تفاحة أخرى لفهم خطيئتي
سعيد الجشي
قال لي ذلك الشيخ في آخر لقاء: لا تكن نبياً .. كن شاعراً
ماذا أردت ؟
تباعد الأضداد
عن صوت التجاعيد
التي خالتك توأمها…
تقولُ: الحزن زورقنا
و بحرٌ هالكٌ بجرارنا
لك من نصيب الموج بحار وكعْكُ مودّع
ما أكمله!
فتقيل غربتها عليك بزمزم
كانت أصابعها على رأس الجهات
ضريرة تطفلة
قلق يقلب في كفوف
ما تيسّر منك..
يقرأ من دماء النخل بعض خلاصه..
حتى إذا فرك الفراغ
تسللت أنّاتُه في سطرك المنهوك،
يطهو من خضاب الأمنيات تعجُّلَه
هل أجّل الجبلُ احتضار
الغيم
لما كان في رئتيك
يغرف من تضاريس الحياة دموعها؟
فالرمل فرّ من العراء وملحِهِ
منديل صوتك كبّله
متسكعٌ بين الدموع..
هناك تسكنك الجفون..
تؤبن المنسي منها..
ثم ترتجل الصداقة…
للذين تعلموا ذرف الكلام بهيبة مُتعلِّلهْ
بفراسة المرآة..
يجمعك الهشيم
فتحتسي وجهاً
يشرّد في البقاء توسُّلَه
بسلالةٍ للشيب
تحفر في شفيف القمح نافذة
وتعجن من أنيقِ الحلم أبواباً
تشابه جفنك المطهوّ بالقبل العجاف
إذا وفا قحطٌ وتكذب سنبلة
فوقفت ترتجل
الظما غرقاً
يليق بعشب ذاكرةٍ
تصير للبعيد يقينك المفطوم حد الإرتواء
وجدته فهم الظما .. ما أجهله!!
للبئر ظن الماء
لم تفهم بأنك لا تشاركها
جفاء عقيقك المنسي في تعب البياض
و إنها مثل البكاء به الظنون معطلة
تركت جوادك
عند آخر شهقة
وأتتك تشرح
كل أنفاس المجاز المقفلة
منها، إليها، عندها، فيها
تعالى ..ليلك المبحوح
يشطب سحنة لفراغ
من مروا عليها
حينما خالت بأن الضوء مرتبك الخطى
وأضاع وجهك في ازدحام ظلله
ومتى ترجل ضوؤك الموكوز ..
تغرف نصفه ..
فيزيد مرتديا جناسا
خاف
من نقص عراه وجمّله
وبذمة الكتمان أشرعت السلال
الجائعات من النميمة
عندها أفلتَّ دالية
الصهيل المثقله
لكن خبزك متعب
أطعمته ما فاح من لحن يتيم
فوق أكتاف الجفاف
وكنت آخر جائع ما بلله
و الليل نام
و أنت تعلم ما تساقط
في جيوب نجومه الخرساء من ضجر السنابل
حينها أطفأت فلاحا
على كفيه : منجل قبلة و ثقوب نافلة و زفرة بسملة
لتؤجّر الأحلام وحيا مثقلا
بالحيرة البكماء
تعزف ما يليق بمسك أسرار السماء المهملة
ماذا فهمت ؟
وأنت تحبس سيد الإصغاء
في قارورة لمغيب عرس الشمس من فزاعة..
حتى إذا فرغ الكلام
دعكت خيبته بوحي أغفله
لتعود من دمك
القوافل تمسح الصخب/ الزجاج..
هناك تندلق المسافة فوق ظهرك كلما
تمشي بها
تقع السنين لتقتله
جرح يعلم آخرا
فهْم النزيف ..
وأن بالمعنى جنازة
فكرة للإنزياح مؤجله
فأفقت ..
تهزأ من تعابير الحقيقة
حين يلثمه شراع من فم قد أوله
قبل انهمار ظلام أمتعت السكون
حزمت بعض الثرثرات العاجزات من النحيب لتوصله
متهدج ..
جرّ اسمرار الماء
طفل يشبه الجنات
يزرع من صلاة الدلو ما أخبرتَه
وقميصه المثقوب من ريق الحياة
يعيد فهمك من دماء الأسئله
دعني أبلل سمعك
المنهوك قاب رمادك المغفور!!
أفتح للرياح جيوبها المتململه
قد أثقل الوتر احتساء الغيب
فانتفض السديم بخيبتين
فكرر اللحن العقيم تسوُّلَهْ
تعبت عروق الأمس
في أسماع بوصلة تشير بحدسها
نحو التضاريس العتيقة
وهي تمسك ما تفلت من رغيف البوصلة
مر السعال بجنب ذاكرة تعطل
ملحها ..
لأشدّه من
رجفة خسرت بقاء ضجيجها المؤود في كتفي ..
فأتعبه رماد كان في جسدي
تنفس ذاتي الأولى بشيء أشعلهْ
حسبي ..
أقلب طرف لؤلؤةٍ
وأنسب لونها للماوراء بمنحرٍ
حتى توضأ من أنوثته خشوع آثم
مذ كان يلهو بين مرمره
قماش قبله
ظلي هو الدرويش
شاطرني البقاء
فما تثاءب حزنه إلا تهجى وحدتي
من هامش الدنيا الذي ما كان له
عندي من
الشجن انتصار واحدٌ
أبقيت بعضاً بين جرف نبوءتي
و تركته يطفو بعمر أبْدَلَه
تفاحة أخرى لفهم خطيئتي
مذ فرّ من حواءَ فكرتيَ الضجيج
و كنت أحرس كل أسباب الفناء
المنزله
وأنا برف الأبجدية زيتها
فحفظت تعليل الشكوك..
وكلما
ألِجُ اليقين
يطيل فيا الإحتراق تأملهْ
من متعب
يوصي إلى تابوته
مهلا فما كل الدروب الجائعات مدللة
قد مسني ضر الهواء بكذبة
فأتى…!! بأسماء الوداع الموحله
صدأ الورود علامة
أبدية
و الشوك كائنه المشاكس أوله
رفقاً
أنا والموت آخر صحبة
نزن الفراق بكيله
وسأطبق الكف احتراماً
ثم أتركه يقلب حنظله
ضيف عليه
صواع وقتي فارغ
لا بئر تعصمني
وجسمي في تلاوته القيامة
يرفع الدنيا ويعلن للغياب ترجله