رائد الجشي يترجم لشاعرة صربية: لحظة الامتلاء بالعدم مليكا ليليج تنتظر وقتاً متأخراً لتمايل جديد

ترجمة: رائد أنيس الجشي

رائد أنيس الجشي

أمضي بعيدة

أمضي بعيدة عن مركزٍ

أنت به المصباح

ولا أرى شيئاً سوى ارتعاشِ

شمعة تحترقُ

ولا ثمة ومضة بي.

أنتَ لم تتحرك

تتضاعف الأشعة

وتسفعني حرارتها.

أنا ثابتة وهي توشك على إحراقي

تُجبرني على التراجع

والاشتعال مرة أخرى

ببريقك

سيكون الوقت متأخرا لتمايل جديد.

ستظل الأجنحة المحترقة بالقرب من ذيل فستاني

لن تنهض لرحلة جديدة

ولن تأخذك معها

إلى عالم لم تره من قبل

ولكنها ستصر لتصبح أقوى

إن واصلت المثابرة  في صمت

ودفعت بكل الكلمات إلى زاوية الروح

مختبئة عن ذاتك التي أعرفها مسبقا.

لن تعود أبدًا

لرحلة توقٍ طويلةٍ إلى نفسك 

حيث هناك دائمًا ما يسمّمك,

بشكل غير ملحوظ وغير قابل للإصلاح,

منذ كنت  تبحث عن نفسك بي

في ذلك اللانهائي الذي تجهله ولكنك تحتاجه.

إذا غادرت, ستقبض على كل المعنى,

ذلك اللقاء الغريب الذي حصل بينكَ

و الأفكار التي لم تكن لتبلغها بمفردك

لولا رحمة الرب في المقام الأول

– ورغما عن إرادتي – هناك

أنتمي.

الضوء المنقوش

بذلك الصباح حين استيقظ نهار دافئ

آخر يونيو وفي نهاية الزمن

عندما كنت في دور الماضي والحياة الجديدة

لم أستطع نسيان

ذلك السر المغلق معك

وتلك الأيدي التي كانت تمسك بحلمي

بازغة من سطح نهر سيتنيستا* الغارق.

ذلك الشعور بإعادة إحياء محتملة

ذلك الخيال لمدة العطاء

ذلك التوق للدم المتدفق حد الغليان

تلك الحياة الأصيلة

لحظة الامتلاء في العدم

ذلك الجسر المصنوع من الضوء

الذي يربطني مع الأحياء

تلك الحرائق الداخلية التي تؤكد أنني

ذلك الوجه المتوهج الذي احتفظ به لدقيقة

ذلك السحر في تغير مظهر الدم

لن أسمح له بالتلاشي

سأنقشه على جبيني

وحين يأتي الموت ويلاحظه

سيرتد  خجلًا.

 

الدكتورة مليكا جيفتيمتافيج ليليج

  • ولدت بمدينة لوفاك، صربيا. حاصلة على البكالوريوس في الفلسفة والماجستير في فقه اللغة من جامعة بلغراد.
  • تُدرِّس في جامعة برشتينا إضافة الى اشتغالها في التحرير في تلفزيون بلغراد. صدر لها 10 دواوين شعر إضافة إلى مجموعات قصصية للأطفال. ترجمت العديد من قصائدها إلى أكثر من 25 لغة حول العالم.
  • النص الأول ترجمه للإنجليزية دنيسا كونديك والثاني لازور ماكورا.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×