[استطلاع] هل نجحت المجالس البلدية في اختبار 16 سنة..؟ تباين بين تقدير اجتهاد الأعضاء.. والتباس الصلاحيات.. وحدود الإمكانيات

القطيف: أمل سعيد، ليلى العوامي، شذى المرزوق

انتهت فترة عمل الدورة الثالثة للمجالس البلدية بعد تمديد لها سنتين، وباتت مجالس الأمانات والبلديات خارج الخدمة، حتى إشعار آخر. فهل نجحت المجالس، طيلة عملها منذ أكثر من 16 سنة في أداء مهمّتها كجهة رقابية مسؤولة عن أداء البلديات والأمانات؟؟

وجّهنا هذا السؤال لعدد من شخصيات محافظة القطيف، وبسؤال “صُبرة” عن تقييم أداء هذه المجلس، وما قامت به طيلة هذه السنوات، جاءت الإجابات متباينة، بين من يرى أن المجالس قدمت المأمول منها، وبين من يؤكد أنها فشلت في تحقيق مطالب المواطنين، وآخرون التمسوا لها العذر، ولهم وجهات نظر خاصة.

ومن بين الآراء الكثيرة، هناك من يؤكد أن المجالس البلدية لم تستثمر كامل صلاحياتها، وتركت جزءاً من هذه الصلاحيات ـ طواعية ـ للبلديات، وبالتالي الجميع شركاء في تحمل المسؤولية.

“صُبرة” استطلعت رأي مواطنين ومسؤولين في عمل المجلس البلدية، وخرجت بهذا التقرير..

الشيخ عبدالله السيهاتي

قدر الامكانات

رجل الأعمال الشيخ عبدالله السيهاتي ثرى أن المجلس البلدي اجتهد على قدر امكاناتيه المتاحة. وقال “بالمجمل، قدّم الأعضاء أداءً جيداً بالنظر للأهداف المجتمعية التي سعى لها المجلس، وكان على رأسها خدمة المحافظة”.

ولكنه استدرك “محدودية الصلاحيات غير كافية لاتخاذ مواقف كبيرة، يستطيع فيها المجلس تجاوز العراقيل المادية أو الفنية، ولهذا قد لا يكون المستوى الذي قدمه المجلس بالمستوى المرضي للبعض، لذا أتصور أن اجتهادهم في العمل تحكمه ظروفهم وامكاناتهم”.

شوقي المطرود

فجوة كبيرة

وبرأي مختلف، وتحليل مغاير، قال رئيس جمعية سيهات شوقي المطرود إن “تقييم عمل المجالس البلدية ذو أبعاد معقدة نوعاً ما، ما بين دورها بحسب صلاحياتها ومهامها الفعلية، وبين توقعات المجتمع منها، إذ إن ذلك يجعلنا نقف أمام فجوة كبيرة، لهذا فإن مهام المجالس البلدية والصلاحيات المعطاة لها لا تحقق تطلعات المجتمع الذي يرى أن لها صلاحيات أكبر بكثير عما هي عليه، وبالتالي يحمّل المجتمع المجالس البلدية مسؤولية نتائج أعمال البلديات رغم دورها المحدود إن صح التعبير، ولكن أرى أنها تجربة في العمل المدني والاجتماعي، وأعتقد أنها  لم تحصل على الدعم الكافي، ولم تأخذ الدور الذي كان المجتمع يأمله منها”.

وأكمل “فعلياً، أعتقد أن  تقييم عمل المجالس البلدية، سواء بالإيجاب أو السلب، هو نوع من الظلم، كوننا لا نعلم حقيقة مستوى الامكانات المتاحة لهم، ووضوحها، فالتقييم هنا سيكون غير عادل، وغير منصف، كون المعايير غير واضحة المعالم للأغلبية من أبناء المحافظة، فلا معيار عملي واضحاً يرتكز عليه التقييم المناسب لما قدمته المجالس”.

فوزية المبارك

خدمة الوطن

الناشطة الاجتماعية فوزية أحمد المبارك قالت “أوجه خالص شكري وتقديري لكل عضو في المجلس البلدي عمل بجد وإخلاص وبحس المسؤولية التي حملها على عاتقه لخدمة وطنه، من خلال  المساهمة في توفير الراحة والبناء والتطور لأبناء الوطن”. 

