نبذة عن تاريخ استخدام الجص في المنطقة بسبب توفره في البيئة، وسهولة تحضيره والحصول عليه بمبالغ زهيدة، وكونه مادة مقاومة للظروف الطبيعية على مر الزمن، وتمتاز بدرجة صلابة عالية.

 وشرح طريقة تحضيره للبناء، وذلك يدق الصيران بشدة واستخدام أداة من جذوع الأشجار، تُعرف بالمجين، وأحياناً يدق بنوع آخر من الجذوع، يعرف بالضبر، حتى يتحول الصار الى مسحوق اسمنتي.

وعدد أبرز مواقع معامل الجص التاريخية في المنطقة، كصيران سيهات والقطيف وتاروت والبحاري وصفوى والعوامية وغيرها، كما تناول زخرفة المداخل والبوابات بإطاراتها ذات المستويات الأربعة المتضمنة قوس مفصص وشخاخيل مستطيلة، وأخرى مستديرة، بالإضافة إلى أشكال هندسية متنوعة لتعبئة المساحات.

حرق الجص

وقال إسماعيل هجلس في كلمته إن “الطرز المعمارية التقليدية في القطيف وخصوصاً الزخارف بأنواعها لها طراز مستقل، حيث إن استخراج وتجهيز وتجفيف وحرق الجص في القطيف يُعد من أجود وأفضل الطرق من خلال قوته وتماسكه ومرونته ولونه، ولبراعة ودقة الحرفي القطيفي، وبسبب التنوع، وعدم التكرار في المكان نفسه، ولارتباطها بالعوامل الدينية، ومسمياتها التي جاءت من الواقع البيئي والمحلي. وأكد على أهمية الحفاظ على التراث المعماري، وإعادة الحرف التقليدية المحلية عبر الربط الدائم بين الهوية والتراث، والحرص على الصيانة المستمرة للتراث المعماري، والتعريف به بلغة علمية مبسطة، واعتماد منهج عملي وعلمي عن سبل التعامل مع المناطق الأثرية، ودعم المهتمين والجهات المجتمعية الفاعلة في هذا المجال.

أوكلاند الثقافي

وفي فقرة من أمسية المنتدى؛ استعرض الدكتور محمد العوامي كتابه “منتدى أوكلاند الثقافي” ووقع عليه ضمن فقرات الندوة، كما تم تكريم الكابتن عباس الصفار لإنجازاته الرياضية وتمكنه من مقاومة مرض السرطان بروح معنوية عالية.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×