“أم علي السليمان”.. تخصص في الثوب “الهاشمي” خاطت بيدها قبل اقتناء الماكينة وحافظت على أزياء الأجيال الأولى

الجارودية: فاطمة المحسن

هناك “موديلات” لكل المناسبات.. دراريع، ملافع، شيلات، مشامر، نفانيف.. وأم علي السليمان؛ تعرف عملها جيداً، وهي تمارسه منذ نصف قرن، وبدأته بيدها قبل أن يقدم لها زوجها ماكينة خياطة.

لكن “الثوب الهاشمي” بأشكاله المختلف يكاد يكون تخصص السيدة فاطمة حسين السليمان. لها طريقتها وأسلوبها وذوقها.

خمسون عاماً

أحبت الخياطة كحرفة لم يُعلمها اياها أحد. وبالرغم من اتقانها الحرفة التقليدية المتداولة “سفاف” خوص النخيل وصناعة المسفوفات المختلفة من القفف والسفر والأوعية الكثيرة، سيطرت الخياطة على شغفها.

المشمر.. ستر المرأة

المشمر له أهميته عند النساء، إنه ستر فوق الملابس كحجاب داخل المنازل، ويكاد يكون جزءاً حتمياً من لباسهن بحضور ذكور العائلة من المحارم. بدأت “السليمان” خياطة المشامر لها ولـ “حمولتها”، وذلك من القماش الذي يتم اهداؤه لهم من سفر الأقارب كهدية سفر من العراق والبحرين وايران، أو من تجار القماش في القطيف، وتتم عملية الخياطة على مدى يومين، في اليوم الأول يتم “تشليل” المشمر أي عملية تفصيله، وفي اليوم الثاني تتم خياطة، كذلك وتحيك الـ”القحفيات” بخيوط الوشايع التي تشتريها خصيصاً لهذا النوع من الحياكة وبه تخيط أطراف الثياب “المجعبين”

ماكينة سينجر

لم يكن لـ “السليمان” من اقتناع أن تتخلى عن الخياطة، بعد أن ذاع صيت خياطتها، هنا، كان لابد لزوجها أن يقتني لها ماكينة الخياطة التي كانت حديث محلات القماش عند كل مرة يذهب ليشتري احتياجات الخياطة، قرر أن يأخذ لها ماكينة  خياطة من نوع “سينجر” اليدوية، هدية لها بعد أن أهدت حجتها معه لأختها بدلاً عنها.

موديلات وألوان

تغلب الألوان الداكنة كنوع من الستر على الملابس النسائية في المنازل، ولا يمنع ذلك من أن يرتدين ذوات الألوان الفاتحة في المناسبات ، وتفصيل دراريع الـ”كيشم وكيشم” أي خط قماش بلون ويليه خط قماش بلون آخر له تقنية تتخذها “السليمان” برؤية الموديل بعينيها وحفظها بقلبها دون أن تدون مقاسات الزبونه أو ترسم الموديل على ورق قبل الاقدام على خياطته، بما فيها الثياب المفرخين التي تطلق على الملابس ذات اللونين الأحمر والأخضر، هي في الغالب التي تطلبها النساء وملابس الزواجات التي تزدان “بالترتر” وهو نوع من الزينة الذي يوضع على الملابس يُضفي لمعة عليها وله أشكال هندسية أو نقوش هندية تنفذها “السليمان” في قطعة القماش قبل خياطتها لتكون فستان ملفت النظر في الزواجات ، فضلاً عن الثوب الهاشمي وماله من قيمة فخرية في الحقبة السالفة الذي يتخذ اللون الأسود والأحمر لوناً له ، وترتديه النساء الكبيرات في السن، و”خبن الدفيف” وهو نوع خياطة العبايات النسائية التي ترتدى على الرأس.

منافسة الخياطين

قابلت “السليمان” السؤال عن منافسة الخياطين بالكثير من الابتسامة، فالزبائن الدائمين لن يتوانوا أن يخيطوا عندها ما هم معتادين عنه من باب التعود عليها واتقانها لعملها، مستنكرة أن يكون هناك منافسة في الاتقان أو الأسعار التي لم تغيرها منذ زمن بعيد، فالمشمر بـ5ريالات، بينما الثوب الهاشمي بـ10ريالات، بالرغم من معارضة أهلها لها وظنهم بأنه عمل حاجة، إلا أنها شددت عليهم بأنه حرفة وأنها لا تحتاجه مادياً بقدر ما كانت تحتاجه معنوياً.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×