ميسون الدخيل.. هل تتحوّل إلى ضحية قراءة “أول سطرين”…؟! هجوم إلكتروني على 354 من مقال"كبار السن".. والمدافعون يطالبون بقراءة "الباقي"
القطيف: أمل سعيد، ليلى العوامي: صُبرة
في مقال من 717 كلمة لا أكثر، وعنوان مُستفز، نجحت الكاتبة السعودية ميسون الدخيل في أول 354 كلمة منه، أن تلفت أنظار القراء إليها، وتثير حالة من الجدال الواسع، فضلاً عن السخط عليها، بعدما تناولت موضوعاً حساساً للغاية، دعت فيه ـ بلغة ساخرة مجازية ـ إلى سرعة التخلص من عبء كبار السن اليوم قبل الغد في قطاع الأعمال، ولكنها في النصف الآخر من المقال ذاته، وتحديداً في الـ363 كلمة الباقية، عادت وفكت طلاسم المقال، وأوضحت بجلاء أن ما ذكرته في النصف الأول من مقالها ما هو إلا قالب تهكمي، يستخدمه بعض الكتّاب، لتصدير معلومات إلى عقول “جاهزة” لاستقبالها، دون إعمال الفكر.
ويبدو أن القراء المنتقدين لم يلتفتوا إلى النصف الثاني من المقال، وشنوا هجومهم عليها، ورأوا أن الكاتبة تجاوزت الخطوط الحمراء، ودعت إلى ما يرفضه المجتمع المسلم والمحافظ..
في المقابل، استوعب قراء آخرون فكرة المقال كاملاً، وانتبهوا إلى مقصد الكاتبة، وأشادوا بأسلوبها، وقدرتها على إثارة الجدل، ولفت أنظار الجميع إلى ما كتبته.
مقال ميسون، الذي نُشر في الزميلة “الوطن” تحت عنوان “إنهم يتكاثرون فلنتخلص منهم” في إشارة إلى كبار السن في قطاع الأعمال، واتُّهمت ـ فيه باستخدام عبارات غارقة في نكران الجميل، والأنانية المفرطة، بحق المتقاعدين، وما قدموه لأسرهم ووطنهم.
وبقدر قسوة عبارات الجزء الأول من المقال، جاء الإعجاب الذي نالته الكاتبة من نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، وبعضهم رأوا أن ميسون تجاوزت المألوف في كتابة المقال، وأكدوا أن المهاجمين اجتزأوا فكرة المقال، ولم يقرأوا النصف الآخر منه، ولو فعلوا، لما هاجموا الكاتبة كل هذا الهجوم..
أنت أولى بذلك
وكان “تويتر” منصة للهجوم على ميسون، كما أنه كان منبراً للدفاع عنها وعن أسلوبها. وبالغ المهاجمون في نقدهم إلى حد المطالبة بالقبض على الكاتبة، ومعاقبتها.
وغرد عبدالله الحربي مُخاطباً الكاتبة بلغة ساخرة “إذا تحثين على التخلص من كبار السن، فأنتِ أولى بذلك أيتها ….، لأن طبلونك عداده فوق الستين (أشك انها سعودية)”.
وترى المغردة عبير الحربي أن ما كتبته ميسون تحريض، يستوجب العقاب. وقالت “التحريض على القتل جريمة، تستوجب العقاب، قاتلك الله، أتمنى أن يتم ردعك، والقبض على هذه الأشكال النكرة في المجتمع الإسلامي والسعودي”.
وكان لـ “عمر عبيد” وجهة نظر أخرى في الهجوم على الكاتبة. وقال “أعتقد من وجهة نظري أنه ينبغي التخلص من بعض أصحاب الأفكار غير المقبولة والأطروحات التي ترفضها الأديان، ومن المؤسف أن تظهر ويتم التغاضي عنها دون عقاب، ولكن المؤسف أن يُقال عليها كاتبة سعودية”.
وأضاف “البحث عن طريق الشهرة سهل، ولكن يصل بنا إلى هذه الأفكار !!! يعتبر مصيبة”.