وتابعت “بالنسبة لما رأيته قبل الدورة الثالثة وما بعدها، مشاهدات كثيرة، وتغييرات أكثر على الصعيد البلدي”. وتقول “نعم رشحت من يستحق، وكنت على يقين بالتغيير، وبعمل الأفضل من نواحٍ متعددة، تخدمني كمواطنة وتخدم غيري”.  

وتُكمل المبارك “كنت على معرفة تامة بأن المجالس البلدية ليست جهة تنفيذية، وأعرف أن هناك عقبات والكثير من العقبات كانت مصدراً من مصادر القوة للمجالس البلدية، التي جعلت منها سلماً للوصول إلى ما يطمحون إليه، وكان للمواطن دور أيضاً بجانب دور المجلس البلدية، وهنا تكمن روح التعاون بين الجميع”.

وترى المبارك أن هناك مواطناً كان حريصا على إيصال صوته إلى الجهات المعنية بكل رقي، ومواطن يتصف بالسلبية”.

وحول قيام أعضاء المجالس البلدية بمهامهم، قالت “بكل صدق ودون مجاملة، يعتمد هذا على العضو نفسه، وهل قام دوره وسعى لتحمل المسؤولية التي أنيطت به، أم اتخذ عضوية المجلس للوجاهة”. موضحة أن “الدور كان تكاملياً بين المواطن والمجالس البلدية والبلديات”.

وتعود المبارك لتؤكد “من خلال ما رأيته، اعتقد أن المجالس البلدية حققت الكثير من أعمال كنا نطالب بها ورأيناها على أرض الواقع، وكنا نطمح للأكثر، ولكن المتفهم لدور المجالس البلدية يستوعب الأسباب التي حالت دون ذلك، وأخيراً لا  أقول سوى جزاهم الله ألف خير”.

د. ماهر السيف

أولويات الناس

أما الدكتور ماهر محمد آل  سيف، فقال “للأسف، لم أتابع أعمال المجلس البلدية بشكل مقارن مع مهامها، فربما تكون هذه المتابعة ليست من أولوياتي”.

وعاد آل السيف ليقول “ومع هذا، كنت ألاحظ أن إحدى أولويات الناس أن تنتهي مشكلة تجمع المياه في الشوارع وبين المنازل، لكنها لم تنته، رغم بقاء المجالس البلدية مدة طويلة، ومن أولويات الناس أيضاً إصلاح الخلل الموجود داخل المدن، قبل إحضار ما هو جديد، وهذا الأمر لم يتحقق أبداً”.

أحمد الخرمدي

مستوى الوعي

وكان للكاتب أحمد الخرمدي رأي خاص في المجالس البلدية “تعتبر من الإضافات المجتمعية التي أسهمت وساعدت في رفع مستوى الوعي بأهمية العمل الجماعي، في خدمة الوطن، وتعزيز الدور المميز في متابعة ما تحتاجه الأهالي فيما يخص الخدمات البلدية، ومعالجة النقص الحاصل في هذه الخدمات مع الجهات ذات العلاقة”، موضحاً أن “مشاركة المرأة أخيراً عضواً مرشحاً ومنتخباً، تعتبر من الإضافات الجميلة لتعزيز دور المرأة التي حققت حضوراً فعالاً على مستوى التخطيط والعمل والأفكار”.

وأضاف الخرمدي “أستطيع التأكيد على أن هذه المجالس حققت الدور الكبير والمشرف في التطوير والنمو الاقتصادي والتنموي العائد مردوده الإيجابي على الوطن والمواطن”.

رضا المدلوح

هدف محدد

ويرى رجل الأعمال رضا المدلوح أن المجالس البلدية لم تقم بالدور المطلوب منها على أفضل حال، وقال “لم تأت فكرة تأسيس المجالس البلدية من فراغ، حيث كان لها هدف محدد من مجلس الوزراء، لكي تقوم بدور إشرافي على عمل البلديات، ولكن أرى إنه لم تنفذ المشاريع التي اقترحها المجلس في أي من دوراته السابقة، ومع ذلك لا ننسى جهود أعضائه، وكلنا أمل أن تنظر الدولة إلى ما فيه الصالح العام لخدمة الوطن”.

