في الحوادث الغريبة.. أنتم السابقون.. وهنّ اللاحقات
حبيب محمود
وكأن السائقين “الرجال” لم يقتحموا بسيارتهم محلاتٍ، ولم تنقلب سياراتهم وسط الشوارع، ولم “ينطُّوا” على أرصفة، ولم يُتلفوا أعمدة وإشاراتٍ وصرّافات آلية، ولم ولم ولم ولم ولم..!
وخلال الأيام القليلة الماضية؛ وثّقت ـ أو نشرت ـ جوالات الناس حوادثَ “مؤنّثة”، على وزن السيدة الأحسائية التي اقتحمت محلّ ملابس، وخلطت حابل الملابس الداخلية بنابل الملابس الخارجية. ويبدو أن مشاكل قيادة النساء للسيارات؛ سوف تُعامَل لدينا معاملة الأخطاء الأخرى الفارزة. كأن معيار التمييز الجنسي في السلوكيات؛ سوف ينسحب على معيار السلوك المروري، فما يصدر عن امرأة له مكيالٌ يختلفُ كثيراً عن مكيال ما يصدر عن رجل..!
حسناً؛ فلننظر إلى المكيال الوحيد الذي كان لدينا قبل الـ 10 من شوال. فقبل ذلك التاريخ لم يكن لدينا إلا الرجال. وحدهم هم السائقون. ووحدهم من منحنا نسبة عالمية في حوادث المرور. وكلّ حادثٍ وقع قبل 10 شوال؛ إنما كان “رجالياً” صرفاً، لا علاقة له بأية امرأة على وجه الأرض..!
كلّ امرأة وُجدت في حادث، قبل الـ 10 من شوال؛ إنما كانت ضحية رجل، أو رجال. كل من مات في حادث؛ مات بسبب رجل. وعلى الوزن ذاته يُقال عن كل من أصيب، أو خسر، أو غرم، أو احتُجز على خلفية حادث، إنما كان بسبب أفعال رجالية محضة، لا علاقة للنساء بها.
الرجال “ما تركوا للسيف مَضْرَبْ”، كما يقول المثل الشعبي. كلُّ شيء صدر ـ أو سوف يصدر ـ عن النساء في شوارعنا؛ سبق الرجال جميع النساء إليه، حتى ملأوا المقابر والمستشفيات و “التشاليح” والورش، وهم ـ وحدهم ـ أنجحوا تجارة قطع الغيار وورش “السمكرة”، فضلاً عن مدّهم خزينة الدولة بمليارات من غرامات المخالفات..!