أزمة التزام مروري في واجهة القطيف الجنوبية مواطنون يطالبون بـ "ساهر" ومطبات لتخفيف الحوادث والمخالفات

القطيف: شذى المرزوق

يكاد لا يمر يوم، إلا وتستقبل آذان سكان حي الشويكة جنوب مدينة القطيف، أصوات “فرامل” لسيارات، يليها دوي ارتطام سيارات، ويتكرر المشهد مرات في الأسبوع.

وفي كل مرة؛ يفزع أصحاب المحال والمنازل القريبة، وتتوجه بوصلة تركيزهم صوب تقاطع طريقي الملك عبد العزيز والرياض، ليجدوا سيارتين، أو أكثر أحياناً، اشتركت في حادث تصادم، قد يقتصر الحادث على خسائر مادية، وربما يتجاوزها إلى إصابات بشرية، تراوح بين الطفيفة والمتوسطة، وقد تصل إلى الكبيرة.

ويُعد التقاطع واحداً من البوابات الجنوبية لمدينة القطيف، خصوصاً للقادمين من الدمام، سيهات، عنك وقرى المُحيط (الجارودية، الخويلدية، حلة محيش، أم الحمام، الجش والملاحة).

الحذر في تقاطع الشويكة ليس نصيحة عابرة، فالمفاجآت غير السارة كثيرة؛ فقد تتوقف إشارة المرور عن العمل كلياً، وقد يُصيبها «جنون مفاجئ»، وتُظهر ألوانها الثلاثة مجتمعة بشكل سريع ومضطرب، ما يربك حركة السير في الموقع، وتقع الحوادث.

ومنذ أكثر من 3 سنوات، باشرت بلدية محافظة القطيف مشروعاً ضخماً لتوسعة طرق المحافظة، وفي مقدمتها طريق الملك عبدالعزيز، لتعزيز مساحة الشارع الشرياني، ليبلغ طوله 4925 متراً، وبعرض 60 متراً، بالتزامن مع توسعة شارع شمال الناصرة، وربط طريق الرياض بطريق الدمام – الجبيل. وبجانب مشروع طريق الملك عبدالعزيز؛ هناك مشاريع أخرى مماثلة، تهدف إلى توسعة شوارع المحافظة، التي تبلغ سعتها 611 كيلو متراً، وتضم 4142 شارعاً، و158 طريقاً.

ورغم الجهود المبذولة لتقليل الحوادث المرورية في جانب، والتطوير الحضاري والجمالي وتسهيل الحركة وربط القرى في المدن في المحافظة من جانب آخر، إلا أن طريق الملك عبدالعزيز بقي على حاله، ليشهد حوادث مرورية متكررة، يزداد عددها في تقاطع الشويكة.

 

تهور وطيش

ويتقاطع شارع الملك عبدالعزيز، مع شارع الرياض، وشارع أحد، بالتوازي مع شارع الملك فيصل، وصولاً إلى قريتي الجارودية والخويلدية غرباً.

ولا يمكن تحديد أسباب بعينها تقف خلف وقوع الحوادث فيه، ولكن من بينها درجة الوعي المتواضعة، وتهور وطيش بعض الشبان، وعدم التزامهم الأنظمة والتعليمات المرورية، فضلاً عن عثرات وعراقيل خدمية في الشارع، ما يتسبب في ارتباك حركة المرور، إلى جانب إشارة ضوئية مُعطلة، وحفرة ناجمة عن تكسر وشقوق أرضية، وقلة المطبات الاصطناعية، عدا غياب أنظمة الرصد الآلية.

«صُبرة» وقفت على مشكلات هذا التقاطع، استطلعت آراء ومشاهدات أصحاب المحال القريبة، وساكني حي الشويكة، ومعها آراء ساكني أهالي القرى على امتداد هذا الشارع.. وهنا كانت الحصيلة.

علي آل عطية

إشارة مُعطلة

بنبرة صارمة، لا تخلو من حسرة على خسائر الحوادث؛ قال علي آل عطية، الإداري في أحد المحال التجارية المُطلة على التقاطع «كاميرات ساهر لا تنفع مع استعجال السائقين العبور، والحل الأفضل، وضع مطبات اصطناعية، تحد من السرعة التي تسببت في حوادث متكررة وضحايا كثيرين في هذا المكان».

وعن الحوادث؛ أضاف «أحياناً نشهد حوادث يومية، تتجاوز حادثين أو ثلاثاً، وأحياناً تمر أيام بلا أي حادث»، مشيراً إلى حادث وقع أخيراً، تضررت فيه 3 سيارات.

وأشار آل عطية إلى عقبات بعينها، تُربك حركة المرور في التقاطع، ومنها شجرة كبيرة قريبة من الدوار في الجهة الجنوبية للقادم من داخل الشويكة، كانت تعيق رؤية الاشارة المرورية للسيارات التي تحاذيها، وقد تمت إزالة جزء كبير منها من جانب البلدية في اليوم التالي للحادث.

وأضاف إلى الأسباب أيضاً «وجود خلل في الإشارة الضوئية المقابلة للخزان للقادمين من بلدة حلة محيش، إذ أنها قد لا تعمل في بعض الأوقات، فيظن السائق أنها مفتوحة له، ليقطعها بلا علم منه، ومن هنا تقع غالبية الحوادث».