سعيد الخباز

فشل المجالس

وبلغة صريحة ومباشرة، عبّر رجل الأعمال سعيد الخباز عن عدم رضاه عن مخرجات المجالس البلدية بصورة مباشرة. وقال إن “المجلس البلدي هو البلدية في نظري، وهناك مشكلة كبيرة في العلاقة بين المجلس البلدي، والبلدية، أو كما يعتقد البعض هي الثقافة العامة بين أفراد المجتمع”.

وأوضح “سوف يصبح المجلس البلدي فاعلاً فقط إذا عرف واقتنع أعضاؤه بأنهم هم البلدية، لا يمكنهم البراءة منها أبداً، ولا يجوز لهم التبرؤ من أعمال البلدية، وتقصيرها”.

ويُكمل الخباز “المجلس البلدي هو مجلس الإدارة للبلدية، وجزء منه منتخب، والجزء الآخر مُعيّن لحين نضوج التجربة، فلا يمكن لمجلس إدارة أي منظومة أن يتبرأ من أعمال الجهاز التنفيذي للمؤسسة، أو يخيل مسؤوليته من تقصيره في أي من أعماله”.

وأكمل الخباز بوضوح أكبر “رئيس البلدية هو عضو مجلس الإدارة المنتدب، أو العضو التنفيذي، يُحاسب نيابة عن باقي الجهاز التنفيذي، ويوجَه، ويجب عليه اتباع التوجيه، مثل أي منظومة في العالم لها مجلس إدارة، فهو ليس مستقلاً بجهازه، بأي حال من الأحوال، إلا أن هذه الثقافة لم تتوغل في عقل المجتمع، وعقل أعضاء المجلس البلدي، وعقل الجهاز التنفيذي، الذي كان يتمتع بالاستقلالية عن محاسبة ممثلي المجتمع له محاسبة مباشرة، ورسمية”.

وبلهجة قاطعة يضيف الخباز هناك “مرسوم ملكي يقول إن المجلس البلدي هو صاحب القرار، وعلى رئيس البلدية التنفيذ، ثم أن مجلس الوزراء يقول (في المادة 43): قرارات المجلس البلدي ملزمة للبلدية (في حدود صلاحياتها والاعتمادات المتوافرة لديها)”.

ويستطرد الخباز حديثه بسؤال استنكاري “أريد أن أعرف لماذا كل الناس تقول إن المجلس ليس لديه صلاحيات؟،

وتابع “أنا مُصر على أن المجلس البلدي هو صاحب الصلاحيات الكبرى في البلدية، وكل من يقول غير ذلك، فهو يبرر للمجلس فشله، ولرئيس البلدية الاستحواذ على السلطتين القرارية والتنفيذية، وهي مخالفة صريحة للمرسوم الملكي الذي يقول عن سلطات البلدية: “المجلس البلدي يمارس سلطة التقرير والمراقبة، ورئيس البلدية يمارس سلطة التنفيذ بمعاونة أجهزة البلدية، وبالتالي لا تبرروا للمجالس البلدية فشلها، ولا تعطوا لرئيس البلدية سلطات ليست له بموجب النظام”.

واختتم الخباز حديثه قائلاً “نعم، المجالس البلدية فشلت فشلاً ذريعاً لأنها لم تعرف دورها الحقيقي حسب النظام”

دورات المجالس البلدية في القطيف

الدورة الأولى ـ 6 سنوات

  • المهندس جعفر محمد الشايب
  • فالح زيد المليحي
  • المهندس خالد علي الدوسري
  • المهندس مرشد صالح العواد
  • الدكتور رياض أحمد المصطفى
  • الدكتور عبدالله ناجي السكيري
  • المهندس خالد عبدالعزيز الخالدي
  • المهندس نبيه عبدالمحسن البراهيم
  • المهندس عيسى أحمد المزعل
  • علي عبدالله الحي