لا تكتبي
وواصلت العنود الحارثي مسلسل الهجوم على الكاتبة، ووجهت لها سؤالاً “كيف تتجرأين وتكتبين مثل هالكلام؟ وأنتِ أصلاً شايفة نفسك كاتبة؟ مسوية نفسك تنقذين الأرض والحياة، وجايبة سالفة تضحكين، والله هالكبار السن مو ماكلين من حلالك، ولا عايشين بدولة باسمك، فاستريحي، ولا عاد تفكرين وتكتبين أفضل لك، لأنه بيوم من الأيام بتكونين بمكانهم”.
وعلى منوال الحارثي، قال المغرد رجا أبو حريب “جايها الدور، وكما تدين تُدان، وليتها تتخلص من أقرب الناس إليها إن بقي منهم شيء”.
وقال علي عبدالعزيز العلي ساخراً “تطالب بالتخلص من أعباء كبار السن، طبعاً الخالة الستينية لا تزال في ريعان شبابها”.
ووصف المغرد عبدالرحمن الحماد المقال بالعيب قائلاً “والله عيب ما كتبته، ولا يجوز أن يصدر مثل هذا من سعودية مسلمة، ولا يجوز أن يُنشر هذا المقال في صحفنا السعودية المتزنة العاقلة”.
رأي وزارة الموارد
أما أبو لمار محمد ملفي الخزمري، فكان أكثر حدة على الكاتبة وقال “الله يخلصنا من هذي الأشكال، تريد التخلص من كبار السن، إن شاء الله نتخلص منك، يعني بتدفعين من جيبك، الله يعز الدوله بس”.
وبلغة لا تخلو من غضب واستياء، قال المغرد يحيى القحطاني “لو كنتُ مسؤولاً، لطبقت ما طلبته ميسون عليها أولاً”.
واختار الدكتور اسحاق هاشم أن يُشرك وزارة الموارد البشرية في مضمون المقال، وبعث برسالة إلى مسؤوليها “ما تعليق الوزارة على ما نشرته الكاتبة في طرق التخلص من كبار السن؟.
وبحسب اقتراح الدكتورة ميسون، كتب المستشار عبدالله الجريد ساخراً “من اليوم وطالع، لازم نتخلص من كبار السن، لأنهم عبء على المجتمع والاقتصاد”.
أما يحيى الأمير، فقال عن الكاتبة “سيدركها الكبر ذات يوم، وتعرف قدر ما كتبت، عندما يقوم أبناؤها بالتخلص منها، بناءً على ما قدمته من توجيهات في حق الآباء والأمهات”.
ظلموا الكاتبة
في المقابل، كان هناك من يدافعون عن مقال الكاتبة وأسلوبها، ويدعون المنتقدين إلى عدم اجتزاء الفكرة والمضمون، والقراءة المتأنية للمقال كاملاً، ليعرفوا أنهم ظلموا الكاتبة، التي لم تكن تقصد الهجوم.
وقال مغرد أطلق على نفسه “الحربي“: “كانت أول السطور تهكمية، يمكن لجذب القارئ، لكن آخر المقال يختلف، كان كلامها مع المتقاعدين، وإنصافهم، ولكن حنا شعب نقرأ أول سطرين، ما نقرأ المقال كاملاً، ثم نشن حروبنا”.
جماعة المدرعمين
ويرى المغرد عبدالرحمن السعيدان أن المنتقدين لمقال ميسون الدخيل “هم من جماعة المدرعمين، وهؤلاء نقدهم لا يؤخر ولا يُقدم، لأنهم جماعة لا تقرأ، ولا تتقصى الحقائق، بل تكتفي بالعناوين، ثم تعلق عليها، وبالنسبة للمقال، فهو مقال جميل، قدمت فيه الكاتبة حلولًا لضمان حياة أفضل لكبار السن والمتقاعدين”.
الصورة الكاملة
وفي تغريدته، تساءل فهد الـشيحة “تعرفون إيش معنى ” Out of context “ ؟ تعني “خارج السياق، وهي تُقال للكلام اللي يقتص من موضوع كبير، ويسبب جدلاً بين الناس، لأنهم ما شافوا الصورة الكاملة”.
