في العوامية.. الدمعة ما زالت “ساخنة” أقارب الشاب علي آل الشيخ يؤبنونه بذكر سيرته
العوامية: معصومة الزاهر
12 يوماً هي المدة الفاصلة بين إصابة الشاب علي حسن آل الشيخ، في حادث حريق شب في مطعمه في حي الشاطئ، وبين خبر وفاته الخميس الماضي متأثراً بجراحه. وطيلة هذه المدة، كان الناس في العوامية، محل إقامة الفقيد، قلقين عليه، يتابعون وضعه الصحي، وفي زمرة الأنباء التي أشارت إلى تحسن حالة علي الصحية، حل خبر وفاته كالصاعقة التي هزت وجدان الجميع.. وما زالت دمعة البلدة ساخنة، على رحيله، وطريقة رحيله، ومفاجأة رحيله.
ويتفق معارف الفقيد، على أن علياً طالما وقف إلى جانب الجميع، وساند الفقراء والمحتاجين، ودعم الرياضيين، ويتطوع في أعمال الخير عن طيب خاطر.
وفي لقاءات “صُبرة” مع ذويه وأصدقائه، قال الجميع إن خسارة علي آل الشيخ، لا تقتصر على أسرته الصغيرة.
طعم الحياة
البداية كانت مع والده حسن علي آل الشيخ، الذي رثاه بحرقة وألم، قائلاً “بوفاته، فقدت كل طعم جميل للحياة، أصبحت لا أنام منذ، أتكره عندما كان يدخل عليّ غرفتي وأنا نائم، يغطيني ويحنّو عليّ، أتذكره عندما كان يتفقد أحوالي يومياً، ويطمئن علي، فكان سندي في هذه الحياة”.
ويُكمل الأب المثكول “بعد رحيله، لست مرتاحاً في حياتي، فقد سميته “علياً” تيمناً باسم أخي “علي” الذي فارقني في حادث على طريق الرياض، رحمه الله، وكان عمره 27 سنة، واليوم، فارقت ابني علي أيضاً، فقدته كما فقد أخي، وكلاهما شاب، وترك رحيلهما في قلبي حرقة لا تنتهي”.
ويضيف الأب “رحل إبني البار بي، وبفقده، فقدت الأمل، وكل شيء جميل، لا أجد كلمات أعبر بها عن فقده، ودمعاتي لا تتوقف، حزني عليه لا نهاية له”.
حسن زكي الشيخ
القلوب البيضاء
ويقول حسن زكي ابن عم الفقيد “علي من أصحاب القلوب البيضاء في تعاملها مع الناس، ولديه شعبية كبيرة في مجتمع العوامية، كونه رياضياً متميزاً، وصاحب أخلاق حميدة مع من يعرفهم ومن لا يعرفهم”.
وأتبع “ليس لديه أصدقاء كُثر، ولكن لديه مجتمع كامل يحبه بأخلاقه التي ينثرها، وابتسامته التي يطل بها على الجميع، فالفقيد لديه القلب الطيب والأخلاق الحميدة والأفعال الجميلة والتعامل الرائع، وهذا يفسر سبب حزن أفراد المجتمع لرحيله ونشر صوره في كل مكان”.
وقال “في المحافل العائلية له تواجد، ويتواصل مع الأقارب، ولديه وقفات عائلية مشرفة، إضافة إلى حضوره في المحافل الاجتماعية بالبلدة ومحافظة القطيف”.
صداقة منذ الصغر
وبحزن واضح، قال صديقه علي حسين الفرج “ربطتني بالفقيد صداقة منذ الصغر، فبعد الانتهاء من الثانوية عرفته، صاحب روح مرحة، ومحب للآخرين، قلبه كبير، وحنون جداً، حتى لو لم يتضح ذلك، غيور على بلدته، ويحب أرضه التي ولد فيها بشكل واضح يظهر في حديثه”، مضيفاً “كان الله في عون أمه وأبيه، فهو صاحب فزعة ونخوة ومواقف تتسم بالنبل والشهامة، لا يستطيع رؤية أحد حوله في مأزق، خاصة من أهله وأصحابه، ويقف مكتوف الأيدي”.