الدورة الثانية ـ 4 سنوات

  • شرف بن حسن صالح السعيدي رئيس المجلس                   
  • د علي بن بداح بن شبيب الكليب الخالدي  نائب الرئيس                     
  • المهندس خالد بن علي الدوسري                                   
  • المهندس عباس بن رضي ناصر الشماسي
  • المهندس جعفر بن محمد الشايب
  • المهندس عبدالعظيم بن حسن مهدي الخاطر                      
  • كمال بن احمد حسين المزعل
  • المهندس نجيب بن عبدالله علي السيهاتي
  • المهندس ماجد بن سحمي بن محمد القروف الهاجري           
  • المهندس عبدالله بن عبدالرحمن بن مسعود القحطاني

الدورة الثالثة ـ 6 سنوات

  • المهندس شفيق علي أل سيف: رئيس المجلس
  • المهندس عدنان هاشم السادة: نائب رئيس المجلس
  • المهندس عباس بن رضي ناصر الشماسي (رحمه الله)
  • المهندس محمد طاهر آل السيد ناصر
  • المهندس عباس محمد الزاير
  • ابراهيم محمد آل ابراهيم
  • الدكتور بدر محمد القحطاني
  • المهندس حبيب عبدالله الراشد
  • فاضل رضي الدهان
  • محمد علي الخالدي
  • المهندس محمد زكي الخباز
  • سطام سعود الخالدي
  • عيسى بن عبد الرحمن  الحمدان
  • عبدالله عقيل الخالدي
  • فهد فراج المليحي
  • خضراء أحمد آل مبارك
  • عرفات حسن الماجد

 

اقرأ أيضاً

المهندس السيف: سلّمنا عهدة مجلس بلدي القطيف.. والموظفون باقون

 

‫2 تعليقات

  1. المهندس الخبااز اشار الى ان المجلس البلدي يتحمل مسؤولية تقصير واخطاء البلدية
    هذا الكلام صحيح فيما لو كان اعضاء المجلس هو من ينتخب او يعين رئيس البلدية اما اذا كان تعيينه مفروضا عليهم من جهة اخرى فما الذي يجبر رئيس البلدية على الامتثال لاوامر المجلس
    على العكس تماما رئيس البلدية في اكثر من مناسبة وفي المجالس الخاصة يعلنها انه اقوى من المجلس وانه مدعوما من الوزارة باكثر مما يتلقاه المجلس البلدي والاعضاء المنتخبون من دعم

  2. لعلني هنا استطيع القول أن وجود المجالس البلدية أمر لابد من وجوده حيث مشاركة المواطن في صنع القرار ولو لم يكن هنا نجاحاً إلا وجودها فقط لكان نجاحا كافياً ناهيك أن المجالس البلدية أبلت بلاءًا حسناً وفق الممكن والمتاح ” وصحيح أن المجلس البلدي يملك صلاحية التقرير والمراقبة التقريرية ” لكن البلديات تمتلك الصلاحية التنفيذية ” واتاح لها النظام خلال مدة محددة حرية التحفظ .!!! وهذا بلا شك يضعف من قرارات المجالس البلدية !! ومع هذا نجد وبالأرقام والاخصائيات والتي تبرزها الوزارة بين الحين والآخر وتتفاوت النسب من مجلس وآخر ؟؟ نجد أنه تتراوح نسب انجاز القرارات مابين 50/ 80 % وهذا بلا شك يعد نجاحا ملموسا للمجالس ، ويحق لي القول أن المجالس بشركاتها التكاملية مع الأمانات والبلديات تؤدي نهضة تنمية ونقلة نوعية للمساهمة الفاعلة في تطوير المستوي الخدمات للبلديات والعمل معا لأنسنة المدن .
    وبحكم تجربتي بعضًوية المجلس البلدي أشهد الله ثم اشهدكم بأن المجالس البلديات عندما تجد المخلصين تؤدي دورها المطلوب حيث الصلاحيات والنظام يخولها لذلك ولدي أدلة وبراهين عن ماتم انجازه في أمانة حائل وبقرارات جوهرية أحدثت انجازا طيبا في مدينة حائل وقد لايتحقق في دورة انجاز قرارك ولكنك تجده حاضرا للعيان فيما بعد على أرض الواقع .
    المجالس البلدية يا كرام لابد من وجودها مع التطوير سيكون لها فاعلية أكبر .

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×