3 حوادث

ويتذكر آل عطية أنه في صباح الأول من نوفمبر الماضي، «وقع حادثان، وحادث ثالث في اليوم التالي عصراً، وكانت النتيجة واحدة، تضرر السيارات وتهشمها. ونحمد الله أن الأضرار اقتصرت على المركبات، من دون إصابات بشرية».

وأضاف أن «أحد الحوادث تضررت فيه سيارة تقودها فتاة، وجاء المرور للتأكد من تفاصيل وقوعه، بعد الرجوع للكاميرات الخاصة بالمحل الذي أعمل فيه».

وقال «أكدت لرجل المرور الذي باشر الحادث، أهمية وضع مطبات اصطناعية، تجبر قائدي المركبات على تخفيف السرعة، وبالتالي التقليل من الحوادث، ولكن لم نجد حلاً على الأرض».

مالك الهزيم

وعي الناس

في السياق نفسه؛ تحدث مالك الهزيم، وهو إداري يعمل في مكتب نقل وسفريات يُطل على التقاطع المشكلة «نشهد وقوع حوادث، يبلغ متوسطها العام حادثين كل أسبوع، أغلبها بسيطة، ولا تتعدى أضرارها الجوانب المادية، ولكنها تتسبب عرقلة الحركة المرورية لحين الانتهاء من إجراءات شركة «نجم» وتوثيق ورسم الحوادث، وتحديد حجم الضرر، وعلى من يقع».

ويرى أن أبرز أسباب وقوع تلك الحوادث تكمن في «قطع الإشارة، وعدم الالتزام التام القواعد المرورية»، مضيفاً إن «هذا ليس خللاً من جهة معينة مسؤولة، بل خلل في سلوكيات الناس الذين ينقص بعضهم الوعي بأهمية الانضباط في القيادة، والتزام معايير السلامة المرورية، بما يضمن قيادة آمنة».

صالح العبدالعال

الشارع الضيق

رفض صالح العبدالعال، أحد التجار في محال الشويكة، الإقرار بأن الحوادث يقتصر وقوعها على تقاطع الشويكة. وقال «أعتقد أن عدم وجود مواقف على امتداد الطريق تساهم في حوادث أخرى، عدا عن السرعة في شارع لا يتحمل زيادة السرعة لأكثر من 20 أو 30 كيلومتراً في الساعة، إذ أنه يتوسط أحياء سكنية ومحال تجارية، ويعتبر حيوياً، تنشط فيه الحركة على مدار الساعة».

وأضاف «تتزايد خطورة الحوادث بسبب افتقاد الشارع لوحات ارشادية للمارة، وعدم وجود ممر مشاة، يُضمن سلامة الجميع عند عبور الطريق، خصوصاً الأطفال، كونه حياً ذا تجمعات سكانية كبيرة، تنشط فيه حركة الناس من قاطني الأحياء المُطلة على الطريق». ورأى أن معالجة خطورة الشارع، تكمن في توسعته.

حسين القاسم

إرباك مروري

بدوره؛ رأى حسين القاسم، أحد ساكني بلدة الخويلدية، المُطلة على طريق الرياض بعد التقاطع، من جهة الغرب، أن الحوادث في التقاطع انخفضت نسبياً، مقارنة في السابق، بسبب خوف الناس من المخالفات التي تسببها السرعة، ويصطادها «ساهر».

وقال إن «غالبية الحوادث تكون بسبب تعطل الإشارة، وأحياناً تتغير ألوانها فجأة من دون الإشعار بالاستعداد للتوقف أو السير عبر اللون البرتقالي، ما يسبب إرباكاً في عبور السيارات، وتشتت قائدي المركبات، ما بين معتقد أن الشارع له، وآخر يرى أن العبور من حقه».

وأشار إلى أنه في 12 نوفمبر، شهد الشارع حادثاً كان سببه السرعة الزائدة، وعدم الالتفات إلى الإشارة وأحقية العبور.

واقترح القاسم، تركيب عداد رقمي في الإشارة، يُسهل معرفة الوقت الملائم للمضي في القيادة أو التوقف.

نقطة التقاء

بعكس القاسم؛ يرى الشيخ صالح آل شهاب، من سكان بلدة الجارودية، أن التقاطع في حاجة إلى كاميرا «ساهر»، لضبط سرعة السيارات القادمة من عنك وسيهات جنوباً، نحو القطيف والأحياء الشمالية فيها، مروراً في الشويكة، إضافة إلى المارة من طريق أحد شرقاً، حتى بلدات وقرى القطيف (الجارودية، الخويلدية، والحلة) غرباً.

وقال «يعتبر الطريق حيوياً لساكني هذه القرى، للوصول إلى وسط مدينة القطيف، مروراً في تقاطع الشويكة الذي يصلهم بالكلية التقنية، وشارع القدس – المجيدية في نقطة الالتقاء مع طريق أحد، حيث تنشط الحركة التجارية. ومن هنا، تتركز أهمية وجود الكاميرا، والمطبات المخففة للسرعة».

تعليق واحد

  1. وانه بسبب وجود رصيف اضافي على الطريق العشبي (الرياض) قد وجد اساسا لفكره سابقه وهي الدوار الذي تم ازالته في وقت سابق ولم تزل الارصفة التي وضعت لأجله ادى لصعوبه في سلاسة الدخول والخروج بالتقاطع وزيادة المسافه المقطوعه حيث الزمن بين الاشارات المختلفه لا يكفي لخروج المرور من التقاطع لهذا تقع الحوداث في هذا التقاطع

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×