علي حسين الفرج
ويُكمل الفرج “الفقيد يملك عاطفة جياشة، خاصة تجاه النساء من أهله، أعني والدته وخواته وزوجته، لا يقوى على تجاهلهن، ولا يرد لهن طلباً، فهو عطوف ورحيم بهن، وعندما يحتاج أحد شيئاً منه، لا يهدأ له بال، حتى يوفره له، فهو المبادر الأول للمساعدة، كما أنه شاب متدين محب لسيدنا محمد وآل محمد، وخادم للإمام الحسين عليه السلام، يُضاف إلى ذلك أنه عطوف مع الصغار، يحب الأطفال، وهم يحبونه، وأولادي يركضون نحوه مثل ركضهم نحو أعمامهم، وهو بمنزلة العم لأطفالي، وأدعو الله أن يصبرنا ويصبر محبيه على فراقه”.
ألم شديد
وبكلمات مخنوقة، لا تخلو من ألم وحسرة، يقول حسن علي القاسم “تلقيت خبر وفاة علي بألم شديد، وكان الخبر فاجعة لنا جميعاً، خاصة أن الفقيد إنسان خلوق وعطوف على الصغير والكبير، لم أره يذكر أحد بسوء، وكان يحب مساعدة الناس، يداه كانت معطاءة لكل شخص محتاج، ومواقفه الإنسانية لا تُنسى، عندما يعلم أن شخصاً محتاجاً، يسارع ويمد يديه لمساعدته، بل كان يبحث عن المحتاجين هنا وهناك، ويبادر بمساعدتهم، ويقول لنا “اعطوني رقم فلان” عند سماعه لحاجته، ويتواصل معه لمساعدته”. وقال “أسرة علي الشيخ ليست الوحيدة التي خسرته، وإنما خسرته العوامية كها”.
حسن علي القاسم
ويكمل القاسم “كان الفقيد من الأشخاص المقربين لي، نتواصل بصفة مستمرة، كان بمثابة مشجع لي في مشاركاتي الرياضية، يراسلني حتى في سفري أثناء المشاركة في البطولات الدولية، يشجعني ويرفع من معنوياتي، شيمته وأخلاقه كانت ثابتة مع الجميع، حتى أثناء التدريب في النادي، بالرغم من كونه ليس مدرباً، كان يتابع الأولاد الصغار، ويعلمهم ويصوب لهم طريقة تمارينهم، كان محبًا لمساعدة الآخرين”.
ويتابع “كان الفقيد من محبي خدمة أهل البيت والقائمين في المجالس الحسينية باستمرار، فعلاً خسرنا جوهرة ثمينة، لكننا لا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، نسأل الله أن يبدله بدار خيراً من دار الدنيا”.
يخاف الله
وبنفس الألم والحسرة، يتحدث محمد المختار “عرفت الفقيد قبل 15 سنة، وهو صديق وأخ، وخير سند يمكن الاعتماد عليه، إنسان شهم وكريم، يخاف الله، يحافظ على الصلوات، طيب، ليس لديه أعداء، عاشق لآل البيت، الأمر الذي دفعه إلى تنظيم حملة لزيارة الأربعين، استمرت 6 سنوات، ما كان يفكر في شيء مادي ابداً، اجتهد في حياته، وكون علاقات وصداقات مع الناس، والكل يكن له احتراماً وتقديراً”.
ويضيف المختار “الفقيد دائم الحضور في المناسبات الدينية، وسبق أن صاحبته في رحلات الأربعين والحج والعمرة ورحلة أخرى إلى المدينة المنورة، عشنا أياماً جميلة، فهو عزيز نفس، عاش كريماً ومات كريماً، سافرت معه دولاً عربية وأجنبية عدة، ووجدت إنساناً يخاف الله، يداوم على الصلاة، لا يأكل إلا الطعام الحلال”.
محب للعطاء
وبعيون تحبس دموعها، يقول خال الفقيد حسن آل الشيخ “علي رحمه الله، أعتبره ابني الذي لم أنجبه، كان محباً للجميع، معطاءً وكريماً بلا حدود”.
حسن آل الشيخ
وأكمل “على صعيد أسرتي، كان سنداً لي ولزوجتي، وأمينًا علينا، قضى حياته محبًا للعطاء، وأقل ما يُصف به إنه نبتة خيّرة على كل من يعرفه، ودودٌ رحيمٌ، وخصوصاً مع أقاربه”.
علي صديقي وحبيبي كان الشخص المقرب الي دائما كان مبتسم ومحبوب بين اهلة واصدقائه وكل الناس تعرفه بصفاء قلبه كان دائما متفائل يعطيك الطاقة الايجابية في حديثه معاك خسرت اخي وحبيب قلبي رحمة الله عليه ،،،ان لفقده حرارة لا تنطفى و وجع لا يندمل وجرح غائر في صدورنا