ضربة نصّاب “تلهف” 27 ألف ريال من حساب “سميرة” استغلّ أخته المعاقة وبدأ حيلته بتحويل 173 ريالاً فقط

القطيف: ليلى العوامي

تحت بند الاحتياج، وبمساعدة الجهل بما يجب فعله، وقعت سميرة علي التي تسكن مدينة بقيق، ضحية نصب واحتيال من مواطن يقيم في مكة المكرمة، أوهمها بقدرته على مساعدتها في استخراج تأشيرة “عاملة منزلية”، وطلب منها أن تحول له مبلغاً بسيطاً لا يتجاوز 173 ريالاً، وبعدها استولى على حسابها البنكي، وسلبها 26 ألف ريال، ثم اختفى.

سميرة التي تندرج ضمن الأسر المنتجة، تمتلك محلاً في منطقة سياحية، تعرض فيه منتجاتها، وتنفق على أسرتها، ومع توسع أعمالها، احتاجت إلى عاملة تُعينها على مهام عملها، وكانت الخطوة الأولى أن تعمل على استخراج تأشيرة

وتحكي سميرة تفاصيل قصتها مع المحتال، قائلة “أثناء تصفحي مواقع التواصل الاجتماعي، قرأت فيها رسائل خدمات متنوعة، من ضمنها إعلانات عن استخراج التأشيرات من الجهات الحكومية، ولأنني أجهل الإجراءات المطلوبة، فكرت جدياً في التعامل مع مقدمي هذه الخدمات”.

 

وسائل التواصل

وتُكمل “حصلت على رقم أحد مقدمي الخدمة من خلال وسائل التواصل، وقرأت أنه يستطيع استخراج تأشيرة للعمالة المنزلية، واتصلت به، وأكد لي أنه يستطيع إنجاز المهمة في وقت وجيز، وطلب مني تحويل قيمة أتعابه، وهي 1000 ريال، فطلبت منه أن يبدأ العمل أولاً، حتى أثق فيه، إلا أنه أصر على التحويل أولاً، ولم أجد بداً من الاستعانة بزوجة إبني، التي ساعدتني على تحويل المبلغ له”.

بعد التحويل، تواصلت سميرة مع مقدم الخدمة، لكنه لم يرد عليها. وتقول “مر يوم، ثم يومان دون رد، فأرسلت له رسالة، وأخبرته بأنني سددت قيمة رسوم التأشيرة، فوجدته يتجاوب معي، وطلب أن استرجع قيمة ما سددته فوراً، وبالفعل نفذت ما طلبه مني، واسترجعت المبلغ”.

رحلة الشك

عدم تواصل الرجل مع سميرة فترةً، أثار الشك في نفسها. وتقول “اتصلت به، ورد علي، وبادرته بسؤال لماذا لم ترسل لي رمزاً للدخول على منصة “أبشر”، أو أي إجراء رسمي قمت به،  يثبت أنك صادق معي، فرد علي بكل ثقة قائلاً “ما يحتاج.. غداً تستلمين التأشيرة”، وهذه العبارة أعادت لي بعض الثقة فيه”.

انتظرت سميرة يوماً، ثم اثنين، وفي اليوم الثالث عاود الشخص ذاته الاتصال عليها. وقالت “مبادرته هو بالاتصال علي زادت من ثقتي فيه، وأبلغني بأنه سيصل على جوالي رابط للسداد، وطلب مني أن ادخل عليه، وأسدد مبلغ بقيمة 173 ريالاً فقط، بعدها ستصل لي التأشيرة مباشرة”.

ولم تنكر سميرة أن قلة المبلغ أزالت أي شكوك في الرجل. وقالت “استعنت بزوجة ابني مرة ثانية لتسديد المبلغ، وبمجرد فتح الربط، لم ألحظ أنه يمثل جهة حكومية رسمية، اتصلت به ثانية وسألته عن هوية هذا الرابط الغريب، فقال لي أنه رابط حكومي مخصص لسداد رسوم التأشيرات، وطلبت منه تحويل المبلغ المطلوب إليه، ويقوم هو بالدخول على هذا الرابط وسداد الرسوم، فرفض، بحجة أن صاحب التأشيرة هو من ينبغي ان يسدد بنفسه الرسوم، وبالفعل فتحنا الرابط، سددت الرسوم المطلوبة، وبعدها طلب مني تصوير بطاقة التحويل، ليتأكد من الخصم، وأن النقود تم تحويلها، وصدقته لحاجتي إلى الحصول على التأشيرة في أسرع وقت، ومن هنا بدأت عملية النصب الكبرى التي خطط لها هذا المحتال بإتقان شديد”.

وأكملت سميرة “بعد فتح الرابط، وتصوير بطاقة التحويل له، وقعت المصيبة، إذ فوجئت أولاً بسحب 6 آلاف ريال من حسابي، بعدها بدقائق 20 ألف ريال، هذا بخلاف مبلغ الـ1000 ريال الذي حولته له في البداية”.

مركز الشرطة

جن جنون سميرة مما حدث، واتجهت إلى مركز الشرطة في بقيق، وقدمت بلاغاً في الرجل المحتال. وتقول “في مركز الشرطة، ومع البحث وبالتعاون مع البنك، وباستخراج كشف رصيد لحسابي البنكي، اكتشف البنك أن المحتال قام بتحويل المبالغ المسحوبة على حساب تابع أخته واسمها “زائدة”، ومنها إلى طرف آخر، عبارة عن مؤسسة تجارية، وبالتحري أيضاً، اكتشفت الشرطة أن أخت المحتال من ذوي الإعاقة، ولا تتحرك، وهي مريضة عقليًا ونفسيًا على حد كلام أحد أبنائها، الذين لا يعلمون شيئاً عن حسابها البنكي الذي تلقى المبالغ، وأكد ابنها أن أمه لا تملك سوى حساب بنكي تابع للضمان الاجتماعي والتأهيل الشامل، وحساب المواطن في بنك الرياض. وقامت الشرطة في بقيق باستخراج عنوان المحتال، واتضح أنه من سكان مكة المكرمة، ومن إبن أخته، عرفت الشرطة أين يعمل بالتحدثد”.

 

السفر إلى مكة

ذهبت سميرة إلى مكة المكرمة، لتقديم بلاغ في المحتال من خلال قسم شرطة المنطقة التي يسكن فيها. وتقول “سافرت إلى مكة رغم تعبي الشديد من جراء عملية جراحية خضعت لها في هذه الأثناء، وتوجهت مباشرة إلى قسم الشرطة في المنطقة التي يعيش فيها المحتال، وأخبرتهم بأني أريد حقي، فقال لي الموظف “أبشري”، ومنذ 11 ربيع الأول الماضي، وحتى اليوم لا شيء تحقق على أرض الواقع، وعلمت أن قضيتي وصلت إلى النيابة العامة، وها أنذا أنتظر الفرج من الله”.

 

نصيحة للجميع

وتقول سميرة إن حالة النصب التي تعرضت لها، تدفعها إلى نصيحة الجميع باتباع الطرق الرسمية في التعامل مع الجهات الحكومية، وتجنب جميع من يدعي القدرة على اختصار الإجراءات أو تجاوز الأنظمة، وتؤكد أن مثل هؤلاء منتشرون في مواقع التواصل الاجتماعي، لهم اساليبهم التي يحتالون بها على الناس.

غداً في صُبرة

كيف خسرت أم محمد 74 ألف ريال.. بضغطة زر..؟

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×