وأضاف “الكاتبة ميسون كتبت مقالة طويلة لصالح كبار السن، وليس ضدهم، ولكن للأسف وسائل الإعلام تحب تثير الجدل، واقتصت منها الكلام”.
عناء القراءة
وألقى المغرد ياسر اليوسي باللوم على من قرأوا المقال، ولم يستوعبوا فكرته “للأسف، أغلب من شارك في هشتاق #ميسون_الدخيل، لم يكلفوا أنفسهم عناء قراءة المقال كاملاً، حتى يتضح لهم انها تتهكم في بداية المقال، لتضع رؤيتها والحلول المناسبة للاستفادة من كبار السن، بما يحفظ لهم إنسانيتهم وكرامتهم”.
اللسان الطويل
وقال المغرد فوزي صادق “بعض المغردين لسانه أطول من بنانه، استعجلت بالحكم على زميلتي أستاذة ميسون الدخيل، المقال رد على من قال إن المتقاعدين يستنزفون التأمينات”.
وتساءل المغرد المعتصم “إلى متى نظل أمة غارقة في مستنقعات ضحالة الوعي والجهل والتخلف والرجعية؟
وأكمل “إلى كل من هاجم ميسون الدخيل، أقرأوا مقالتها كاملة، قبل أن تحكموا عليها، وتُكيلوا إساءاتكم لها، ومن لا يفهم المعاني الكبيرة فليقل: يا مُعلم آدم علمني.. ويا مُفهم سليمان فهمني”.
الكتابة الساخرة
أما المغردة علياء الدخيل، فقالت “المثقفون يعلمون أن هذا أحد اساليب الكتابة الساخرة، وميسون الدخيل انسانة خلوقة، وبارة ومثقفة ورائعة ومتواضعة، وفي اعتقادي المتواضع، أن كتابتها الساخرة، هي رد على الذين يعتبرون كبار السن استنزافاً للاقتصاد وللجيل الذي بدأ لا يحترمهم”. واختتم التغريدة بتوجيه رسالة للمنتقدين “اقرأوا المقال بالكامل”.
الجزء الأول
ودافع المغرد أحمد الأميلس عن ميسون، ورأى أنها تعرضت للظلم. وقال في تغريدته “اختارت الكاتبة طريقة للفت الانتباه للمقال، وقد نجحت في ذلك، لكن للأسف، البعض قرأ الجزء الأول من المقال، وطار بالعجة”.
وكرر الأميلس ما طالبت به علياء. وقال “اقرأوا المقال مرة أخرى بهدوء، مقال رائع، يجب أن يُؤخذ بما جاء فيه”.
التسرع في الحكم
ويرفض المغرد غسان بادكوك التسرع في الحكم على الكاتبة “اطّلعت على البعض منها، وبالطبع فإنني أرفض تسرُّع الذين هاجموها، وقفزوا إلى استنتاجات خاطئة، قبل أن يُكملوا قراءة مقالها”.
وأتبع “التجاوزات مرفوضة بكافة أشكالها على شخص الكاتبة، ولكن الموضوعية تقتضي أيضاً أن نقول للكاتبة ميسون الدخيل بأنها أعطت للمدرعمين سبباً للتجاوز عليها”.
ياليتكم في صحيفتكم هذه تتعظون.. فقد قرأنا هنا مثل هذا السلوك الكتابي في صبرة وبعض الصحف الإلكترونية (عنوان صادم ولا يمت للموضوع بصلة بل عكسه تماما) وأما تصرف ميسون فهو تصرف مراهقة كتابية.. وليس أسلوب لجذب القراء
يفعل ذلك اللاهثون وراء الشو والظهور وإن على حساب القيم.. و إزعاج أو العبث بمشاعر الآخر
المقال يتكون من جزئين ومن الظلم ان نحكم عليه من جزأه الاول والذي جاء على صيغة ناقل الكفر ليس بكافر وهو النوع من الحديث التي يخاطب العقول الجاهزة كما ذكرت الكاتبة ولم يكن ذلك الا تمهيدا لاقتراحات بنائة صاغتها في الجزء الاخير من المقال والذي عكس وجهة نظر الكاتبة الايجابي حول التعامل مع كبار السن والاستفادة من خبراتهم