معصومة الحمدان تُبهر الأوروبيين.. وتتلقّى دعوتين إلى تونس وكولومبيا مثّلت المملكة في معرض ميلانو للحرف اليدوية ضمن وفد هيئة التراث
ميلانو ـ هاتفياً: ليلى العوامي
على مدار 12 يوماً؛ ولـ 13 ساعة يومياً، تلاعب معصومة الحمدان أصابعها بمهارة عالية واتقان لا مثيل له، وتحول الخوص إلى منتجات جميلة، أبهرت عيون الأوروبيين الحاضرين في معرض ارتيجانو إن فييرا 2021 الذي يختتم فعالياته في مدينة ميلانو الإيطالية، وكان هذا المشهد كفيلاً بتلقيها دعوات لإقامة دورات تدريب خارج وطنها المملكة العربية السعودية.
وجاءت مشاركة آل حمدان ضمن وفد هيئة التراث السعودية، التي شاركت بـ 10 حرفيين سعوديين. ويضم المعرض الإيطالي 7 صالات كبيرة، ويحتوي على 7 أركان، من بينها الركن السعودي، الذي خطف الأضواء، بحرفييه الماهرين، ومن بينهم حرفيون في صناعة الخزف والمسابح، والطين والسدو، والتطريز بالإضافة إلى المطبخ السعودي الذي يقدم الأكلات السعودية القديمة، ومع أصحاب تلك المهن، شاركت فرقة فنية سعودية، وقدمت التراث الفني الوطني.
ورغم الساعات الطويلة التي كانت تقضيها معصومة في العمل، إلا أنها لا تشعر بالتعب أو الإجهاد. وتفسر ذلك بأن الدور الي تقوم به “وطني وواجب علي أن أنقل صورة مشرفة عن تراث السعودية إلى الدول الأخرى، التي ربما لا تعرف الكثير عن هذا التراث وأهم الحرف اليدوية فيه”.
معصومة مع الأميرة ديمة بنت ناصر آل سعود
مع رئيس هيئة التراث الدكتور جاسر الحربش ووفد من الهيئة
الدكتور الحربش اقتنى نسخة من إصدار صحيفة صُبرة “سيدة الخوص”
مع نائب السفير السعودي في إيطاليا
وتقول معصومة “منظر جميل ورائع، وأنا أرى المعرض مزدحماً عن بكرة أبيه، ونعمل من الساعة 9:00 صباحاً إلى 10:00 مساءً، ونسعد بالزوار الكثيرين الذين يقبلون على جناح السعودية تحديداً، ويسألون عن منتجات الحرف اليدوية، وأسرار صناعتها”.
وعن ركنها، تقول معصومة “بلا فخر، ركني من الأركان المميزة جداً، وهناك من هم مميزون أيضاً، وهذا الأمر يحملني مسؤولية كبرى أن أكون خير سفير لبلادي في هذا المحفل الدولي”.
شابة إيطالية تحاول تعلُّم السفّ على يد معصومة
وشاب إيطالي يبذل جهده
وكهل يجرّب حظه مع الخوص السعودي
وتضيف معصومة “الإيطاليون يفهمون طبيعة التراث السعودي أكثر من غيرهم، وهذا ساعدني على شرح بعض الأمور المعقدة عن مهنة الخوص”. وقالت “لا أبالغ إذا أعلنت أن الملف الذي أعدته “صُبرة” باللغتين الإيطالية والإنجليزية عن المعرض، ساهم كثيراً في اطلاع الزوار من جميع الجنسيات، على ما أقدمه لهم من منتجات، فضلاً عن إلقاء نظرة على تاريخ الخوص في المملكة”. وقالت “ملف “صُبرة” أفادني كثيراً خاصة أثناء عدم وجود مترجم معي”.
شاهد الفيديو
تشجيع الحرفيين
وحصلت معصومة خلال مشاركتها في المعرض على دعوات عدة من بعض الدول المشاركة لزيارتها. وقالت “وصلتي دعوة من دولة تونس لزيارتها، وإقامة دورات تدريبية في الخوص هناك، وحضور فعاليات لمعارض عربية أخرى”.
الوفد التونسي في ركن معصومة
وأضافت “إلى جانب تونس، المشاركون في المعرض من جمهورية كولمبيا، أعجبوا كثيراً بمنتجات الخوص، وكانوا يترددون عليَّ لمشاهدة طريقة صناعة السلال والحقائب”.
وتابعت “في ختام المعرض، أؤكد نحن الحرفيين، إننا نلقى الدعم الكبير من قيادتنا الرشيدة، مثلما يلقاه غيرنا من أصحاب المهن الأخرى، مثل الأطباء والمهندسين”. وتابعت “المملكة تشجع الحرفيين، وتدفعهم إلى الأمام، وهذا المعرض أحد أدلة هذا الاهتمام، ما أثمر اليوم عن نماذج من الإبداع، شهدها معرض إيطاليا”.
وتُكمل “أشكر المملكة الحبيبة، ممثلة في وزارة الثقافة وهيئة التراث على إتاحة الفرصة لي للمشاركة في هذا المعرض، وتعريف العالم بالموروث الشعبي في صناعة الخوص، ونأمل أن نكون نجحنا في مهمتنا، ومثلنا المملكة خير تمثيل في رحلة ميلانو، وساهمنا في نشر ثقافة المملكة للعالم”.
صالح بن زوين مع معصومة الحمدان
شكر وثناء
ومن جانبه، أثنى الرئيس التنفيذي لرحلة إيطاليا والمسؤول من إدارة هيئة التراث صالح بن زوين على ما قدمته الحمدان، وقال مخاطباً إياها “اثريتِ جناح المملكة بكل ما قدمته، ومثلتِ بلادك خير تمثيل، وهذا باتفاق الجميع، ونجحتِ في استقطاب زوار المعرض بطريقة جميلة، ورأينا كيف تفاعل الزوار معك”.
اقرأ أيضاً:
[فيديو] الإيطاليون يقرؤون سيرة معصومة آل حمدان باللغة الإيطالية
جميل جداً وأسعدني جداً هذا التقرير متمنيا للأخت الكريمة المزيد من التألق والنجاح،،، هذا الأمر يجعل الشخص يفكر عميقاً بأن الشيء الذي قد يكون بالنسبة لك شيء عادي بحكم تعودك عليه وعلى وجوده ربما يكون عند الآخرين شيء في قمة الروعة والإبداع